كانت الصحبة التي نعمنا بها في برلين ممتعة وكانت الفوائد التي جنيتها شخصياً كثيرة ومتعددة، ورغم قصر أيامها لكنها كانت ذات منفعة بسبب الإعداد الجيد لكل الفاعليات والنشاطات التي تولتها وزارة الثقافة بتعاون وتشجيع ومؤازرة من رجل الأعمال الإماراتي شهاب قرقاش نيابة عن شركة مشاريع قرقاش التي يتولى الاستاذ شهاب إدارتها.
وبالمناسبة فإن علينا جميعاً أن نشيد بهذه المبادرة التي تولاها رجل الأعمال شهاب قرقاش لأنها من أحسن المبادرات وأكثرها حضارية باعتبار أن مشاركته هذه نافعة ومشجعة للآخرين لكي يحذوا حذوه ويساهموا في الفعاليات التي تعود بالمنافع الثقافية والاجتماعية على البلد وعلى المجتمع.. ولا يفوتني أن أذكر العرض الرائع لحلم فارس وكذلك معرض رؤى إماراتية في قاعة برلين إستروب حيث اشترك في هذا العرض مبدعون في الرسم والخط، وعلى رأس هؤلاء المبدعين الفنان الكبير عبدالقادر الريس الذي كان مصاحباً للوفد الإماراتي في برلين، والحق أن الفنان عبدالقادر أصبح اليوم مدرسة لفن الرسم يرفع اسم الفن الإماراتي عالياً في سماء المنطقة العربية وفي الخارج.
ولست أنسى المتعة المعرفية العالية التي أضفاها على هذه الزيارة، الأستاذ والأديب الكبير بو أحمد، محمد المر، الذي كان لوجوده رونق خاص، فقد صحبنا بو أحمد إلى زيارة المتاحف في برلين، ولم يسمح لنا الوقت إلا بزيارة متحفين هما المتحف الإسلامي ومتحف يضم لوحات لرسامين عالميين قلما يجدها المرء مجتمعة في أي متحف من متاحف أوروبا، ولم يكن استماعنا إلى شرح من بو أحمد، الأستاذ محمد المر بأقل متعة من مشاهدتنا للوحات عظيمة القيمة الفنية، والواقع أن معلومات بو أحمد العامة والفنية بالدرجة الأولى عن اللوحات والتحف في هذين المتحفين اللذين زرناهما تدل على عمق ثقافته ودرايته ومعارفه التي تؤهله لتبوؤ مكانة عالية عند الإماراتيين بصفة خاصة وعند شعوب المنطقة العربية بصفة عامة.. مثل هذه المعلومات والمعارف التي يتمتع بها بو أحمد والزملاء الذين استمتعنا كثيراً برفقتهم تعطي المثال الحي على أن الإمارات بجانب تقدمها المادي في نواحي العمران المدني تتقدم أيضاً في الجانب المعنوي متمثلاً في المعرفة المعلوماتية والثقافية التي يتمتع بها ابناؤها، وهم يؤهلون فيما هم مقدمون عليه في مجتمع مدني متعدد الثقافات حيث يقيم هذا المجتمع جسوراً لربط هذه الثقافات في تواصل حضاري وإنساني متميزين.
