لأنه الوطن

03:26 صباحا
قراءة دقيقتين
}} عاشت بعض الأوساط الرياضية الخليجية في السنوات الأخيرة، حالة من التعصب والاحتقان الشديد بين جماهيرها وأنديتها، وكذلك بين مسؤولي الأندية والإعلاميين، واستشرى هذا التعصب بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى ظاهرة العزوف الجماهيري، وإفرازه لسلوكيات تتنافى مع الوطنية والأخلاق، وأدى في مدة من الفترات، إلى التحزب خلف الأندية ونسيان منتخبها الوطني في مشاركته على أرضه.

}} نجد تلك الحالة الجميلة والصورة الرائعة التي عاشتها جماهير الإمارات، بكل أطيافها وألوانها وانتماءاتها، وهي تقف خلف ممثل الوطن في مهمته الآسيوية، وكمية التفاؤل والمساندة والثقة التي سادت هذه المرحلة، بين معظم أطياف جماهير الإمارات، من قيادتها إلى شعبها، بمشاعر المحبة والألفة والتعاون، فكانت تلك الوقفات والمبادرات المتعددة، التي تؤكد حرص الجميع مهما كان انتماؤهم وولاؤهم، بأن يقفوا صفاً واحداً خلف النادي الأهلي في مشهده الختامي، ولم تأت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، بتخصيص طائرة لنقل الجماهير لمباراة الإياب، إلا تأكيداً على قيمة وحرص القيادة على تعزيز مفهوم التلاحم وتجسيد أبهى صور التكاتف والوحدة، وكذا دور المساهمات من كبار الشخصيات والشركات، وروابط الأندية المحلية والخليجية، وحملات التعبئة الإعلامية لدعم الفريق، وهذا الذي يجب أن يكون ونسعى لتأكيده بين الفرق والأندية.

}} ورغم الإحباط الجماهيري من أداء المنتخب، وأصوات الانتقادات التي طالته في الفترة الماضية، إلا أن الأبيض يحظى ويلقى الدعم والمؤازرة من قبل المسؤولين والشارع الرياضي، بتلك المبادرات المتنوعة لدعمه، كيف لا وهو مصدر الإلهام وصانع الفرح، ولا شك أن ذلك لم يأت إلا من خلال الثقة الكبيرة التي يحظى بها الفريق، وقدرته على تخطي هذه المرحلة ومواصلة الانتصارات التى عودنا عليها، وبالسعادة التي خلدها في ذاكرتنا، ليقف معه جمهوره ويشد من عزمه في مبارياته المتبقية، للصعود للمرحلة المقبلة.
}} انتهت مرحلة الذهاب بتلك اللوحة الجميلة، وفي انتظار مباراة الإياب، وكلنا أمل ويقين، أن الفرسان قادرون على تحقيق الهدف المنشود في بلد المليار، وإعادة إنجاز نادي العين، وكل التوفيق لأبناء مهدي، بأن يكلل هذا الزخم المعنوي، بتجاوز هذه المرحلة الصعبة، ورد الجميل لهذه الأرض، فهو الوفاء المحض الذي غرس فينا من لدن المغفور له بإذن الله والدنا الشيخ زايد، وسارت عليه قيادتنا وتشربه عيال زايد، في رسم ونشر حب السلام بين الناس، وأن الإمارات ستظل دائماً أرضاً للمحبة والخير للشعوب.
}} في الختام يقول المثل «شعب لا يعرف الوفاء شعب لا يعرف التقدم».

مبارك الرصاصي

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"