يقول أحد العظماء في الأحلام.. «ابن حلماً وسوف يبنيك الحلم».
فماذا نقول عن ذلك الحالم.. والحلم الذي راود صاحبه وكبر معه سنين عدة، وظل كامناً في فؤاده وأشجانه، يتحين الفرصة المناسبة لإدراكه، حلمٌ رسمه في مخيلته وانبرى له بكل جوانحه وجوارحه، قبل أن يتجلى ذلك الحلم العظيم أمام ناظريه، ويرى النور على أرض هيأها هو بنفسه وَعَبَد لها الطريق، وسخر لها كل إمكانياته وطاقته، سعياً منه إلى بناء مجتمع قوي متين، تسعى فيه الأعراق والأنساب كافة، لترسيخ ثوابت التلاحم والمحبة والإخاء على أرضه، تتناغم فيه كل الأطياف لتعزيز ثوابت الخير والمسؤولية، والعمل على تهيئة الظروف الملائمة للتقدم والازدهار،عازماً على أن يحنو على بلدهم، ويسهموا معه بالمشاركة الفاعلة في بناء الوطن.
تعد دعوة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لكافة أبنائه في الإمارة إلى حق الترشح، أو ممارسة حق التصويت والانتخاب للمجلس الاستشاري، رغبة من سموه في أن يكون حرص الناخبين على أن يقوموا بأنفسهم باختيار من يتولى أمرهم، ومن يرونه مناسباً لذلك، وبروز مترشحين أكفاء بناء على مكانتهم وثقة المجتمع بهم، وتمكينهم وتفويضهم باتخاذ القرارات المباشرة التي تلامس حياتهم، وهو بحد ذاته دليل على حق الفرد في ممارسة المواطنة، وتقوية شعوره بأهميته كفرد في المجتمع، وبتعزيز روح الاعتزاز والفخر في حريته باختيار من يمثله، وقيمة مضافة ومتاحة للجميع في المشاركة الشعبية للانتخابات، وتعزيز ثقافة التواصل الدائم مع شرائح وفعاليات المجتمع كافة، مما يقوي ويزيد من اللحمة الوطنية.
هو حلم من أحلام كثيره تراود فكر سلطان، ويسعى من خلالها لرسم لوحة المدينة الفاضلة التي اختزلها في ذهنه ومخيلته، ومشروع من مشاريعه الإنسانية المتعددة، التي تشمل الإنسان بكل جوانبه الاجتماعية والثقافية والإنسانية، ولتتكامل كل صور البناء الجميل بأشكاله كافة وتقاطعاته في الحياة، ومنح ريشة الرسم لغيره للمشاركة في تلوين المكان وإضافة لمساته عليها، مما يضفي روحاً وألقاً وبهاء، بمشاركة الجميع من أجل بناء مجتمع متماسك يسهم في إرساء قواعد ثابتة لوطن سليم.
نائب رئيس المجلس الاستشاري السابق
