أبحاث جديدة لتطوير روبوتات تقدم المساعدات الإنسانية

03:41 صباحا
قراءة 3 دقائق

أجريت على مستوى عالمي أبحاث علمية عدة بغرض تطوير روبوتات قادرة على تقديم الدعم أثناء الحروب والكوارث البيئية أو النووية، وذلك بغية تقليل حجم الخسائر البشرية، وقد شهد معرض ميلروب 2012 الذي عقد مؤخراً في سويسرا عرض أحدث طرازات الروبوتات التي أنتجتها شركات متخصصة في هذا المجال .

للمرة الخامسة على التوالي يشارك المهندس تورستن لوتيل في المنافسات المقامة في إطار المعرض، وعلى الرغم من أن الأخير يعمل في مجال تطوير الأنظمة المستقلة في أبحاث الفضاء، إلا أنه قدم في هذا المعرض مع فريقه الألماني طرازاً جديداً لسيارة فولكسفاغن Touareg حيث زودت بتقنيات عالية، بما فيها ماسحات ليزرية للكشف عن للبيئة المحيطة، وتقوم هذه الماسحات بتحديد المسافة بين السيارة والأشياء المحيطة بها . وعلى ضوء البيانات التي يتم التوصل إليها، يرسم حاسوب مزروع داخل روبوت السيارة خريطة ثلاثية الأبعاد للمحيط الجغرافي، ما يمكن الروبوت من قيادة السيارة بشكل مستقل، أي أن السيارة تستطيع السير من دون سائق .

وكانت مهمة لوتيل في هذا المعرض إظهار مدى قدرة الروبوت على قيادة السيارة بشكل مستقل . وهنا يجب القول، إنه حتى ان كان الروبوت هو من يقود السيارة بالفعل، إلا أنه بحاجة إلى من يوجهه . فلا بد له لكي يتحرك أن يقتفي أثر سيارة أخرى، كما يوضح لوتيل، الذي يضيف قائلاً إن الروبوت لا يعرف وجهته، وإنما يعتمد على سيارة أخرى تكون في المقدمة للتعرف إلى طريقه .

أما معهد فراونهوفر للمعلومات فقد قدم روبوتات تسير بشكل مستقل تماماً معتمداً في ذلك على نظام جي . بي .إس وعلى ماسحات الليزر المثبتة بداخل هذه الروبوتات وهي معدة للسير على الشوارع التي لا تحتوي على منعطفات كثيرة .

يقول فرانك هولر من المعهد إن الروبوت يستطيع رسم خريطة للمكان الذي هو فيه، وبإمكانه إيجاد منفذ بديل إذا ما وجد نفسه أمام طريق مسدود، لكنه سريعاً ما يخسر الرهان إذا ما تم نصب أشجار وأي عقبات في طريقه فهو لا يستطيع التعرف أو تحديد الأشياء التي تعترض طريقه، حتى وإن كان الأمر يتعلق بالعشب، ففي تلك الحالة تعجز ماسحات الليزر بداخله على إيجاد مخرج بديل، لكن المعهد يبذل جهوداً حثيثة لتطوير هذه التقنية، وجعلها أفضل على مر الوقت .

من بين الاختبارات التي مرت بها الروبوتات خلال منافسات معرض ميلروب 2012، التعرف إلى علامات الخطر التي تأتي مربعة الشكل وبرتقالية اللون،

مثل تلك التي يتم تعليقها على سيارات الشحن الكبيرة التي تقوم بتحميل مواد خطرة، وفي هذا الإطار طور تورستن فيولكا مهندس علوم الحاسوب ماسحات لا تحدد المسافة بين الروبوت والأشياء المحيطة فحسب، بل وتحدد أيضاً نسبة الخطر المحيط أيضاً .

وتخدم جميع هذه الأبحاث هدفاً رئيساً يتمثل في تطوير روبوتات قادرة على تقديم الدعم للجيش ورجال الشرطة والإطفاء في مهامهم المعقدة والخطرة، ولهذا قامت الشركات المصنعة للأجهزة بإرسال ممثليها إلى المعرض، للتعرف على آخر ما تم التوصل إليه في عالم التقنيات .

يشير فرانك شنايدر من معهد فراونهوفر الذي أشرف على منافسات معرض ميلروب 2012 إلى أن الأبحاث في مجال الروبوت عليها أن تعمل بالأساس في اتجاه دعم الجيش والشرطة ورجال الإطفاء .

وفي المقابل ينظر إلى الروبوت لدى رجال الإطفاء على وجه الخصوص بعين الريبة، فهو متهم عادة بالبطء وقلة المرونة، وبحكم أنه وفي لحظة الأزمات الحرجة التي تفصل فيها ثوانٍ معدودة بين الحياة والموت، فإنه من المستحيل الاستغناء عن الإنسان، فمهما بلغت قدرة الروبوت على التعاطي مع الأوضاع الحرجة، فإنه لن ينجح في التحرك بذات سرعة الإنسان وبمستوى ذكائه ودقته .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"