نصيرة المعاقين

01:03 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

لم تكد تغفل أجفانهم عن نعاسها، وتلامس أجسادهم وفير سريرها، وما باتت تنجلي وتختفي، تلك الابتسامة عن محياهم، لاستضافتها بطولة الألعاب العالمية، لذوي الإعاقة الحركية والبتر، إلا وعادت نصيرتهم «الشارقة» التي تحيا فيها وبها الإنسانية، لتعود من جديد، وتفتح أذرعها وأبوابها لتحتضن المتلقى الدولي لألعاب القوى للمعاقين، من كانت مخلصة لهم منذ أعوام عديدة خلت، ومن كانت على الدوام، تسابق الآخرين لاحتضانهم، برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة «نصير المعاقين» الذي دأب على إرساء القوانين والتشريعات التي تنصف وتعين وتمكن هذه الفئة، من أجل اندماجهم في المجتمع، تحقيقاً للمساواة، في الحقوق والواجبات بينهم وبين سواهم من الأسوياء.
هي رسالة سامية، وقيم نبيلة راسخة، تحملها الإمارة الباسمة على عاتقها، بكل الحب والدفء والعطاء، من كرست نفسها، وسخرت لها إمكانياتها وطاقاتها، لخدمتهم والأخذ بأيديهم، ونهجها في ذلك وديدنها الأصيل، القواعد الصلبة التي تأسست، والعرىٰ المتينة التي تأصلت، بفضل نهج ورؤية حاكمها، من معاني القيم العظيمة، المتمثّلة في صون وحماية حقوقهم وكرامتهم، ومثل الصداقة والسلام، واحترام الآخرين، والتسامح بين الأديان، والمجتمعات قاطبة، لنؤكد في «عام التسامح» الثوابت والمرتكزات، التي اجتمع عليها حكام، ومجتمع دولة الإمارات.
لا يتعلق الأمر باستضافة، بطولات رياضية، وأحداث وفعاليات وكفى، ولا يعد الأمر، من باب الشفقة، والعطف والإحسان فقط، إنما يتجلى كل ذلك، لمكانتهم الخاصة، والحفاوة والاهتمام البالغين، وقيمة المردود الإنساني، والأثر الاجتماعي والعاطفي، للمجتمع الذي يولي الاهتمام، ويحتضن مثل هذه التظاهرات، بجمال الأمل وروح السخاء، ولتلك الأيادي البيضاء من المتطوعين، الذين يمنحون بمساعدة الآخرين، إيجابية العطاء والبذل، وإبراز مكارم الأخلاق في المجتمع بتوفير فرص التمكين، وتحسين جودة الحياة، المقدمة لذوي الإعاقة.
ها هي العاصمة الثقافية الشارقة، تشرق في وجوههم، لتنير وتشعل قلوب ساكنيها، وصورتها الإنسانية المبهرة، وتتوشح منذ أسابيع، بثوب المحبة ودفء النفوس، وتنثر بين جنباتها، أكاليل المودة والامتنان، وصداقتها الدائمة للمعاقين، ليبرز دور الشارقة الريادي، في مجال الاهتمام، بقضايا ذوي الإعاقة، ووضع اسمها على الخريطة العالمية في محافل وبطولات الألعاب البارالمبية العالمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"