الإمارات والتسامح.. علاقة مستدامة

04:49 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي

تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة بعام 2019 عاماً للتسامح، وعلى الرغم من الصعوبات والتحديات والنزاعات وانتشار التطرف والتعصب في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن دولة الإمارات تصر على نشر منهجية التسامح والسلام في المنطقة والعالم، إيماناً منها بأن البشرية تستحق أن تعيش في تسامح وتعايش وسلام.
بدأ منهج التسامح في دولة الإمارات قبل قيام اتحادها عندما بدأت مشاورات قيام الاتحاد في أواخر الستينات التي بادر بها المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والحكام المؤسسون، رحمهم الله.
فقد كان اتحاد دولة الإمارات بعدما كانت مدناً متفرقة تسودها الخلافات، مثالاً حياً على التسامح، وأصبحت دولة الإمارات قوية متحدة يسودها التسامح والحب والوئام، وأصبح للتسامح طريقاً لا نهاية له، يكمل مسيرته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات وولي عهده الأمين، الذين اتخذوا من السلام منهجاً مستداماً تكمل فيه سفينة الإمارات إبحارها نحو شاطِئَي الإنسانية والسلام، سواء على الساحة المحلية أو العربية أو العالمية، ووضعت القيادة الرشيدة التسامح ضمن أولوياتها وأجنداتها الوطنية، ويأتي ذلك تأكيداً أن دولة الإمارات هي عاصمة التسامح عالمياً، باعتبار أنها تنتهجه في مؤسساتها ووزاراتها الحكومية وتشريعاتها وسياساتها، التي تهدف إلى ترسيخ قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات الأخرى، والذي يجعل من المجتمع الإماراتي سعيداً ومترابطاً ومتماسكاً في ظل وجود أكثر من 200 جنسية مختلفة في لغاتهم ودياناتهم، ولكن يجتمعون تحت سقف واحد وهو التسامح.
تؤكد دولة الإمارات اليوم وبمنهجها الإنساني، أنها رائدة في منهج التسامح وهي عاصمة للتسامح العالمي لاحتضانها أكثر من 200 جنسية مختلفين في دياناتهم وألوانهم ولغاتهم، فكرست دولة الإمارات كل جهودها في حفظ كرامتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم، وتأكيد أنه من حق كل إنسان أن يعيش في دولة الإمارات بتعايش وتسامح وسلام.
ومن هنا نرى أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، تطلق المبادرات تلو الأخرى لنشر التسامح والتعايش في المجتمع الإماراتي، وأوجدت التشريعات والقوانين والسياسات التي تضمن حقوقهم دون تعقيد، وواحدة من هذه الأمثلة على المبادرات التي أطلقتها القيادة الرشيدة للمقيمين في الدولة، والتي ساهمت بشكل كبير في إسعادهم ونشر السلام والطمأنينة لهم هي مبادرة «احمي نفسك» التي فتحت أبواب الأمل لكثير من المقيمين الذين خالفوا قانون دخول وإقامة الأجانب في الدولة، وحرموا أنفسهم من زيارة أقاربهم في دولهم، وبهذه المبادرة جعلت المخالفين مقيمين شرعيين في الدولة لا يخشون من زيارة أقاربهم في دولهم ثم الرجوع إلى دولتهم الثانية الإمارات والعمل والعيش الكريم فيها، هذه أحد الأمثلة على المبادرات التي أطلقتها القيادة الرشيدة من بين آلاف المبادرات التي تحقق قيم التسامح والتعايش والسلام في المجتمع الإماراتي.
وبسبب منهجية التسامح تحتل دولة الإمارات، المركز الأول عالمياً في تقديم المساعدات الخارجية قياساً لدخلها القومي، متقدمة في ذلك على دول كبرى كثيرة مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وألمانيا، وغيرها من الدول، ولأن المساعدات الخارجية لدولة الإمارات مبنية على منهجية التسامح، فإن قوافل الخير تجول في أكثر من 146 دولة محملة بكل الخيرات، والتي تقدم يد العون والمساعدة للمحتاجين والفقراء الذين حرموا من أقل شيء مطلوب لهم في الحياة وهو العيش الكريم، فأغدقت عليهم الإمارات هذا الخير، وأدخلت السرور والفرح إلى قلوبهم بمد يد العون والمساعدة إليهم، سواء في الغذاء أو الصحة أو الاحتياجات الأولية اليومية التي يحتاجون إليها، وأيضاً ساعدت على بناء دولهم بدعم الاقتصاد والتعليم والمرافق الحيوية الأخرى التي تضررت بسبب الحروب والنزاعات.. فبالتسامح نشرت الإمارات الخير في كل بقاع الأرض.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"