قوتنا في تلاحمنا

03:55 صباحا
قراءة دقيقتين
ميثا السبوسي

دولة الإمارات جزء لا يتجزأ من هذا العالم، الذي أصبح أشبه ما يكون بقرية صغيرة، وما يحدث في أقصى الشرق من كوارث وأزمات بشرية واقتصادية وسياسية من الطبيعي أن يتأثر به أقصى الغرب، فنحن إما مؤثرين وإما متأثرين.
ولكي نكون مؤثرين في ظل أزمة «كورنا»، يتطلب منا المشاركة الإيجابية الفعالة بقوة، من أفراد المجتمع ومنابر الإعلام، متضامنين مع الحكومة والعمل يداً بيد لمصير واحد وهدف مشترك، وبإحساس الفرد بالمسؤولية الكاملة تجاه وطنه وحكومته، والتعاون الجاد، لنتمكن من السيطرة على تفشي هذا الوباء.
يتم ذلك من خلال استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، والتثقيف الذاتي، وعبر الفهم والإدراك لما وراء الخبر، ورفع درجة الوعي لفحص وتمييز ما يصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
علينا غربلة المعلومات، والوصول إلى الحق والحقيقة، من دون تهويل أو تهوين، أو استهتار بالأضرار التي قد تنتج عن عدم استيعاب دور كل منا وواجبه.
حسب نظرية هوفستيد «الأبعاد الثقافية للاختلاف الاجتماعي»، فإن البعد الأول (الفردانية والجماعية) يقيس مدى الانفرادية لأفراد المجتمع والاهتمام بأنفسهم فقط، وعكس ذلك في المجتمعات الجماعية، بحيث يتوقع من مكونات المجتمع مساعدة بعضها بعضاً والاهتمام والولاء المتبادلين.
حسب هذه النظرية، تعد الإمارات مجتمعاً جماعياً يتميز بالالتزام بالولاء نحو الجماعة بقوة. وتسهم هذه الثقافة في ترسيخ أواصر الوطن وتماسكه. ونحن نرى الدور الفعال للشعب بالإسهام في بناء وطنه وحرص الحكومة على استشارته، وهذا التميز الإماراتي يعتبر من الروافد الأساسية التي تغذي القوة النفسية الوطنية، فيتجلى أمامنا واضحاً الانسجام بين آراء الحكومة والشعب.
وهكذا، فطاعة أولي الأمر بالامتثال لأوامر الحكومة في البقاء بالبيت والتباعد الاجتماعي، وتجنب التواجد في الأماكن العامة والتجمعات، هي ترجمة لمعنى المجتمع الجماعي.
ويعي المواطن والمقيم الجهود المكثفة التي اتخذت، وبذلت من قبل قادتنا، للسيطرة على انتشار هذا الوباء، ويطمئن إلى قول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «لا تشلون هم».
وبمقارنة ما نراه فيما حل بدول أخرى من فوضى وعدم استيعاب الطاقم الطبي للمرضى والوفيات بالآلاف، نرى استقبال الإمارات رعايا الدول الشقيقة والصديقة ووضعهم في الحجر الصحي، وهذا بدوره يعزز فينا الحس الجماعي.
ويبقى دور كل فرد، مواطناً ومقيماً، فقط هو الالتزام والبقاء في بيته حتى تنجلي غيمة «كورونا»، ونخرج منها أفراداً وجماعة ووطناً بأهم درس وهو تكاتف الجميع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"