المواطنة الإيجابية

03:32 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

أضحت البرامج الجماهيرية من وسائل الإعلام، والتي تتواصل بشكل مباشر مع عامة الناس، منبراً لإعادة الحياة والأمل، ومتنفساً للهروب من الضغوطات التي تلازمنا وتحاصرنا، في الزوايا والأركان، واسترخاء تنجلي معه بعض إرهاصات النفس، وأصبحت هنا في الإمارات، تسلك طريقاً مغايراً ومعاكساً وتفتح أبواباً مغلقة، لإيصال هموم المواطنين والمجتمع المدني لأهل السلطة، وبدأت تدب وتنشط الحياة الديمقراطية المختلفة، من خلال النقاشات والحوارات، وهذا التواصل العمومي بين المسؤول والمواطن ولمختلف شرائح المجتمع.
إن استقراء واستشراف المستقبل والتغيرات التي قد تطرأ على مختلف السلوكيات والجوانب المختلفة للحياة، قد لا تكون من خلال الدراسات والبيانات التي قد ترفع من خلال المختبرات، وترصد من خلال اللقاءات، ولكن قد تكون من خلال أصوات تكسر حاجز الأبواب المغلقة، وتنفض غبار الأدراج المتكدسة، وزفرات النفوس المتكدرة، ونجاح المسؤولين يأتي من استثمار هذا الصوت الإيجابي، لدفع عجلة التنمية، وتطوير الآليات والسياسات، وتطويع القرارات والقوانين التي من شأنها رفع المعاناة عن كاهل الميسور.
إن المواطنة الإيجابية، ليست شعارات براقة ترفع، ولا كلمات رنانة تلمع، إنما مسؤولية المجتمع كاملاً، لا تختص بفئة دون أخرى، ولا متنفذين دون عاملين، والحياة لا تخلو من المنغصات، ولا التزامات دون آلام، لكن لا أن نجعلها سبباً لتخلينا عن أدوارنا وواجباتنا، ولا عن مواطنتنا الإيجابية في إيصال الهموم ورسائل تبيان العيوب وإشراك المسؤول الشعور بالخدمة العمومية، بل نتشارك معاً، مع قياداتنا، في رفع كفاءة الخدمات، وكفاية دور المسؤول، بتجسيد التفاعل مع الوطن، بروح إيجابية، وهو الرهان والسباق القادم، لحكومات وقادة المستقبل.
ذلك الحرص الشديد، والتفاعل الكبير، من أولياء الأمر، الذي نلمسه ليل نهار، على مصلحة الناس، والذي يحرم البعض القيلولة، ينم عن الجانب المشرق، والطريق المضيء الذي ننعم به، نحن هنا في الإمارات، بسرعة الاستجابة، ورفع المعاناة عن كاهل صاحب الحاجة، في القضايا الإنسانية التي تلامس أدق تفاصيل الحياة، ويؤكد ما لا يدعو للشك أن الأولوية في الاهتمام لبناء الإنسان ورعاية المواطن في كل مكان، وأن المواطن هو الثروة الحقيقية على هذه الأرض.

نائب رئيس المجلس الاستشاري في الشارقة السابق

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"