مطاردة الأمل

لم تشأ الجولة الأخيرة، على المجموعة الأولى، أن تبتعد أحداثها ونهايتها، من سياق اللمسة «البوليودية» والأكشن الهندي في الإخراج، والتي كان نهايتها، خروج المنتخب الهندي، حديث البطولة، بما قدمه من مستوى، في الدقائق واللحظات الأخيرة، بهدف قاتل من ضربة جزاء، مع تأهل وعبور البحرين (الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الوداع) برفقة الأبيض الإماراتي متصدر المجموعة، وما من سبيل لإنكار حجم المعاناة التي عانيناها في سبيل ذاك التأهل الذي تحقق بالتعادل أمام تايلاند، حيث إن هذا ليس الأمل والطموح من زاوية الأداء.
كان العبور متوقعاً للأبيض الإماراتي، والصدارة كنّا نستحقها، ولكن ليس بهذه الصعوبة وذاك العناء، وبهذا الأداء المتذبذب والمستوى الباهت، وبالصورة التي لم نعتد عليها حتى الآن، من حالة التوهان والسرحان، التي ما زالت تغلف اللاعبين،.. نعم قد يتخطى المنتخب، في المرحلة المقبلة، أحد ثوالث المجموعات، الثالثة أو الرابعة أو الخامسة، ولكن بعد ذلك قد يصطدم، بمنتخبات ذات كفاءة عالية، ولا تزال الفرصة مواتية، بأقدام اللاعبين، لتغيير ومحو الصورة، إن كانت لديهم الرغبة والطموح والإرادة،.. ومن جانبنا سنتعلق بالأمل ونطارده للنهاية.
الكرة تلبي وتحقق أمنيات، من يبذل لها قصارى جهده، ويعطي للشعار، كل قطرة عرق، داخل أرضية المستطيل، وفي كل نسخة بعد أخرى، من بطولة أمم آسيا، تبرز وتخرج لنا منتخبات جديدة، لم يكن لها شأن يذكر، على خريطة ورقعة الكرة وتسطع إلى حد التوهّج، وتثبت قيمة العمل الكبير الذي تقدمه هذه الدول لفرقها والتطور الذي لامسها في مقابل خفوت وهج، بعض المنتخبات الأخرى، التي كان لها صولات، وجولات فيما سبق، وسجلت تفوقاً، في عديد من السنوات، ويبرز كيف أن موازين القوى، قد تتبدل وتتحول، وتختل فعلياً، بناءً على معطيات، العمل الممنهج، والإستراتيجيات والخطط السليمة.
بطولة إثر بطولة، وجولة بعد أخرى، تثبت الدول الصغيرة في عالم المستديرة، الأداء والمستوى المرتفع، والظهور اللافت المبهر، وتقدم دروساً مهمة للمستقبل، كالهند التي تنام، وتصحو على الكريكيت، وتايلاند التي تخطفها مصارعة المواي تاي، والفلبين الزائر الجديد لأول مرة، في بطولة الأمم، التي يداعب شعبه كرة السلة، رغم أن كرة القدم، ليست اللعبة ولا العشق الأول لدى هذه الدول، لكن وضح بما لا يدع مجالاً إلى الشك، تطور منتخباتها، وكمّ العمل في الأكاديميات، واستقطاب النجوم، وقيمة الاستثمارات التجارية، بجانب الاستعانة والاعتماد على اللاعبين الشباب.