قراءة في ديوان الشيخ سلطان بن سالم القاسمي وسيرته (2)

04:52 صباحا
قراءة دقيقتين

نعود هنا إلى ديوان الشيخ سلطان بن سالم، الذي أشرف على إخراجه وطباعته كما قلنا الأستاذ محمود علياء، وجعل له مقدمة تعريفية كاملة بحياة الشيخ سلطان وسيرته.. وإني شخصياً لا أتفق مع الأستاذ محمود علياء أو غيره ممن يعتقدون بأن الشيخ سلطان كان على علاقة سيئة بالإنجليز الذين كان لهم الحول والطول في تلك الأيام، أو أيام الشيخ سلطان بن سالم، لأن الإنجليز لم يكونوا في احتكاك مباشرٍ ومستمر بمصالح الناس، بل كان حكام المنطقة يديرون شؤون البلد، ولم يكن الإنجليز يتدخلون تدخلاً مباشراً إلا إذا تعرضت مصالحهم للمخاطر، ولم تكن مثل هذه المخاطر تحدث إلا في النادر.. والعجيب، أن غير المطلعين على تاريخ المنطقة يعتقدون بأنه كان هناك استعمار للإنجليز في هذه المنطقة بالمفهوم المعروف للاستعمار في بلدان كالهند والدول الشرق آسيوية على سبيل المثال، والذي روج لهذا وأضفى عليه تضخيماً هي الحركات الانقلابية العسكرية التي حدثت في مناطق الشرق الأوسط، تبريراً لما قالته هذه الحركات الانقلابية أنها جاءت للقضاء على الاستعمار وتوابعه من أنظمة الحكم المحلية التي كانت سائدة، وقد أثبتت الأيام أن تلك المقولات لم تكن سوى شعارات تكتنفها العواطف ولم يدعمها دليل ومع ذلك فإنه من المعروف تاريخياً أن مواقف الشيخ سلطان بن سالم وطريقته في إدارة شؤونه كانت لا تتفق أحياناً مع مصالح بعض كبار موظفي (بيت الدولة)، أو الوكالة السياسية، أو الضابط السياسي، الذي كان حتى عام 1949م من عرب المنطقة من الساحل الفارسي للخليج أو من البحرين أو من الكويت أو من المواطنين المحليين، وكان البعض من هؤلاء لهم مصالحهم الخاصة قبل أي اعتبار لمصالح الإنجليز أو حكومة الهند الإنجليزية حيث كان ممثلو الإنجليز في المنطقة يخضعون لما يسمّى المقيمية في الخليج أو رئاسة الخليج في بوشهر أولاً ثم في البحرين بعد ذلك.. وكان الإنجليز كأفراد متواجدين في المنطقة، لا يقيمون كبير وزن للحالة في ساحل عُمان حيث لم يكن في المنطقة ما يدر من المنفعة المادية على الخزينة البريطانيه أو يحسب لبريطانيا كوجاهة سياسية مهمة، وكانت المصلحة البريطانية لا تتعرض لأية منافسة تذكر من الدول الأخرى في المنطقة باعتبار أن المنطقة ليس فيها من المغريات ما يجعل هذه الدول تطمع في منافسة الإنجليز والدخول معهم في خلافات أو نزاعات.. ونحن هنا نتحدث عن الأحوال السائدة في المنطقة الممتدة من قطر شرقاً حتى سلطنة عُمان على سواحل بحر عُمان والبحر العربي بين العشرينات ومشارف الأربعينات من القرن المنصرم حيث كانت رأس الخيمة مقر الشيخ سلطان بن سالم، جزءاً رئيسياً من منطقة ساحل عُمان أو الإمارات العربية المتحدة حالياً.

وللحديث صلة غداً إن شاء الله

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"