أحمد عطايا: أقود سيارة أجرة رغم الإعاقة

شقيقه الحداد صنع له جهازاً خاصاً
13:20 مساء
قراءة 3 دقائق

العقل البشري لا يعرف حدوداً للتفكير والابتكارات التي تمنح الأمل وهو يعتبر وقوداً للتغلب على صعوبة الحياة وقسوتها . ولكل إنسان وضعه الخاص، فهناك من يولد معاقاً، وهناك من يصاب بالإعاقة بعد ولادته، ويبقى التشبث بالأمل والتفكير بمنطق العقل الذي وهبنا الله إياه سبيلاً للتغلب على الإعاقة .

سائق التاكسي أحمد عطايا الذي يعمل في العاصمة السورية دمشق، مثال لمن تفكر وتشبث بالأمل ليعيش حياة لا مكان فيها لإعاقة مضنية تملأ بهاء الحياة بالسواد، فعمل على ابتكار طريقة تمكنه من قيادة أي سيارة من دون أن يستخدم رجليه اللتين أصابهما شلل الأطفال في العام ،1970 وهو إحدى خمسة آلاف حالة أحصتها وزارة الصحة السورية في ذلك الوقت .

أصيب أحمد عطا بإعاقته في الصغر . . وتعايش معها وهو يعتقد أنه سيشفى منها عما قريب، إلا أن الإعاقة استمرت، فتعرض لبعض المواقف المحرجة، ولصعوبة تنقله ترك المدرسة وتوجه للعمل في ورشة لصناعة الحقائب، إلا أن عمله لم يدم طويلاً وتوجه في مرحلة لاحقة لقيادة السيارات بعد أن ابتكر طريقته الخاصة .

المصادفة جمعتنا بسائق التاكسي أحمد عطايا وكان معه الحوار التالي .

كيف أصبت بالإعاقة؟

أصبت في الصغر بجرثومة شلل الأطفال التي دخلت سوريا عام 1970 تقريباً، وكنت ضمن نحو خمسة آلاف طفل أصيبوا بهذه الجرثومة حسب إحصاءات وزارة الصحة آنذاك .

تعايشت مع الإصابة مثل أي طفل يعتقد أنه مريض بالزكام وسيشفى عما قريب، وتعرضت لبعض الإحراج عندما كنت صغيراً، لكن مع مرور الوقت تأقلمت مع الإعاقة .

ما المهن التي عملت بها قبل أن تعمل سائق تاكسي وتخترع هذه السواعد التي تقود بها أي سيارة وأنت لا تستخدم رجلك اليمنى؟

لم أكمل دراستي بسبب الإعاقة، فكنا نسكن بمنطقة ريفية بعيدة عن المدرسة، وكان يلزمني استخدام المواصلات للوصول إليها .

في البداية افتتحت ورشة لصناعة الحقائب، وساءت الأوضاع فأغلقتها .

وبسبب صعوبة تنقلي، ومن خلال مراقبتي لمن يقود تأكدت أنه يجب علي استخدام ساقي اليمنى، لذلك ابتكرت طريقة تمكنني من قيادة السيارة كأي فرد في المجتمع، والانخراط والاختلاط بزحمة السير بسيارتي كأي سيارة أجرة يقودها شخص كامل يستخدم جميع أطرافه، فعملت سائقاً لسيارة أجرة .

من ساعدك على تطبيق اختراعك؟

أخي الذي يعمل حداداً للسيارات، فقد شرحت له الفكرة وأخذت المقاسات المناسبة للسيارة، وطبقناها وتم الأمر، واليوم يمكن تركيب هذا الجهاز في أية سيارة .

ما ردة فعل الراكب الذي يكتشف أمر إعاقتك وطريقتك بالقيادة؟

معظمهم ينتبهون إلى طريقتي بالقيادة، والأغلب يحثني على المثابرة ويشجعني للاستمرار، فقط في إحدى المرات صعد معي أحد الركاب وأحسست بأنه خائف، فقلت له #187;إن كنت خائفاً وغير مرتاح يمكنك النزول#171; فرفض وأوصلته . وهنالك أيضاً من يرى أنه يجب أن أحصل على براءة اختراع على ما صنعت وابتكرت .

كيف يرى أفراد عائلتك ما تقوم به؟

أي معاق في مجتمعه الصغير، أي أفراد أسرته، لا يحتاج إلى مساعدة من أي منهم، فهم ينظرون إليه على أنه بطل، ودائماً ما أدعو الله سبحانه وتعالى وأقول #187;يا رب العالمين، نعم أنا معاق، لكن لا تدعني بحاجة إلى أحد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"