زيكا والحرب البيولوجية

02:57 صباحا
قراءة 3 دقائق
مفتاح شعيب

ما كان العالم ينجو من فيروس إيبولا الذي اجتاح دولاً كثيرة في إفريقيا حتى جاء قادم جديد يدعى «زيكا» المولود في البرازيل ، وبدأ ينتشر في كافة الأنحاء، وقد وصل جواً إلى روسيا عبر سائحة من الدومنيكان وسجلت ألمانيا إصابات، وسط مخاوف من أن يتحول هذا الفيروس إلى وباء في ظل تعذر إيجاد لقاح يتصدى إليه بنجاعة ، ويبدد الهواجس التي يسببها للبشرية.
على إثر ظهور أولى الحالات الفيروسية في البرازيل حيث بدأت تتبين خطورته وسرعة انتشاره، شرعت أغلب الدول في تهيئة دفاعاتها الطبية، بينما أعلنت أكثر المختبرات تفاؤلاً في العالم أن إنتاج المضاد الحيوي للعلاج قد يتطلب عاماً على الأقل.
وإلى ذلك الحين وقياساً بسرعة الانتشار المسجلة في الأيام الأخيرة، فإن تحوّل الفيروس إلى وباء يصيب الملايين أمر وارد بقوة، لا سيما إذا تفشى في الدول الفقيرة في القارة الإفريقية ذات القدرات الطبية المعدومة.
وربما التقارير التي تحذّر من عودة الفيروس إلى جذوره الإفريقية بعدما تم تسجيل إصابات في الرأس الأخضر، تبدو وجيهة ، فدول غرب إفريقيا بالكاد تعافت من وباء إيبولا الذي قصف أعمار آلاف الضحايا واستنزف اقتصادات تلك الدول.
وقد تقلص خطر إيبولا بقوة، ولكنه لم ينته تماماً.
والغريب أنه في الأشهر الأخيرة ومع النجاحات الطبية في محاصرة إيبولا في غرب إفريقيا، بدأت تقارير غربية تروّج لاحتمال تفشي وباء جديد في العالم يؤدي إلى قتل ملايين البشر، وربما صدق التحذير بعد أن ظهر فيروس «زيكا» فجأة ، واستقطب بشدة الاهتمام وأثار فزع الدول والمنظمات الإنسانية ذات العلاقة بمقاومة الأوبئة.
ربما يذهب البعض إلى عدم تصديق أن الأوبئة التي تتوالى على العالم ليست نتاجاً طبيعياً، وإنما وراءها مختبرات لوبيات صناعة الأدوية، التي يمكن أن تربح أموالاً لا تحصى، فقد حصل شيء من ذلك مع «إنفلونزا الطيور» و«الخنازير» و«كورونا» و«إيبولا» وصولاً إلى «زيكا». فهذا الفيروس الأخير أثبتت التحليلات بشأنه أنه «تبدل في محتواه»، على اعتبار أنه معروف منذ 70 عاماً في إفريقيا حين تمكن اكتشافه للمرة الأولى في أوغندا وعولج في حينه، ولكن الجيل الجديد من هذا الفيروس يبدو أكثر قوة وقدرة على مقاومة مضاداته، وهو ما يفتح الطريق واسعاً أمام المختبرات الكبرى للبحث والإنتاج لسلب مئات المليارات من الدولارات من الدول والشعوب المهددة.
والمؤسف أن هذا الفيروس يصيب السيدات الحوامل ويقتل الأجنة في الأرحام أو يحدث بهم تشوهات خطرة، بما يضاعف أذاه وبما يدفع الأفراد والشعوب إلى بذل كل ما تستطيع بدوافع صحية وأخلاقية لمقاومة هذا الفيروس القاتل.
في الوقت الذي تتوالى التحذيرات من أوبئة شديدة الخطورة تهدد مناعة البشرية، كانت هناك إشارات إلى احتمال مسؤولية مختبرات الأسلحة البيولوجية عن انتشار هذه الأوبئة عن طريق التسرب عن وجه الخطأ على الأقل، وخصوصاً أن تلك المختبرات تعمل على تطوير كثير من الفيروسات لاستخدامها سلاحاً في وقت ما.
ولكن من حق كل البشرية أن تشعر بالقلق، فإذا كان فيروس مثل «زيكا» وقبله «إيبولا» قد أحدث كل هذا الرعب والخوف، ماذا لو اندلعت حرب كونية، كما يتوجس البعض، واستخدمت فيها الأسلحة المحرمة التي أصبحت كابوساً يعيش مع الناس في كل مكان، ربما ستكون الكارثة عظيمة، ومن لم يمت بالإصابة مباشرة يمت رعباً منها.
ولذلك ما زال الرهان كبيراً على العقلاء كي يحموا هذه الأرض ومن عليها من شر الأمراض والحروب، وهو أقل الواجبات تجاه الحق في الحياة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"