بوخالد.. ذكراك الطيبة لم تفارقنا

06:01 صباحا
خالد عبدالله تريم

خمس سنوات على غيابك تساوي في قاموس البشر أنني لم أرك منذ خمس سنوات يا أبي، لكن هذا الذي يرى يقيناً أراه موضع شك كبير. كلما ابتعدت مسافة الزمان بيننا اقتربت منك يا أبا خالد أكثر ورأيتك وسمعتك أكثر وعشت معك وتعلمت منك أكثر.
عبدالله عمران تريم ليس أباً اعتيادياً حتى لا يحضر في عمر ولده أو أعمار أولاده. ليس رقماً مما يتكرر حتى لا يحضر في وجدان أهله ومجتمعه ووطنه. ليس زميلاً ممن يغيب ولا يدرى به حتى ينساه زملاؤه، والدكتور عبدالله عمران تريم ليس صديقاً ممن يحضر أو يغيب فلا يتذكره أصدقاؤه في دولة الإمارات وفي أرجاء الوطن العربي الكبير. الوالد عبدالله عمران كل ذلك وأكثر. حضوره في حجم أهميته وضرورته، ومرارة فقده ما زالت تملأ الوجوه والصدور، كذلك وجهه ومعناه وهما يملآن الأعمار.
عبدالله عمران العلامة الفارقة في البيت والوطن والأمة، الرجل الذي عرفه أولاده وأهله وزملاؤه وأصدقاؤه جميعاً بعد غيابه أكثر وأبعد وأعمق، حيث أتاح الغياب فكرة الشوق، مطوقاً بالمقارنة المستحيلة: ماذا لو كان عبدالله عمران اليوم بيننا؟
رحمك الله يا أبي وأجزل عطاءك. تحياتي إليك وتحيات رفيقة دربك أم خالد، وتحيات عمران وأميرة وعائشة إليك. وتحيات جميع العاملين في دارك «الخليج»، كلنا بخير يا أبا خالد، ولا ينقصنا إلا وجودك معنا وبيننا. لا تنقص حياتنا إلا حياتك. لا ينقصنا إلا وجود الأب والمعلم والناصح، وإذا كان كل ولد فاقد يشتاق إلى أبيه، فكيف إذا كان عبدالله عمران تريم أباه؟
ولأنك الرمز في البيت والشخصية الوطنية في البيت الأكبر، بيت الوطن، فالبشارة أن وطن الخير بخير، الإمارات التي عشت ومت من أجلها يا أبا خالد تتقدم، في ثقة الأقوياء وقوة الواثقين إلى مستقبلها بوفاء القادة والشعب، وبإرث والدنا وقائدنا وحكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآباء المؤسسين، رحمهم الله أجمعين. شعب الإمارات على عهد الوفاء يا أبا خالد، ونحن في «دار الخليج» يا أبي وسيدي على العهد، حيث «الخليج» الغراء للمجتمع والوطن والأمة، وحيث هي للحقيقة دون زيف وللواقع دون خوف.
المبادئ التي تربينا عليها في مدرسة الوالد الأستاذ تريم عمران والوالد الدكتور عبدالله عمران نحوّلها، يومياً، من شعارات صادقة راسخة في العقول والقلوب إلى برنامج عمل، وإلى مشروع إعلامي وثقافي كبير ويكبر يومياً ينسجم مع مشروع الدولة بقيادة القائد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ومع مشروع الشارقة التنموي والحضاري بقيادة صديقك ورفيق دربك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. «الخليج» كما أردتماها للإمارات وللوطن العربي ولكل الناس.
وبين الإمارة الرائدة والدولة الماجدة تسير مواكب النور نحو العام 2021 الذي بات قريباً، حيث تجاوزت كل التحديات والرهانات التي ظل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يعمل من أجلها يعاونه في ذلك أخوه وعضده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
الإمارات بخير، كما هي التطلعات منذ انطلاق الاتحاد الذي شاركت يا أبي في محادثاته التي أدت إليه، ونذرت عمرك مع جيلك، جيل الطليعة في بلادنا من أجل تكريس وتعزيز مكتسباته، أما بالنسبة إلى فكرة الخليج الواحد الذي شهدت حروف «ا ل خ ل ي ج» المتفرقة على واقعه قبل ذلك عبر الأعوام والعقود، فبرغم ما جرى ويجري فإن القادة المخلصين قابضون على جمرة مجلس التعاون، كما يريد أهل المنطقة عموماً، وكما خطط واشتغل الرعيل الأول الذي نفخر يا والدي بأنك أحد أعلامه، ونقول: إن أمتنا تعرف الطريق، وإن الأمل باقٍ بقاء الزمن طالما رفعنا معاً راية المبادئ والقيم. المشتركات العربية كثيرة وهي الأساس، ومن نبعك يا أبا خالد ننهل، ومن مدرستك نتعلم ونستمد القوة والطمأنينة.
لا فصل في هذا المقام، وهو مقام الذكرى والتأمل والحنين، بين الذاتي والعام، ولقد دربتنا يا أبي على العمل والإتقان والتضحية في أفق المحبة والأخوة والصداقة تدريباً، فتحياتنا وأشواقنا إليك، وما زال وجهك البهي يملأ علينا حياتنا، أنا وعمران وأميرة وعائشة، وتكبر مشاعرنا نحوك يا أبا خالد كلما كبرنا.
ولم تكن خمس سنوات في أعمارنا وإن كانت خمس سنوات في تقاويم الناس..

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​رئيس مجلس إدارة دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، رئيس تحرير "الخليج"

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"