والبطالة تملأ المجتمع

كلمات
02:27 صباحا
قراءة دقيقتين

مجتمع بلا بطالة هو شعار آخر ملتقى نظمته الموارد البشرية في الشارقة، الأرقام التي ذكرت في المؤتمر لم تكن مبشرة بما يتناسب وشعار الملتقى، واستعراض معظم الجهات لسياسة التوطين في إداراتها لم يكن مفرحاً فرحة دولة الإمارات وشعبها بالذكرى الثامنة والثلاثين لقيام الاتحاد بعد أيام قليلة من المؤتمر.

ومن ينظر إلى تجربة دولة الإمارات في مجال سياسة التوطين يعتقد أننا استطعنا بكل مؤسساتنا الحكومية من وزارات ودوائر حكومية وحتى القطاعات الخاصة من شركات وبنوك، أن نحقق المعادلة الأصعب، ونكون بعد ثمانية وثلاثين عاما من الاتحاد وصلنا الى تحقيق الهدف المنشود.

الحقيقة عكس كل توقعاتنا، لماذا؟ لأن التنافس في التوطين في أكثر المؤسسات لا يتعدى الأخبار في الصحف للتأكيد على انتهاج المؤسسة سياسة التوطين في الدولة تماشياً مع توصيات القيادات العليا، والحقيقة الأخرى أن بعض الأرقام التي أعلن عنها من بعض المؤسسات بما فيها الوزارات والدوائر الحكومية، تتضمن وظائف لمتدربين تحت التمرين لم يتم تعيينهم بعد، أو تشمل وظائف مثل الحارس والسائق والفراش وموظف الاستقبال والبدالة.

المستور أو المسكوت عنه في هذا الشأن، أن بعض الجهات في الدولة تطلب بالدرجة الأولى من الخريج جواز سفره لتعرف جهة الإصدار، حيث السياسة الداخلية للمؤسسة تتأكد من أن الخريج من ذات الإمارة. جواز السفر قبل الشهادات والخبرة والمهارات.

أمر آخر، وحسب ما صرح لنا البعض من وراء أبواب مكاتبهم المغلقة، أن مشكلة الإحلال التي تنادي بها بعض الوزارات، تصطدم بحائط الكادر الوظيفي، ويحمّل هؤلاء قانون الخدمة المدنية وزر تطبيق الإحلال، حيث إن الكادر الوظيفي غير المواطن لا يمكن إحلاله بالمواطن في ليلة وضحاها. وحسب ردود أغلب المسؤولين غير المنطقية وغير المقبولة أن قانون الخدمة المدنية لا يمكن أن يطبق هذا الإحلال بهذه السرعة، وذلك بسبب الأعداد الهائلة من الخريجين المواطنين، وعلينا أن نتأنى بدل التوظيف العشوائي .

في ديسمبر/كانون الأول 2008 كشفت اللجنة المؤقتة للعمالة الوافدة في المجلس الوطني الاتحادي أن عدد سكان الإمارات يبلغ 6،4 مليون نسمة منهم 900 ألف مواطن و5،5 مليون وافد، ونحو 250 ألف مواطن فقط يعملون في القطاعين العام والخاص. واليوم، وبعد مرور عام، لا يزال البعض ينادي بعدم الاستعجال في التوطين أو العشوائية، حتى وإن كنا نحتفل بالذكرى الثامنة والثلاثين لقيام الاتحاد. فهل نستبشر خيراً بحلول اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، ونحتفل بمرور خمسين عاماً على قيام الاتحاد بمجتمع بلا بطالة؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"