فرصة أخيرة

01:56 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

أحياناً يجب على المرء، أن يبذل قصارى جهده، لاستثمار نقاط ومواطن القوة، التي يمتلكها والافتخار بها، وتجنب الالتفات والنظر إلى الوراء، وإلى مكامن الضعف، ومواطن القصور التي لديه، والسوء الذي ظهر به، حتى تتمكن من التقدم والاستمرار، خطوات إلى الأمام، وأن تنتبه إلى الأحلام التي تراودك، في أوقات راحتك، وأنك قادر من تحقيقها، والوصول لبلوغها، حين خسارتك وانهزامك، وأنك ستعوض ما فاتك، بعزمك وروحك وإصرارك.
لا تزال الآمال باقيه ومعقوده، وإن خفتت وتعثرت وتراجعت، في بحر وهيجان الهزيمة الأخيرة، والسقوط المرير، الذي مُنِي به الأبيض، أمام مرأى الجماهير الوفية الحاضرة، بخسارة نفسه واسمه، قبل أن يخسرها من منتخب اليابان، ولا تزال الطموحات مرهونة، بقدرة اللاعبين على استرجاع هوياتهم، التي عرفوا وتشرفوا بها، وذاك الاسم لمنتخب، كان يبهر المنافسين، في كل شبر من أرجاء الملعب، ومواهب صنعت لها تفرداً، على خريطة آسيا، ولن نقطع ذلك الرجاء، والأمل الرفيع، والحظوظ الضئيلة بالعودة، ولو في خوض فرصة الملحق الآسيوي.
لن تكون مباراة سيدني، أمام منتخب الكنجارو، بالأمر اليسير على المنتخب، وهو يخوض غمارها بعيداً عن أرضه وجماهيره، وسيكون لقاءً صعباً، بكافة المقاييس على أبناء مهدي، والأسترالي طامح إلى كسر حالة التعادلات، ونزف العديد من النقاط، في اللقاءات الأربعة الأخيرة، ويحاول أن يعيد نفسه من جديد، في سكة وصلب المنافسة، على إحدى البطاقتين المؤهلتين، وخسارة هذه الجولة لأحد المنتخبين، قد تقذف به أشواطاً بعيدة، عن مرمى التأهل والصعود.
لا نستطيع أن نعيد العجلة إلى الوراء، ولن نستطيع أن نخفف، من وطأة الحقيقة، ونضع الأعذار والمسببات، فالخسارة أمام اليابان، قد تمت وانتهت، وقضي الأمر، وأننا في المركز الرابع الآن، ولكن المستحيل دائماً ما يصنعه أبناؤه، إذا أرادوا ذلك وعزموا، والعودة ممكنة، إذا كانت لديهم الإرادة، والرغبة الصادقة، والملعب هو الفيصل، هو من يحكم هذه المعادلة، وهو من يضع النقاط فوق الحروف، وعلى اللاعبين إثبات ذلك، بأن الحلم الذي راودنا طويلاً، قادرون على تحقيقه، وبإمكانهم فعل ذلك، كما فعلوا أمام اليابان.
غداً ستكون كلمة الفصل، وغداً سيبرهن الفريق، إلى أي معدن ينتمون، وأي روح زرعت، وتعلقت في صدورهم، وأي عطاءً يدفعون، لن نستطيع أن نغير حبنا، ولن نستطيع أن نبدل انتماءاتنا، وتبقى الآمال والأمنيات، لا تحققها سوى الروح بالبذل والعطاءات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"