أهلاً بعام التسامح

05:46 صباحا
خالد عبدالله تر يم

يشير عام التسامح إلى زمن الإمارات كله، ويختصر ما قبله وما بعده في التركيز الأبهى على هذه المفردة السحرية التي أصبحت بعض حياة الناس في الإمارات وكأنها الحلم يمتزج بالواقع، فيكوّنان مكاناً استثنائياً اسمه دولة الإمارات العربية المتحدة، وحين يأتي عام التسامح بعد أعوام الهوية والابتكار والخير، وحين يأتي مباشرة بعد عام زايد، فلا تفسير إلا إصرار هذا الوطن، وقيادة هذا الوطن، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على اعتماد التسامح نهجاً تعمل من أجله كل مؤسسات الدولة بأقصى الممكن وأكمل المستطاع، أما الميزة النادرة فإن عام التسامح في الإمارات ليس الشعار البراق المفرغ من مضمونه، وليس الدعوة إلى ما هو مأمول أو ليس بكائن، وإنما هو الاحتفال بما تم على نحو غير مسبوق على مستوى العالم، حيث نجحت دولة الإمارات منذ فجر نهضتها على يد القائد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصولاً إلى عهد خليفة الزاهر، في خلق بيئة ملائمة للتعدد والتعايش، وبالتالي التسامح والانفتاح، في أفق حرية ومسؤوليةً يكفلهما الدستور، ويحميهما القانون، ويكرسهما رشد الحكم.
ولقد اشتغل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على هدف نراه اليوم تحقق كأروع وأبدع ما يكون، فها هي كلمة الإمارات في قاموس الإمارات وقاموس الدنيا ترادف كلمة التسامح، وها هي الدنيا كلها تجد في دولة الإمارات البيت والسقف والظل، لتتحول بمعرفة المؤسسات الدولية المعتمدة، إلى الوجهة المفضلة، لمختلف الأعمار، خصوصاً فئة الشباب، وهي لم تصل إلى هذا المستوى من القدرة على الجذب والاستقطاب لو لم تمتلك المقومات اللازمة على الصعد المادية والمعنوية، حتى أصبحت دولة التعايش والمحبة والأخوة والصداقة، وحتى أحبها أهلها، وحتى أحبها غيرهم فسابقوا أهلها في ميادين المحبة والإخلاص.
لا من فراغ، يرتفع اليوم اسم الإمارات عالياً كرايتها العالية، فهي دولة وطنية وإنسانية في الوقت نفسه، وهي إذ تصل إلى درجات التقدم والحداثة والمعاصرة لا تتخلى أبداً عن هويتها وإرثها وأصالتها، ولقد أحب الناس «شخصية» الإمارات، فقصدوها، زرافات ووحداناً، ووجدوا فيها المعنى والرفاه، والعدل والأمن والاستقرار والطمأنينة.
أهلاً بعام التسامح في الإمارات، وبفصل جديد من فصول العمل في أفق الصداقة والإخاء. أهلاً بقيم الإمارات تترجم إلى لغة قبول الآخر واحترام الاختلاف. أهلاً بالمواطن يبذل أجمل عمره في سبيل مستقبل وطنه، وأهلًا بالمقيم العزيز والزائر. أهلاً بالدنيا كلها في الإمارات على مقربة من يوبيل الإمارات الذهبي، وعلى بعد خطوات قليلة من حلم زايد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​رئيس مجلس إدارة دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، رئيس تحرير "الخليج"

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"