واقع مرير

02:03 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

عادت رحى المسابقات تدور، وعادت معها أصوات دورينا، بشؤونه وشجونه، وانخرط اللاعبون والجماهير في حمى ما تبقى من عمر المنافسات والصراعات المحلية، لمن يسعى وراء بطولة طال انتظارها، أو من يتطلع إلى الخروج من دوامة الهبوط..
عاد الصخب المحلي بعد انقطاع طويل في المعمعة القارية التي كنا نمني النفس وهي بين أظهرنا أن نحقق فيها حلماً طالما راودنا وداعب مخيلتنا، ولم نصل إلى ما نصبو إليه بعد كل تلك الوعود الرنانة والآمال الزائفة، التي أطلقت لنا حوارات نظرية ولقاءات تنظيرية، وبعد كل إخفاق تلو آخر، وبعد كل تعثّر وتراجع، لا نجد من يقف ليبرّر أو يقيّم ويبرهن، لتلك الأمهات اللاتي دعين، أو الأطفال الذين بكوا، أو آلاف المتطوعين الذين وقفوا وسهروا.
تتزاحم ملفات الفشل وتتعدد الأزمات والتداعيات على الكرة الإماراتية التي لم تسجل إنجازاً، أو تَكتب لها حضوراً دولياً يذكر، على مدى الأعوام الأخيرة، من بعد الصعود المونديالي 1990، فمن فشل في دورة كأس الخليج، لجيل كنا نعتقد أنه وصل إلى مرحلة النضج وحان القطاف، وبنهاية الحلم المونديالي لتصفيات الصعود لكأس العالم، ثم تلته الطامة الكبرى بالكأس الآسيوية التي خذل «الأبيض» فيها الجميع، بالمستوى الفني والأداء الرديء، أمام فرق كادت أن تعصف بنا خارج البطولة، لكننا نشاهد باستمرار، أنه لا حلول تذكر، أو مبادرات تُتخذ، للخروج من هذه الأزمات والكبوات.
غالباً ما تكون الوصفات والحلول المسكنة مؤقتة، للخروج من أزمات كهذه، بالتزام السكوت المطبق، أو بإيجاد كبش فداء سيكبح ويلجم جموح الشارع الرياضي، من دون إيجاد حلول ناجعة تغيّر من الحال، والأمر ليس منوطاً باتحاد كرة القدم وحده، أو اللاعبين فقط الذين يُعدون من مخرجات أنديتنا، فنحن بحاجة ماسة إلى تدخل سريع من القيادات الرياضية، بتشخيص سليم، لرسم سياسة الرياضة على مدى بعيد، وإعداد الخطط الكفيلة بتصحيح المسار، بعيداً عن المصالح الشخصية، وإعادة صياغة اللاعب وصناعته من أرض البداية الحقيقية وهي «المدارس» بمواصفات ثقافية ورياضية، لا تعرف المقاهي والأسواق، ولا تعرف الغنج والدلع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"