عادي

دروس في مواجهة «كورونا»

02:21 صباحا
قراءة دقيقتين
إيفينيي نسوفور *

ليس على الدول الأخرى أن تعيد اختراع العجلة في إدارة فيروس «كورونا»، فقد نجحت نيجيريا في احتوائه، وهي مستعدة لتقاسُم الدروس المستفادة.
أصبح فيروس كورونا الآن وباءً عالميّاً، وتَعتبر منظمة الصحة العالمية أوروبا مركزه الجديد. وتخضع إيطاليا وإسبانيا وفرنسا للإغلاق، كما حظرت عدة دول دخول المسافرين من دول تتزايد فيها الحالات.
ولكن المشكلة تتجاوز أوروبا أيضاً، وقد أغلقت حكومات 61 دولة مدارسها للحدّ من سرعة انتشار الفيروس. في الولايات المتحدة أعلن الرئيس ترامب، مؤخراً، حالة الطوارئ الوطنية بعدما انتشر الفيروس في كل ولاية أمريكية تقريباً. وفي المقابل، أظهرت نيجيريا، مستوىً مرموقاً من الاستعداد والاستجابة للوباء.
وقد عززت خبرات نيجيريا السابقة في الاستجابة السريعة لانتشار وباء إيبولا عام 2014، والاستجابة المتواصلة للأمراض المعدية الأخرى مثل حمّى لاسا، قدراتها في مجال الأمن الصحي. ونتيجة لكل ذلك، هنالك دروس يمكن تعلّمها من استجابة نيجيريا لفيروس كورونا.
أولاً: الاستعداد قبل حدوث الانتشار. يعتقد المدير العام للمركز النيجيري للسيطرة على المرض أنه يجب على الدول أن تبني في «زمن السلم» أنظمة يمكن استخدامها أثناء التفشي.
وفي الإحصاء الأخير، أنشأت 23 ولاية في نيجيريا مراكز من هذا النوع. وتؤدي المراكز دوراً محورياً في المعلومات عن الوباء للتواصل الفعال وإدارة الموارد بكفاءة أثناء أيّ تفشٍّ. ولذلك، كان ينبغي على الولايات المتحدة إقامة مراكز طوارئ قبل وباء فيروس كورونا العالمي هذا بزمن طويل.
ثانياً: ضرورة الانفتاح والشفافية بشأن حالات فيروس كورونا.
ثالثاً: الاستثمار في التشخيص المخبري للفيروس. ففي غضون أسابيع من بدء انتشاره، طوَّر المركز النيجيري للسيطرة على المرض، بدعم من الشركاء، أربعة من مختبراته المرجعية لتشخيص فيروس كورونا.
رابعاً: يجب توفر أعلى مستوى من الإرادة السياسية، للاستعداد للفيروس. في عام 2018، بعد 7 سنوات من العمل دون دعم قانوني، تمّ إضفاء الشرعية القانونية على المركز.
وينادي بعض المشرعين النيجيريين بزيادة التمويل للتأهب للأوبئة. وعلى سبيل المثال، يدعو رؤساء لجان مجلس الشيوخ النيجيري المعنية بالصحة إلى زيادة مخصصات ميزانية مركز السيطرة على المرض.
خامساً: يجب على المرء أن يتنبه لما يجري خارج بلاده. الأمراض المعدية لا تحترم الحدود بين الدول. ولعل أهمّ الأمثلة التي يجب أن نتعلمها من استجابة نيجيريا لفيروس كورونا، ما قاله «تشيكوي إيهيكويزو»، المدير العام لمركز السيطرة على المرض في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام العالمية: «إن مفهوم محاولة كل بلد النظر داخل حدوده فقط، مضيعة لوقت الجميع، بشكل تام ومحيّر».

* دكتوراه في الطب، مدير السياسة والمناصرة في منظمة «نيجيريا هيلث ووتش»
موقع: إنتر برس سيرفس

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"