سلطان يتوج مراكش بالشعر

02:33 صباحا
قراءة 3 دقائق
منذ أن أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مبادرته بإنشاء 1000 بيت شعر في الوطن العربي في يناير/كانون الثاني 2015 خلال لقائه بالمشاركين في مهرجان الشارقة للشعر العربي الذي ينظمه بيت الشعر بدائرة الثقافة وهذه المبادرة تحلق بأجنحة العطاء وتطير فوق سحاب الخير وتسوق البشارة تلو الأخرى لعشاق القصيدة، وبدأت بعد فترة قصيرة تُسقِطُ ثمار الإبداع من خلال توالي افتتاح هذه البيوت وتنفيذ فعالياتها وبرامجها وهي تستمد أوكسجين الحياة من خلال متابعة سموه وتوجيهه المستمر الذي أراد من هذه المبادرة دعم الشعراء العرب وتشجيعهم على الحفاظ على هذا التراث العربي العظيم، وتكريمهم بفتح منابر للبوح لتكون قريبة منهم وتتيح لهم الفرص من أجل إبراز مواهبهم وقدراتهم الإبداعية سعياً لإعلاء قيمة الشعر الحقيقي الأصيل، وهذه المبادرة الكريمة هي نتاج رؤية ثاقبة للثقافة وتندرج ضمن مشروع الشارقة الثقافي.
وقد انطلق قطار هذه المبادرة بافتتاح بيت الشعر في محافظة المفرق بالأردن في شهر يوليو/تموز 2015 ثم سار بعيداً من الخليج ليصل إلى المحيط ويعلن عن افتتاح بيت الشعر في نواكشوط بموريتانيا في شهر سبتمبر/أيلول 2015، وانتقلت المبادرة محفوفة بالفخر ومكللة بالنجاح لتصل إلى الأقصر المصرية وعلى طريق الكباش الأثري افتتح بيت الشعر فيها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وكانت رابعة الثلاث مدينة عقبة بن نافع القيروان التونسية على موعد مع افتتاح بيت الشعر فيها في شهر ديسمبر/كانون الأول 2015، وانتقلت إلى الشمال المغربي لتفتتح دار الشعر بتطوان في شهر مايو/أيار 2016، وكان آخر بيت يتم افتتاحه قريباً من النيل المتدفق بالخير والحياة في الخرطوم في نوفمبر 2016.
وبعد لقاء كريم من صاحب السمو حاكم الشارقة بالشعراء المغاربة الذين شاركوا في ملتقى الشارقة الشهري للشعر العربي الذي نظمه بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة في أكتوبر/تشرين الأول 2016 وجه سموه بافتتاح دار أخرى في مدينة مراكش المغربية، وها هي دائرة الثقافة تعلن انطلاقة نبض آخر للشعر ونهر جديد للقصيدة بافتتاح البيت السابع ضمن هذه المبادرة والثاني في المملكة المغربية، هذه الدار التي يتطلع كل شاعر إلى أن تكون حاضنة للطاقات الشعرية والنقدية، وأن تعمل على إعلاء دور القصيدة العربية الأصيلة الممتدة من عصر امرئ القيس وعنترة والمتنبي والمعري وصولاً إلى نزار قباني ومحمود درويش ونازك الملائكة والسياب وشوقي وغيرهم، كما نأمل أن تعمل على تشجيع واكتشاف الطاقات الشابة التي تسعى بجهد وإخلاص من أجل المحافظة على ديوان العرب ولغة العرب والوقوف ضد تغريب القصيدة وجرها إلى الدخول في تقليد يجردها من هويتها العربية. في المغرب شعراء استطاعوا أن يصلوا بإبداعهم من خلال مشاركاتهم في العديد من الفعاليات أمثال الدكتور محمد علي الرباوي وأمينة المريني ومحمد عريج وأحمد الحريشي وأحمو الحسن الأحمدي وياسين حزكر وعمر الأزمي وعمر الراجي وعبدالسلام بو حجر ونوفل السعيدي وصباح الدبي وفاتحة صلاح الدين وحليمة الإسماعيلي ورشيد الياقوتي وغيرهم الكثير من الذين حافظوا على أصالة القصيدة وجربوا في تفعيلاتها، وهناك أسماء شابة تشق طريقها أمثال الشاعر الشاب محمد الساق الذي استطاع أن يتألق بديوانه في مسابقة دار الشعر بتطوان 2017 ويحوز المركز الثاني، فهنيئاً للقصيدة العربية بمبادرات راعي الثقافة والشعر صاحب السمو حاكم الشارقة.


محمد عبدالله البريكي
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"