أرض التسامح

05:39 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله محمد السبب

«سينما المستقبل» الشعار الذي اتسمت به الدورة الأولى من «مهرجان العين السينمائي» الذي نُظمت فعالياته في مدينة «العين»، من الأول إلى الثالث من مايو الجاري، بمختلف مسابقاته ومتسابقيه من أفلام محلية وخليجية وعربية وعالمية، في ظل حفاوة إماراتية بضيوفها القادمين إليها من كل أرجاء المعمورة العالمية.
ومن هناك، من تلك الدار الإماراتية «العين»، «دار الزين» والزينة الإماراتية العريقة، نتلقى دعوة المثول في الميدان السينمائي العالمي الأول، حيث «مهرجان العين السينمائي»، الذي ارتحلنا إليه عبر برنامج «سينما التسامح» الذي خاض فيه الفنان السينمائي والمسرحي الإماراتي العالمي ناصر اليعقوبي، بفيلمه الوثائقي «أرض التسامح» استباقاً مع أقرانه السينمائيين.
«أرض التسامح».. فيلم وثائقي إماراتي، جرى تصوير أحداثه وأحاديثه على أرض الهند الصديقة، عبر اللقاء الذي جمع المخرج اليعقوبي بزمرة من مواطني الهند الذين كانوا في سالف الزمن موجودين على أرض الإمارات، وأجمعوا بلغة عربية إماراتية مكتسبة، جرّاء وجودهم طوال عقود من الزمن في الوطن الإمارات، على أنّهم لم يشعروا البتة بأي نوع من الخوف أو عدم الاطمئنان في مختلف الأزمنة والأمكنة، في كل إمارات الدولة، ومع جميع سُكّانِها، مواطنين ومقيمين من مختلف الدول، العربية منها والأجنبية، وبمختلف دياناتهم وثقافاتهم.
الإمارات «أرض التسامح» منذ آلاف السنين، وتعمق هذا المفهوم بعد توحد الإمارات السبع تحت مظلة واحدة: «دولة الإمارات العربية المتحدة».. ولعلنا هنا نشير إلى ما يلفت في الفيلم، عبر بدايته الحوارية، بالنشيد الوطني الإماراتي الذي ترنَّم به مجموعة من المواطنين الهنود، حيث الكلمات ذاتها «عيشي بلادي، عاش اتحاد إماراتنا»، لكن بإيقاع موسيقي مختلف عن السلام الوطني الرسمي الإماراتي.
«أرض التسامح»، الفيلم الإماراتي الذي جاء بمنزلة استطلاع رأي، أو تحقيق مصور عن مجموعة من القيم النبيلة التي تشير إلى تسامح دولة الإمارات، وهو ما جعل منها مستقراً آمناً لأكثر من مئتي جنسية من مختلف دول العالم، العربي منه والإسلامي والدولي، هذا الفيلم «أرض التسامح» الذي تضمن ترجمة بالإنجليزية للأحاديث الصادقة التي تفوه بها إخوتنا في الهند، سيكون موجوداً بقوة الرأي والرؤية الصادقة لمخرجه ناصر اليعقوبي، في «مهرجان الشباب السعودي»، أو في مهرجانات دولية كمهرجان «دلهي السينمائي»، ولا سيما أن اليعقوبي يعمل جاهداً لتعزيز المكانة السينمائية الإماراتية، عبر مشاركاته المتتابعة في المهرجانات السينمائية المحلية والخارجية، مثل: «الخليج السينمائي»، «الجزائر السينمائي»، «القاهرة السينمائي»، ومهرجان «غازان» في روسيا.
إذن، هي تحية نوجهها إلى المخرج الوطني الإماراتي ناصر اليعقوبي، الذي سبق له في عام 2007 إخراج الفيلم الوثائقي الإماراتي «القرار»، أول فيلم إماراتي تناول قضية الجزر العربية الإماراتية المحتلة: (طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبو موسى).

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"