كيم والجواد الأبيض

03:35 صباحا
قراءة دقيقتين
مفتاح شعيب

ينشغل المتابعون بتحليل صور تظهر زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون وهو يمتطي جواداً أبيض، و«البريق النبيل» يومض من عينيه، وسط تكهنات بأن هذه الحركة غير المألوفة توحي بأن شيئاً ما سيحدث؛ بناء على قناعة لدى مسؤولين في هذا البلد الغامض بأن «هناك عملية كبرى ستصيب العالم من جديد بالذهول، وتشكل خطوة إلى الأمام في الثورة الكورية» بعد هذه النزهة.
في ظل الغموض المطبق تتعذر معرفة نوايا نظام كوريا الشمالية. وإذا كانت الدراسة السيميائية البسيطة، تشير إلى أن بياض الجواد والجليد الناصع يحملان دلالة على السلام، يؤكد مطلعون في بيونج يانج أن جبل بايكدو وبلدة سامجييون، هما المكانان اللذان يزورهما كيم عندما تواجه البلاد تحديات سياسية ودبلوماسية، مع ترجيح أن يتخذ قراراً حاسماً يتعلق أساساً بمفاوضات نزع السلاح النووي، وهي المفاوضات التي تعطلت قبل أيام في السويد، وانفض اجتماعها على موقفين متباينين، وعقب ذلك هددت بيونج يانج صراحة باستئناف تجاربها الصاروخية النووية بعيدة المدى، كما لوحت بإعادة النظر في خطوات بناء الثقة مع الولايات المتحدة.
وبالمقابل تنوي واشنطن العودة إلى سياسة الإجراءات الصارمة، وربما سيوجد لها كيم الذريعة المناسبة في الفترة المقبلة، إذا صدقت التكهنات بأن كيم يحضر مفاجأة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأغلب الظن أن هذه المفاجأة لن تخرج عن احتمالين، إما التوصل إلى «صفقة»، وهو أمر مستبعد، وإما إجراء تجربة نووية أو اختبار صاروخ عابر للقارات يبلغ مدى غير متوقع.
ما يؤكد العودة إلى التصعيد، القلق الذي يبديه المسؤولون في كوريا الجنوبية حيال تعثر المفاوضات بين واشنطن وبيونج يانج، كما تورد تقارير أن سيؤول بدأت تفكر مجدداً في تحديث أسلحتها، وتعتزم إنشاء أسطول غواصات نووية، بينما تتجه اليابان إلى السير في النهج ذاته. وحين التقى مسؤولون من كوريا الجنوبية واليابان مؤخراً، كان الهاجس الأمني حاضراً بقوة، خصوصاً بعد المواقف الغامضة للولايات المتحدة وكوريا الشمالية، بعد اللقاء بين وفديهما في السويد الشهر الماضي.
المشكلة الأساسية أن دونالد ترامب وكيم جونج أونج لا يعرف المتابع ماذا يخطط كل واحد منهما تجاه الآخر؛ فالتصريحات، و«التغريدات» بشكل خاص، تتبدل وتحمل رسائل متناقضة بين ليلة وأخرى، ومن يكن حليف اليوم، ربما يصبح عدو الغد. والأمر نفسه ينطبق على زعيم كوريا الشمالية، فهذا الرجل يطبق على بلده، ويكاد يجعله خارج العالم، وحين يطلق صاروخاً أو يركب قطاراً لا يعرف أحد ماذا يريد، أما إذا امتطى حصاناً أبيض وركض بين الثلوج فهذه قصة أخرى ستكشف الأيام رمزيتها، إن كان لها أصلاً أي رمز أو دلالة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"