إطلالة على واقع وتحديات التراث الثقافي في الخليج العربي

خلال ندوة استضافها معهد الشارقة للتراث
02:47 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة علي كامل خطاب:
أقام معهد الشارقة للتراث، أمس، ندوة «التراث الثقافي في الخليج العربي الواقع والتحديات»، وتستمر يومين، بحضور عدد كبير من المهتمين بالتراث الثقافي في الإمارات وعدد من دول الخليج العربي.
افتتح الندوة عبد العزيز المسلم رئيس المعهد، وترأسها الدكتور سعيد الحداد الباحث في التراث، وحاضر فيها كل من خالد البدور المستشار الثقافي بمركز حمدان بن محمد للتراث، وسعيد المناعي الموجه التربوي والدكتور حميد بن صراي أستاذ التاريخ والآثار بجامعة الإمارات.
تحدثت الندوة عن عدد من الأهداف، منها تقييم الجهود المحلية والوطنية لحالة التراث الثقافي والتحديات المماثلة في المنطقة، وأهمية وضع آلية لتطوير العمل المشترك واستراتيجية موحدة.
كما تناولت محاور عدة منها «حالة التراث الثقافي في منطقة الخليج العربي، والتحديات الماثلة، والتدابير الوطنية لحصر عناصر التراث الثقافي، وآفاق التعاون المشترك وتعزيز آليات التبادل الثقافي».
وقدم الدكتور حمد محمد بن صراي ورقة بعنوان «قراءة في النشر والمطبوعات في الإمارات في إطار التراث غير المادي: كتاب حصاة الصبر أحمد راشد ثاني نموذجاً»، وقال «نشهد تغيرات في المجتمع الإماراتي، تؤثر في التصورات والرؤى والأفكار، ما يجعل التراث الثقافي عرضة للأخطار».
ورأى ابن صراي أن من أساليب المواجهة وكسر التحديات التي تقوم بها مؤسسات الدولة، مثل أيام الشارقة التراثية والمقابلات التلفزيونية والصحفية والإذاعية والقصص التراثية وإقامة الندوات الفكرية والعلمية والنشر والمطبوعات، من أهم مظاهر اهتمام الإمارات بالتراث.
وأكد أن النقد المبني على الموضوعية بجانب العمق الأكاديمي والتخصص في المادة التراثية واستخدام المنهجية العلمية واتباع الطرق الحديثة في الكتابة والتوثيق تعد إثراء للتراث وطريقة للحفاظ عليه. كما قدم سعيد المناعي ورقة بعنوان «تحديات التراث الثقافي في الإمارات» تناول فيها بعض التحديات التي تواجه التراث الثقافي غير المادي وذكر منها الغزو الفكري، والعمل على إضعاف الأمة وضياع تراثها والانفتاح العشوائي على أساليب الحياة، اقتصادياً واجتماعياً، مع غياب الخطط الاستراتيجية للمواجهة، بجانب النزعة الاستهلاكية، ما يسبب هوة ثقافية واضحة تباعد بين درجات الوعي لدى الأجيال وتجعل حدوداً فاصلة بينها. كما أشار المناعي إلى التحديات المحلية التي تواجه التراث الثقافي غير المادي، وتتمثل في عدم اهتمامك الشباب بالموروث العربي الثقافي بسب العولمة.
وقدم خالد البدور ورقة بعنوان «تجربة الإمارات في تسجيل عناصر التراث الثقافي لدى اليونيسكو»، وقال البدور: اتفقت دول العالم على صون الموروث، وإيجاد الطرق والسبل والتشريعات لبقائه للأجيال المقبلة.
ورأى البدور ضرورة النظر إليه باعتباره متغيراً وحياً وليس جامداً، وأنه جزء من التغيرات التي تطرأ والتحولات التاريخية، وأنه لا يمكن الركون إلى الماضي، بل يجب النظر في التراث الحي من ممارسات متنوعة.
كما شرح البدور في الورقة التي قدمها تطور الاهتمام بالموروث من جانب اليونيسكو.

عبدالعزيز المسلم: رمز للهوية والانتماء الوطني

عبدالعزيز المسلم يوضح أن التراث الثقافي يلقى اهتماماً كبيراً في دول مجلس التعاون الخليجي، وهو محور رئيسي في أغلبية الفعاليات العامة والخاصة، حتى إنه بات رديفاً لكل حراك إنساني خليجي، كونه رمزاً للهوية والانتماء الوطني.
وأضاف: لكن هذا التداول المفرط للتراث، يجعله عرضة للخطر، فهو السهل البسيط في أيدي الجميع من دون عناية ولا دراية، ما يعرضه للتشويه والتغيير، خصوصاً بعد التجرؤ على التراث من البعض بما يسمى التطوير. وأضاف: الخليج العربي كان، ولا يزال مصدراً للخير والمعرفة والحضارة، كما أنه بوابة مشرعة على ثقافات وحضارات العالم، فهو مصدر الاقتصاد والتجارة والناس، لما يمثله من موقع جغرافي واقتصادي عالمي هام.
ويرى المسلم أن التحديات التي تواجهها دول مجلس التعاون الخليجي هذه الأيام كبيرة جداً، رغم أن الخليج كان منذ أزمان سابقة محوراً لتحديات ربما كانت أكبر، لكن الأخطر اليوم هو التحدي الثقافي والوجودي الذي يهدد الخليج وأهله، وثقافته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"