«إيبولا» قد يضرب مجدداً

مواجهته لن تكون أفضل من السابق
01:25 صباحا
قراءة 5 دقائق
حذرت الرئيسة الدولية لمنظمة أطباء بلا حدود جوان ليو، من عودة وباء إيبولا للتفشي على نطاق واسع في غرب إفريقيا، مشيرة إلى أن القطاع الصحي ليس مجهزاً للسيطرة عليه بشكل أفضل مما كان قبل عام.
قالت ليو على هامش اجتماع عن إيبولا في دكار إن الواقع يشير إلى أنه إذا تفشى وباء إيبولا على نطاق مماثل لما كان عليه خلال شهري أغسطس /آب وسبتمبر/أيلول العام الماضي، فنحن لن نبلي أفضل بكثير مما فعلنا في المرة الماضية.
وكان قادة الدول الصناعية السبع الكبرى قد تعهدوا بالقضاء على الوباء الذي قتل 11100 شخص في أرجاء غرب إفريقيا، لكنهم لم يقدموا الكثير على صعيد الخطوات العملية.
وفي الوقت الذي ينتشر فيه الفيروس بطريقة أبطأ من الوتيرة التي كان عليها حين وصل إلى ذروته في العام الماضي، وعلى الرغم من قضاء ليبيريا على المرض، إلا أن حالات الإصابة سجلت ارتفاعاً حاداً في الأسبوعين الماضيين في غينيا وسيراليون.
وقالت ليو: «خاب أملنا من توصيات الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية (في الشهر الماضي) وقمة مجموعة السبع».
ولم تعلن منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ عامة على مستوى العالم حتى أغسطس/آب من العام الماضي بعد ثمانية أشهر من ظهور أول حالة إيبولا ما أخر وصول الموارد المطلوبة إلى المرضى.
وأشار رئيس منظمة أطباء بلا حدود في غينيا جيروم موتون، إلى وجود حالة من «شبه إنكار» لعودة انتشار الفيروس بطريقة مشابهة لما كان عليه العام الماضي مضيفاً أن عودة المرض للتفشي على نطاق واسع هو أمر ممكن.
وأضاف «نحن الآن في الوضع نفسه حين تفاءلنا بشكل مفرط وقلنا إن الوباء انتهى تقريباً ولا توجد مشكلة، لكن في الواقع إنها مشكلة كبيرة، إذ هناك احتمال أن يؤدي الوضع الحالي إلى موجة تفش واسعة للوباء.
وسجلت سيراليون أعلى معدل إصابة بالإيبولا منذ حوالي ثلاثة أشهر، ومنذ ذلك الحين فرضت الحكومة حظر تجول في المناطق الموبوءة.
وفي غينيا امتد الوباء إلى مناطق كان أعلن خلوها من المرض في الأسابيع الأخيرة بينها منطقة حدودية مع غينيا بيساو.
وقال موتون «قبل شهر اعتقدت أننا سنشهد نهاية قريبة لكنني حالياً أقل تفاؤلاً بكثير».
وفي مارس/آذار الماضي أعادت السلطات الأمريكية عدداً من رعاياها في غرب إفريقيا إلى الولايات المتحدة على وجه السرعة، بسبب مخاوف من احتمال إصابتهم بفيروس «إيبولا»، الذي يواصل انتشاره في عدد من دول غرب القارة السمراء.
وقال مسؤولون في «مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض» انه تمت إعادة هؤلاء الأمريكيين، دون الكشف عن عددهم، في وقت كانت الهيئة الصحية تجري فيه تحقيقات بشأن احتمال إصابتهم بفيروس إيبولا، أثناء تواجدهم في سيراليون.
وجاءت هذه الأنباء بعد يوم من نقل أحد الأمريكيين من العاملين في الحقل الطبي، إلى مستشفى «المعهد الوطني للصحة»، حيث خضع للعلاج من إصابته بفيروس إيبولا، الذي انتقل إليه أثناء عمله كمتطوع لمساعدة المرضى في إحدى دول غرب إفريقيا، بحسب المستشفى.
وأكد مسؤولو مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض، وهي أكبر هيئة صحية حكومية في الولايات المتحدة، تتخذ من مدينة أتلانتا بولاية جورجيا مقراً لها، أنه لم يتم حتى اللحظة، تشخيص أي إصابة بفيروس إيبولا بين هؤلاء الذين تمت إعادتهم من سيراليون مؤخراً.
يذكر أنه سبق وأن أصيبت ممرضة أمريكية تُدعى نينا فام بالفيروس، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد مخالطتها أحد المرضى من ليبيريا، في مستشفى «دالاس» بولاية تكساس.
وتعافت فام من إصابتها بالفيروس الفتاك بشكل كامل، وغادرت «المعهد الوطني للصحة»، بينما توفي المريض الليبيري، ويُدعى توماس أريك دونكان.
وبالمقابل، عززت أوروبا إجراءات الوقاية في مواجهة احتمال انتشار ايبولا بعدما أصيبت أول مريضة خارج إفريقيا بالحمى النزفية التي يسببها الفيروس وصارعت الموت في إسبانيا التي وصفت الوضع «بالمعقد والصعب» وأعلنت تشكيل لجنة لإدارة الأزمة.
وأكد رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي انها «لحظة صعبة ومعقدة»، وذلك بعد زيارته مساعدة الممرضة تيريزا روميرو (44 عاماً).
وتجري مراقبة خمسة اشخاص لم تظهر عليهم أي أعراض بعضهم بناء على طلبهم، بعدما كانوا على اتصال مع مساعدة الممرضة المصابة أو مع واحد من الراهبين الإسبانيين المصابين بالفيروس واللذين توفيا بعد إعادتهما إلى إسبانيا في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول.
وبين الخمسة قيد المراقبة زوج المريضة والطبيب الذي استقبلها في قسم الطوارئ من مستشفى قريب من منزلها في ألكوركون جنوب مدريد.
كما يخضع للمراقبة رجلان وامرأة بينهم سائق سيارة الاسعاف الذي نقل إلى المستشفى.
وأعلنت الحكومة الإسبانية إنشاء لجنة وزارية خاصة لإدارة أزمة ايبولا. وتضم اللجنة وزارات الصحة والخارجية والدفاع والداخلية. وقالت نائبة رئيس الحكومة ثريا سانز دي سانتاماريا في مؤتمر صحفي إن لجنة علمية جديدة حول فيروس ايبولا ستقوم بمساعدتها.
وقال راخوي «إنني مقتنع تماماً بأننا سنفعل كل ما يترتب علينا القيام به» لتجاوز الأزمة.
وفي المجموع أدخل 14 شخصاً إلى هذا القسم المتخصص في المستشفى في إطار إجراءات وقائية بعدما عبر هذا المركز عن استعداده لقبول الأشخاص المعرضين للاصابة اذا رغبوا في ذلك.
وكان رودريغيز تساءل ما اذا كانت الممرضة التي أدخلت بعد أيام من الحمى، كذبت على الأطباء ليبدو كما لو انه يحملها مسؤولية التأخير في معالجتها. وأشار إلى انها لم تذكر للطبيب انها كانت على اتصال برجلي الدين اللذين توفيا. كما أشار إلى انها ذهبت إلى مصفف الشعر ما يعني انها لم تكن في وضع سيئ.
والإصابة في إسبانيا وانتشار الوباء في غرب إفريقيا يثيران قلقاً دولياً.. وفي الأيام الأخيرة كثرت الانذارات الخاطئة والشائعات وإدخال أشخاص إلى المستشفيات وقائياً.
وأدخل عدد كبير من الاشخاص المستشفيات في أوروبا والولايات المتحدة. لكن ايبولا يواصل انتشاره في افريقيا حيث أدى حتى الآن إلى وفاة نحو3900 شخص منذ بداية السنة معظمهم في غينيا وليبيريا وسيراليون.
وبينما يكاد المركز الرئيسي التابع لمنظمة أطباء بلا حدود لمعالجة الامراض يقترب من «الامتلاء الكامل» في غينيا، بدأ موظفو الصحة في ليبيريا أمس الجمعة تحركًا للمطالبة بتعويض عن الخطر.
وأعلنت الحكومة الليبيرية منع دخول الصحفيين إلى مراكز علاج المرضى لتغطية إضراب في مستشفى في مونروفيا، متهمة وسائل الإعلام «بتجاوز الحدود».
وقال الناطق باسم الحكومة اسحق جاكسون إن الصحفيين «ينتهكون خصوصية الناس ويلتقطون الصور لبيعها للمؤسسات الدولية ونحن سنوقف كل ذلك».
وفي مانيلا، أعلن وزير الصحة الفلبيني انريكي اونا أن بلاده تدرس إرسال عدد من العاملين في القطاع الصحي إلى غرب افريقيا للمساعدة على مكافحة وباء ايبولا. وقال إن الولايات المتحدة وبريطانيا طلبتا من مانيلا تقديم «موارد بشرية» لمكافحة الوباء.
كما قررت لندن تعزيز عمليات الكشف عن الامراض في مطاري هيثرو وغاتويك عبر طرح أسئلة على المسافرين عن الدول التي زاروها مؤخراً. وقد تتخذ الإجراءات شكل مراقبة طبية.
وفي فرنسا، سيعلن عن إجراءات جديدة بسرعة. وبعد حالة هلع في مدرسة ابتدائية تستقبل أطفالاً قدموا من غينيا، أغلق مبنى عام في إحدى ضواحي باريس لساعة ونصف الساعة على إثر توعك فتى قدم هو أيضاً من غينيا. وقد تبين أنه إنذار خاطئ.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد قضى فيروس إيبولا، منذ بداية انتشاره في غرب القارة الإفريقية أواخر عام 2013، على ما يزيد على 10 آلاف شخص، أغلبيتهم في غينيا وليبيريا وسيراليون.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"