فرحة وطن

01:44 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

برغبه صادقة ونوايا حقيقية، لتحقيق المستحيل، حينما اعتمد مجلس الوزراء الموقر الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030، فقاد المواطن الإماراتي، إطلاق أول قمر صناعي، وها هي النجاحات، تتحقق وتتوالى، وفرحة وطن، نعيشها جميعاً، بريادة هزاع المنصوري، كأول رائد فضاء إماراتي ينطلق، وبات قطاع الفضاء، يتنامى ويتطور، وينطلق من أرض زايد، ليشارك في صناعة الفضاء، والاستثمار في المشاريع، والأنشطة الفضائية، ونقل علومه ومعارفه وتقنياته لأجيال المستقبل الناشئة، وفي الغد القريب، سنشهد تولّيه إدارة أكبر المحطات العالمية، في العلوم الفضائية، ليساهم في وضع اسم الدولة في مصاف الدول المتقدمة بهذا المجال وهذه الصناعة.
وبعيداً عن هذه الإنجازات، حين نلامس أرض الواقع الحالي من خلال المشاهد الحقيقية، في قطاع الرياضة، وبالإسقاط على مشروع صناعة النجوم والمواهب والمبدعين، الذي بدأ منذ أكثر من 40 عاماً، فلا يزال ممزوجاً بخيبات وإخفاقات، وضيق في أفق المستقبل، لا يجعلنا نفارق خط البدايات، ويؤكد أننا مازلنا، نراوح في أماكننا، ومحلك سر، ندور في حلقات الفشل، غارقين في التنافس الإقليمي، وغالباً ما نكرر، ونسوق لأنفسنا الأعذار نفسها، على الميداليات الأولمبية التي لا تأتي برغم تاريخنا الرياضي الطويل، وبتصنيف دولي متأخر، عن دول لا تملك، من الميزانيات الضخمة، التي تنفقها وتصرفها الدولة، على قطاع الرياضة والرياضين، حيث إن الخلل كبير، بل شاسع بين المصروف والمردود.
حتى الاحتراف، الذي لمسنا واقعه، وفتحنا له الأبواب، أصبح عبارة عن أموال متدفقة من دون عوائد توازيها، فمن يمتلك القوة الشرائية اللازمة، والإمكانيات الاقتصادية الكافية من الأندية، جمع أفضل اللاعبين والمدربين، وحصد بها الجوائز والبطولات، بعد أن كانت الحظوظ متكافئة والرغبات متساوية، بين الأندية في عهد الهواية، وأصبحت الرياضة بحاجة، لطرق أبواب الاستثمارات الرياضية، والشركات الخاصة، لضخ الأموال فيها، لكن مازالت أنديتنا، واتحاداتنا الرياضية، تعاني شُح الموارد، معتمدة على صرف الحكومات المحلية، وجلّ المشاريع والمبادرات التصحيحية، تنتهي إلى زوال.
فمتى ستنطلق رياضتنا؟ بعد كل هذه العقود الطويلة من الفشل، التي اختبأنا خلفها، بستار نجاحات بسيطة، لترسم لنا ملامح التغيير، وتحدث المعجزة والثورة، في تغيير المفاهيم، وتعاطي الرياضة، كونها ركناً أساسياً متكاملاً، من أركان نهضة الدول، رياضياً واجتماعياً واقتصادياً، ونعانق الذهب ونصعد به المنصات، ونقلص الثغرات ونردم الفجوات، وتكون للرياضة ممكنات واضحة المعالم، وليست أمنيات أو محض مصادفة، إنما مدخلات تقودنا لمخرجات، تتحقق بها النتائج، والله المستعان على تغيير الحال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"