من أسبوع لأسبوع ... المجلس الوطني والديمقراطية

23:49 مساء
قراءة 3 دقائق
ينتظر الناس من المجلس الوطني أن يقدم لهم الديمقراطية على طبق، وينتظر المجلس من الناس أن يكونوا ديمقراطيين في التعامل معه ولا يطالبونه بأكثر مما قدم.ولاحظت أن الناس في عقب كل دورة يلومون أعضاء المجلس، ويصفونهم بأنهم مصلحيون حققوا لأنفسهم ما أرادوا ثم سكتوا.وانني أقول لهؤلاء: لو اخترناكم أنتم ودخلتم المجلس، ألا تقضون دورتكم كالذين دخلوا، ومن ثم تخرجون لتسلموا الكراسي الى مجموعة جديدة؟أنا في الحقيقة لا اتفق معكم في الحكم على المجلس وعلى أعضاء المجلس، بهذه السهولة وبهذه الكيفية، لأنني أرى ان المجلس بنفسه لا يولد الديمقراطية ولا يولد ديمقراطيين.إن الديمقراطية ينبغي أن تكون مسلك الشعوب ومشربهم منذ نعومة اظفارهم الى وصولهم الى كرسي الحكم وطاولة العمل والاجتماعات، ذلك أن المجلس ليس مدرسة تخرج الديمقراطيين بل يحتضن الديمقراطيين.من أجل ذلك فإن ديمقراطية البلاد العربية والاسلامية ديمقراطية مشوهة منذ الولادة، فكيف نريد بعد ذلك في كهولتها أن تصبح ديمقراطية سليمة؟وهكذا ننتظر من وزارة التربية ان تخرج جيلاً واعياً ومتعلماً ومثقفاً، ونسينا أن التربية إذا لم تكن ممارسة الأب والأم في البيت، فإن المعلم وحده لا يستطيع أن يربي النشء الذي تربى على الاعوجاج في البيت.الديمقراطية في نظري هي العدالة في الفهم، والتواضع في العمل، والقناعة في الصرف، والانصاف في القول، والحنكة في التعامل، والموافقة في المعاشرة، والعمل بسماحة ضمن المجموعة، والاستماع الى الرأي الآخر.فليسأل كل واحد منكم نفسه: هل هو في بيته هكذا يتعامل مع أهله وعماله؟ فإذا قال لا فكيف نريد من أعضاء المجلس أن يقدموا أكثر مما قدموا؟إن ديمقراطيتنا انعكاس لما يدور في مجتمعنا، بمعنى أن الحضارة ليست أشياء معلبة تجلب من الخارج، بل ممارسة عادلة تمارسها الشعوب الحرة، فمتى استطعت أن تمارس حياتك في بيتك وفي الشارع بالحب والتقدير والانصاف، حق لك أن تطلق على نفسك لقب الحضاري.إننا بكل أسف نرى دولا قريبة منا، مارست الديمقراطية، لكنها تحولت الى الأخذ بالثأر والانتقام من بعضها بعضاً، أو تحولت الى العنف الذي شبه بالارهاب، وعندئذ كان ضرر الديمقراطية أكثر من نفعها.نعم.. أراد الحكام أن يعيدوا الى الاذهان صدى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها، لكن الشعوب فهمت أن استخدام الخناجر والسيوف أفضل من استلهام العقول والأفكار.وإذا كانت التي رأيناها وهي لا تزال حرباً سجالاً هي الديمقراطية، فإن عدم ممارستها أبلغ، لأننا على الأقل نساعد الديمقراطية على حفظ ما تبقى من ماء الوجه.على كل حال فإن قيادتنا الرشيدة، تتطلع اليوم الى الديمقراطية النزيهة التي تحفظ دور الحاكم والمحكوم، وشعب دولة الامارات العربية المتحدة شعب تخرج في مدرسة زايد وراشد رحمهما الله.وهذان تركا لنا من بعدهما خليفة ومحمد اللذين لا يزالان يسعيان الى توفير الحياة الكريمة بالأسلوب الذي يناسب شعب دولة الامارات الكريم.فلنشكر كل من شارك أو اسهم في رفع اسم دولة الاتحاد، وليكن هدفنا تحقيق التقدم المعرفي والحضاري لدولتنا ومجتمعنا كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.ولنكن نحن ودول مجلس التعاون سلسلة من التعاون والتشاور يشد بعضنا بعضا، ونكون بمجموعنا قوة مساندة للدول العربية وصوتاً حراً مدوياً في المنظمات والهيئات الدولية، في استرجاع حقها المغتصب، والله معنا.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلف وشاعر وخطيب. صاحب كلمات النشيد الوطني الإماراتي، ومن الأعضاء المؤسسين لجائزة دبي للقرآن الكريم. شارك في تأليف كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلتين الابتدائية والإعدادية. يمتلك أكثر من 75 مؤلفا، فضلا عن كتابة 9 مسرحيات وأوبريتات وطنية واجتماعية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"