الانتفاضة الثالثة من يشعلها؟

02:43 صباحا
قراءة 3 دقائق

لن ينال الفلسطينيون استقلالهم قبل أن ينال الأمريكيون استقلالهم (تشارلي ريس)

بنجامين فرانكلين أحد أشهر الآباء المؤسسين للدستور الأمريكي وقف في المؤتمر الخاص لبحث هجرة اليهود إلى الولايات المتحدة عام 1789 (عام الثورة الفرنسية الكبرى) وأطلق إنذاره التالي:

هناك خطر كبير على الولايات المتحدة، هذا الخطر هو اليهود. أيها السادة: في كل مكان حلّ به اليهود تسببوا في تخفيض مستوى الحياة وتدهورت قيمة الأمانة التجارية لقد بقوا منعزلين وغير مندمجين في مجتمعهم، لقد خلقوا دولة ضمن دولة، وعندما كانوا يجابهون بالمعارضة المحلية فإنهم يخنقون الأمة مالياً مثلما فعلوا بالبرتغال وإسبانيا.

أيها السادة: إذا لم يمنعوا من دخول الولايات المتحدة من خلال الدستور فإنهم خلال 100 عام سيتسربون إلى بلادنا بأعداد كافية ليحكموا ويدمروا ويغيروا نمط حكومتنا التي من أجلها نحن الأمريكيين بذلنا الدم والحياة والممتلكات وحريتنا الشخصية، وإذا لم يمنع اليهود من دخول بلادنا خلال 200 عام فإن أطفالنا سيعملون في الحقول ليطعموا اليهود بينما هم جالسون ينعمون بخيراتنا.

أنذركم أيها السادة أنه إذا لم تمنعوا اليهود إلى الأبد فإن أحفادكم سوف يلعنونكم في قبوركم، إن أفكارهم ليست أفكار الأمريكيين حتى لو عاشوا بيننا عشرة أجيال، الفهد لا يغير جلده، اليهود خطر كبير على هذه البلاد، وإذا سمح لهم بالدخول فسوف يدمرون مؤسساتنا.. يجب منعهم بواسطة الدستور. (انتهى كلام بنجامين فرانكلين).

إن هذه الوثيقة التاريخية كتبت بنسختين أصليتين واحدة موجودة في متحف فرانكلين في بنسلفانيا والثانية كانت موجودة في مكتبة الكونجرس واختفت بقدرة قادر، لا تعليق.

هذا التحذير قبل 219 سنة أصبح نبوءة محققة بامتياز، وهو جرس إنذار ضد المسيحيين بالدرجة الأولى لأن العدو الأساسي لليهود هم المسيحيون.

وإذا ما قرأنا التلمود فسوف يدهشنا مدى الحقد اليهودي والكراهية عميقة الجذور ضد المسيحيين واتهام المسيح بأنه دجال وأن أمه مريم العذراء (...).

إن المخطط الإسرائيلي في فلسطين المبرمج بدقة هو تهجير المسيحيين وذلك بمساعدة الكنائس البروتستانتية الأمريكية، وكذلك الإدارات الأمريكية المتعاقبة بحيث يبقى الفلسطيني المسلم الإرهابي الذي تجب محاربته ضمن المخطط الدولي الحرب على الإرهاب.

في نقده للتسلط اليهودي على أمريكا كتب الصحافي الأمريكي تشارلي ريس لن ينال الفلسطينيون استقلالهم قبل أن ينال الأمريكيون استقلالهم. ولكن هذه المقولة المتشائمة يمكن تعديلها عن طريق انتفاضة فلسطينية وعربية حضارية عن طريق الكنائس العربية (ارثوذكس، كاثوليك، بروتستانت وذلك بالتصدي للصهيونية العالمية عن طريق النضال التبشيري ضد المسيحية الصهيونية وضد اليهودية الصهيونية في الغرب عامة، في هذه الانتفاضة لن تطلق رصاصة واحدة ولن يرمي حجر واحد، بل ستكون المهمة شاقة بإرسال البعثات الدائمة إلى أوروبا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية للخوض في نضال مرير ضد الهرطقة الصهيونية المضللة للعالم الغربي، وفضحها كحركة استعمارية استيطانية تعمل ضد التاريخ فهي آخر حركة استعمارية في العالم، وسوف تجد الكنائس العربية سهولة العمل في أمريكا اللاتينية، وتفهماً أكبر في أوروبا، الصعوبة ستكون في العمل داخل أمريكا وذلك لتجذر الأفكار الخاطئة التي بثتها الصهيونية هناك وكسبت تأييد حوالي 70 مليون مسيحي مضلل يؤيد إسرائيل.

من واجبنا الإشادة بالقادة المسيحيين العرب الذين ناضلوا ولايزالون في الصف الأول من أجل فلسطين والوطن العربي.

أبرز مساعدي الحاج أمين الحسيني ثلاثة: اميل الغوري وعزت طنوس وعيسى نخلة.

كان الفرد روك نائب رئيس الحزب العربي الفلسطيني برئاسة جمال الحسيني.

من أبرز الشخصيات الوطنية الفلسطينية قبل النكبة كل من: يوسف صهيون وحنا خليف واسكندر حبش وبترو طرزي ونقولا شاهين ويعقوب برقش وفؤاد عطا الله وميشال عازار.

أبرز المسيحيين في الثورة الفلسطينية المعاصرة: جورج حبش ووديع حداد ونايف حواتمة وكمال ناصر والأب عياد، وناجي علوش وحنا ميخائيل وجورج عسل ومنير شفيق وحنان عشراوي والمطران كبوشي والأب عطاالله حنا، ومئات من قيادات الصف الثاني.

إن هذا الرعيل من المناضلين هو الذي مهد الأرض لقيام انتفاضتين معاصرتين في فلسطين، وهو أيضاً الذي أسهم ويسهم في قيام الانتفاضة الثالثة التي نتحدث عنها (انتفاضة الكنائس العربية).

نحن نعلم أن تكاليف هذه الانتفاضة باهظة، وهي بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي على جميع المستويات الحكومية والتنظيمات والأحزاب والمؤسسات الشعبية من أجل نضال طويل الأمد، فالنصر الكبير هو تراكم الانتصارات الصغيرة والانتفاضة الثالثة ستكون أحد الانتصارات الكبيرة للقضية الفلسطينية والقضايا العربية على مستوى العالم.

أيتها الكنائس العربية الرائعة: دعونا نرَ أسنانكم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"