نتنياهو يفوز بخطاب الكراهية

02:48 صباحا
قراءة 3 دقائق
حافظ البرغوثي

تمكن نتنياهو من تجييش كل اليمين «الإسرائيلي» من خلال خطاب الكراهية ضد العرب وخصومه السياسيين، وتحقيق فوز في الانتخابات.

تمكن بنيامين نتنياهو من تحقيق فوز طفيف في المعركة الانتخابية الثالثة التي جرت خلال أقل من سنة، لكنه ظل بعيداً عن إمكانية تشكيل حكومة دون الاعتماد على مقاعد من اليمين العلماني ممثلاً بحليفه الأسبق افيغدور ليبرمان أو تصيد ثلاثة مقاعد من المنافسين الوسطيين. ويرجع فوز نتنياهو، بأربعة مقاعد زيادة على منافسه زعيم «أزرق أبيض» الجنرال جانتس، إلى استنفاره قواعد الليكود بقوة لزيادة نسبة التصويت وتركيزه على سلاح بث الكراهية والعنصرية ضد منافسيه من اليسار والعرب، وتعهده بتلبيته مطالب اليمين المتطرف الاستيطانية بشأن ما ورد في «صفقة القرن» ومصادرة الأراضي والاستيطان ووعود بضم الأغوار وأجزاء واسعة من الضفة.

نتنياهو، ركز على كراهية خصومه في خطابه الانتخابي مثلما قال سكرتيره السابق وكاتم أسراره نتان ايشل باعتبار أن «الكراهية هي من يوحد معسكر اليمين»،

وتحدث إيشل، عن توجهات حملة الليكود التي اتصفت بالعدائية والترويج للكراهية والتحريض العنصري، وقال: «الجمهور الذي أتوجه إليه، حتى غير الأشكنازي، يكره كل شيء».

وأضاف: «لقد استطعنا أن نستثير شراسته (جمهور الليكود)، هذه الكراهية هي ما يوحد معسكرنا»، وتابع إيشل خلال حديثه عما وصف حينها بوسائل الإعلام «الإسرائيلية»ب«حملة الكراهية»: «نحن بحاجة إلى المواصلة بهذه المواجهة العنيفة»

ولا يعبأ جمهور اليمين باتهامات الفساد ضد نتنياهو لأن شعبيته زادت بعد توجيه لوائح اتهام له.

وشبه إيشل فساد نتنياهو بالقضايا التي لاحقت أفيغدور ليبرمان وأعضاء حزبه، وقال: «إنها (قضايا نتنياهو) مثل قضايا ليبرمان. إذا لم تكن لصاً، فمن أنت؟ من أجل ماذا جئت إلى الساحة السياسية؟»

بهذه الصورة الصريحة وصف هذا المسؤول السابق المقرب من نتنياهو العمل السياسي «الإسرائيلي». وما ينسحب على السياسيين ينسحب على شريحة واسعة من الناخبين اليمينيين المستوطنين فهم عملياً لصوص أرض وحقوق.

لكن نتنياهو الفاسد نجح مجدداً في البقاء وحظي بهتافات يحب سماعها وهي «بيبي ملك إسرائيل»، لكن هذا لا يشق له طريقاً للإفلات من المحكمة، لأن العقبات كبيرة حتى الآن. فمن المرجح تكليفه بتشكيل حكومة في التاسع من الشهر الجاري بعد انعقاد الجلسة الأولى للكنيست الجديد، لكن رئيس الكيان ربما يلجأ إلى الكنيست لكي يجمع تواقيع 61 عضواً لترشيح أحد أعضائه بتشكيل الحكومة اختصاراً لوقت المشاورات التي يجب أن تنتهي في 17 الجاري. ففي ذلك التاريخ، ستبدأ محاكمة نتنياهو في ملفات الفساد، لكن الأخير سيحاول عدم المثول وتكليف محاميه بإطالة إجراءات المحكمة وطلب التأجيل للحصول على كل ملفات القضية.

نتنياهو، أثلج أيضاً صدور أحزاب اليمين الأوروبية بفوزه وتلقى التهاني من زعماء هذا اليمين العنصري ومن كبار الحزب الجمهوري الأمريكي. ولعل المقاعد الجديدة التي حصل عليها جاءت من زيادة نسبة التصويت في قواعد الليكود ومن شرائح يمينية كانت صوتت لحزب الوسط. وبذلك بات المجتمع اليهودي بلا يسار عملياً؛ حيث حقق سبعة مقاعد فقط.

ولعل من أسباب نجاح نتنياهو أيضاً هو افتقاد حزب الوسط لبرنامج سياسي مقنع؛ حيث إنه بدا وكأنه يقلد الليكود في مواقفه، ولم يطرح أفكاراً جديدة؛ إذ أيد «صفقة القرن» بعد أن كان حذراً تجاهها، وتبنى كل مواقف اليمين بشأن الفلسطينيين والضم والدولة اليهودية الخ. ويراهن قادة من الليكود على عودة ليبرمان الذي خرج ضعيفاً بسبعة مقاعد إلى حكومة ائتلاف يمينية بزعامة نتنياهو، بينما يؤكد قادة الوسط، أنهم لن يكونوا جزءاً من أي تحالف بقيادة نتنياهو المتهم بالفساد مهما كان الأمر.

ويبقى احتمال انضمام ليبرمان إلى جانتس بعيداً، لأن الأخير قد يعتمد عل دعم خارجي من «القائمة العربية المشتركة» التي حققت فوزاً غير مسبوق بخمسة عشر مقعداً، فليبرمان قد يتفاهم مع الأحزاب الدينية اليهودية، لكنه لن يتفاهم مع العربية التي يناصبها العداء ويطالب بطرد نوابها وضم المثلث إلى الضفة للتخلص من 400 ألف عربي.

المشهد السياسي «الإسرائيلي»، سيظل ضبابياً إلى أن تنشر لجنة الانتخابات النتائج الرسمية خلال أسبوع، ثم ترد المحكمة العليا ولجنة الكنيست القانونية على التماس من حركة الشفافية في الحكم بشأن ما إذا كان يجوز تكليف متهم بالفساد يمثل أمام المحكمة، بتشكيل حكومة أم لا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"