صناديق الموت

كلمات
04:33 صباحا
قراءة دقيقتين

الخامس عشر من أبريل وصلتني رسالة على الهاتف مفادها أن إحدى شركات السيارات علقت بيع إحدى سياراتها في أنحاء العالم لعدم أهليتها، وفي الرابع والعشرين من فبراير كانت قد وصلت رسالة فيها ان شركة أخرى تسحب سياراتها من أمريكا وكوريا لمشكلة في الأبواب، وقبل ذلك في الخامس عشر من فبراير وردت رسالة أن أكثر من ثلاثة آلاف سيارة من إحدى الشركات سيتم تصليحها بنهاية يونيو في دولة الإمارات .

المعلومات التي ذكرتها كانت تصلني من خدمة الأخبار داخل الدولة، هذا يعني أنها ليست افتراءات على هذه الشركات . الجرأة والصدقية اللتان التي تحلت بهما هذه الشركات التي لم تتردد عن الإعلان عن حقيقة منتجها، والتي قد تتسبب بخسائر فادحة لها، كانتا لافتتين للنظر .

المتعارف عليه أننا شعوب ترفض مواجهة الخطأ والاعتراف به ومحاولة إصلاحه، لأننا دائماً نرى أنفسنا فوق الخطأ، ورغم نظرة البعض لجرأة شركات السيارات هذه، أنها قد تخسر سمعتها، غير الخسائر المادية، بسبب فقدان ثقة الناس بقوة ومتانة التصنيع، إلا أنني وجدت العكس، ففي عالم التسويق والترويج، يعدّ هذا الأمر في حد ذاته أكبر ترويج للبضاعة، وتعزيزاً كبيراً للثقة بالمنتج .

صناديق الموت هذه التي قامت الشركات المصنعة بالكشف عن حقيقتها هل هي جديدة، أم كانت سبب حصاد أرواح الكثيرين في دولتنا؟ صناديق الموت هذه التي كانت تصدر لنا، هل كانت هناك جهات متخصصة داخل البلاد تفتش عن مدى كفاءتها وصلاحيتها؟ هل هناك قانون يمنح السائق الذي يتعرض لحادث سيارة أن يطالب الشركات بالتعويض أنه ليست هناك طريق للمساءلة؟

لقد ضيعت هذه الصناديق الكثير من شبابنا وغيرهم . حوادث لم نعلم عن أسبابها، ودائماً نلقي باللائمة على السرعة الجنونية لأبنائنا . لم أسمع في يوم أنه صدر حكم من المحكمة يطلب مستشارين وفنيين للكشف عن حوادث متكررة لإحدى الشركات أو لأحد الموديلات .

نموذج من النماذج: إحدى الصديقات أخبرتني أن سيارتها التي كانت تستخدمها، من دون ذكر اسم الشركة رغم اسمها العالمي، تعطلت أبوابها إلى درجة أنها لا تغلق بسهولة ويحدث هذا على وجه التحديد صيفاً، وبإرسالها للشركة الوكيلة محلياً، تبين أنه خطأ في المصنعية باعتراف الشركة، وتم تصليحها مجاناً، لكن العطل تكرر في الصيف الذي بعده وللسبب ذاته، ورفضت الشركة تصليحه فاضطرت لتصليحها على حسابها، حيث كلفها ذلك أكثر من عشرة آلاف درهم . وتكرر العطل الصيف الذي بعده، وأخذتها إلى شركة وكيلة لذات شركة السيارات فقامت بتصليح العطل ولم يكلفها أكثر من ألف وخمسمائة درهم .

الكلام غير منطقي ولا يصدق وشيء أقرب من الخيال، لكن هذه هي الحقيقة، فمن يرد للناس ما تخسره؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"