أطباء لبنانيون.. «جيش أبيض» في مواجهـة «كورونـا» بفرنـسا

تصدروا المشهد بعد ثناء ماكرون
02:07 صباحا
قراءة 3 دقائق
بيروت: سهيلة ناصر

تصدر 15 طبيباً لبنانياً من طلاب الدكتوراه، المشهد في فرنسا بعد ثناء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على جهودهم في مكافح فيروس «كورونا»، كما استحقوا فخر رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب عبر اتصال فيديو معهم، انتهى بعبارة «بتكبروا القلب». الفريق الطبي اللبناني يعمل تحت قيادة البروفيسور الفرنسي ديدييه راوول في المعهد الطبي في مرسيليا الذي زاره مؤخراً ماكرون.
ريتا جعفر (24 عاماً) اختارت بشجاعة ومسؤولية المواجهة في العمل المختبري، وتقول: «في الأزمات المصيرية، يحتاج المرء إلى الإقدام والتفاني من أجل الغير».
الشابة التي حازت إجازة في العلوم البيولوجية في الجامعة اللبنانية، وتابعت تخصصها في «ماستر» الأمراض الجرثومية المعدية بجامعة «إكس مارسيليا» في فرنسا، تقوم بإكمال دراساتها العليا في الدكتوراه، وتوضح: «في الأساس تنصب أبحاث الدكتوراه التي أقوم بها على دراسة الموجات الوبائية للفيروسات التي تصيب الإنسان، وعلى وجه الخصوص على فيروس الحصبة، لكن بعد ظهور «كورونا»، تلقيت عرضاً للعمل بشكل مباشر في الأبحاث المتعلقة بالفيروس المستجد، والآن باتت الدراسة تتضمن فيروس «سارس كوف 2»، المسؤول عن وباء كوفيد 19».
تشرح جعفر: «الدراسات والأبحاث التي نقوم بها تتم بموافقة وقيادة البروفيسور راوول، ضمن فريق طبي، وشخصياً أعمل تحت إشراف البروفيسور برنارد لاسكولا»، واصفة تجربتها العملية ضمن الفريق، بالقول: «راوول إنسان مسؤول وما يقوم به يصب في خدمة البشرية، على الرغم من كل التحديات والمواجهات التي تواجه الفريق».

تجارب مخبرية

ووفق القدر المسموح به من تفاصيل حول التجارب المخبرية، توضح جعفر: «في البداية، كانت أبحاث فريق العمل تتموضع حول تقييم مفعول الأدوية المضادة على الفيروس من خلال اختبارها على مزارع الخلايا الحيوانية المخبرية. وفعلاً ثبتت نتائج الفعالية المخبرية لدواء الهيدروكسيلوروكين، وتم إجراء تجربة سريرية بهدف تقييم تأثيره في المرضى بعد موافقة وزارة الصحة الفرنسية، وفي بادئ الأمر، تم إجراء التجربة على عشرات المرضى بعد الحصول على موافقتهم وأظهر الدواء فاعلية في العلاج خاصة بعد إضافة دواء أزيترومسين إلى بروتوكول العلاج المتبع.
وهكذا تبين أن الدواءين حققا سوياً نتائج أكثر فاعلية بشكل كبير في القضاء على الفيروس، من خلال ارتفاع نسبة المرضى الذين لديهم نتائج سلبية، استناداً إلى تقنية الPCR في تحاليل عينات البلعوم الأنفي وذلك بعد تلقيهم العلاج».
وتتابع: «واجهت الدراسة بعد نشرها العديد من الانتقادات نتيجة صغر حجم العينة، لكن مؤخراً بعد التجربة على 1061 مريضاً، يمكننا القول إن نسبة النجاح بلغت 91%، وتتركز الأبحاث الآن حول دراسة هيكلية الفيروس وما يميزه عن سائر أفراد عائلة الفيروسات التاجية، كما يتم التركيز على دراسة دورة حياة الفيروس لتحديد كيفية التصاقه بالخلية العائلة، مروراً بمرحلة استنساخ مكوناته، وصولاً إلى الجسيمات الفيروسية منها، وفي نهاية الدراسات نحدد المستقبلات الخليوية للفيروس من جهة، وتحديد البروتينات الفيروسية من جهة أخرى، بهدف احتمالية استهدافها وإنتاج لقاح محتمل، وهنا يمكننا القول إن هناك تقدماً ملحوظاً ونتائج واعدة في هذا السياق».
وتعليقاً على زيارة ماكرون، واتصال دياب، تقول: «الدعم يرفع معنويات الفريق البحثي.. وللعامل النفسي تأثيره، فنحن في عمل يمتد ساعات طويلة، وسط ظروف منهكة وبوتيرة سريعة في سباق مع الوقت للخروج بنتائج فعالة».
وتضيف جعفر: «ما أبلغ وقع كلمات الدعم التي وصلتنا من الشعب اللبناني، في نفوسنا كطلاب في بلاد الاغتراب التي تشكل حافزاً على المثابرة وعدم الاستسلام واليأس الذي قد ينتج عن الضغوط النفسية».
وإلى طلاب جامعة الوطن، توجهت بالقول: «أنتم طلاب المستقبل تصنعون العجائب، فلا تدعوا أحداً يحبط عزيمتكم. ضعوا حلمكم نصب أعينكم، وستنالونه في نهاية المطاف، حتى لو اشتدت المصاعب».
ويبقى السؤال الذي يشغل البشرية جمعاء، متى سيظهر العلاج الذي سيهزم كورونا؟، وتجيب جعفر: «الإجابة عن هذا السؤال ليست متاحة بعد؛ لأن وقت التجارب قد يطول أو يقصر. نبذل قصارى جهدنا، كما كل الجهات العلمية والطبية، لتحقيق الهدف المنشود.
إن المسألة بحاجة إلى التمسك بالصبر والإيمان بقدر الله والتفاؤل مهما طالت فترة الانتظار، وكذلك الالتزام بالتعليمات التي تحد من انتشار الفيروس».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"