ابتكارات الطلبة تواكب الذكاء الاصطناعي

تنافست في ماراثون جامعة الإمارات
03:25 صباحا
قراءة 5 دقائق
متابعة: هديل عادل

جمع ماراثون تقنية المعلومات بنسخته الحادية عشرة الذي نظمته كلية تقنية المعلومات بجامعة الإمارات، أكثر من 500 طالب وطالبة من مختلف مدارس الدولة، ليتنافسوا بما لديهم من معلومات ومهارات في مجال تقنية المعلومات. ويمثل الماراثون فرصة لإبراز قدرات ومهارات طلاب المدارس التقنية، واكتشاف مواهب الناشئين، وإيجاد بيئة حاضنة للعديد من الأفكار الإبداعية، إضافة إلى التعرف إلى البرامج الأكاديمية التي تطرحها كلية تقنية المعلومات.
ويوضح الدكتور فادي النجار، رئيس اللجنة المنظمة للماراثون رؤيتهم له، قائلاً: تعد هذه الفعالية إحدى مبادرات الكلية السنوية الرائدة لاكتشاف ورعاية الموهوبين والمبتكرين في مجال تقنية المعلومات من أجل إعداد جيل من مفكري ومبدعي المستقبل، عبر تشجيع ودعم المواهب الشابة، وصقل مهاراتهم في مجال تكنولوجيا المعلومات، ويسعى الماراثون بأنشطته المختلفة إلى إثارة اهتمام الطلبة في كل ما له صلة بتقنية المعلومات، عن طريق إشراكهم في غمار تحديات هذه المسابقة المشوقة والمسلية، كما يتيح الفرصة لطلبة المدارس والجامعات العمل ضمن فرق لاختبار مهاراتهم التقنية، وعرضها على أقرانهم، ونخبة من الأكاديميين.
ويتابع النجار: ضم الماراثون أكثر من 500 طالب وطالبة من مختلف مدارس الدولة، وافتتحت فعالياته بعرض فيديو تعريفي عن مسيرة جامعة الإمارات، وقيادتها للمستقبل في مجالات تقنية المعلومات، ومن أهم فعالياته معرض لمشاريع الطلبة شملت عدة مجالات: التكنولوجيا التربوية، والذكاء الاصطناعي، وتصميم مواقع الإنترنت، وتصميم رسوم الحاسوب، والاتصالات، وأمن الكمبيوتر، والحوسبة السحابية، وتم تقييمها من قبل لجنة متخصصة لتحديد أبرز المشاريع الفائزة في مجال تقنيات المعلومات، وتنوعت المنافسات بين طلبة المدارس باختلاف مستوياتهم التعليمية ومجالات مشاركاتهم، لتشمل مسابقة اختبار المعلومات المعرفية، ومسابقة «المفكر الناشئ» التي يتنافس فيها الأطفال في اقتراح أفكار مبتكرة وجديدة، تمثل تحدياً للقدرة التخيلية للأطفال لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم، ومسابقة «أصحاب الهمم» من المبدعين والمبتكرين.

حساسات مبرمجة

حصل مشروع (التحكم الذكي في السيارة عن بعد) الذي قدمه فريق مدرسة ثانوية التكنولوجيا التطبيقية العقّابية في العين على المركز الأول في مسابقة عرض المشاريع الطلابية، ويضم الفريق أربعة طلاب هم منصور البادي، حمد الرئيسي، عمار العلوي، عامر الحرّاسي، ويشرح الطالب منصور البادي مميزات مشروعهم، قائلاً: جاءت فكرة مشروعنا بعد ملاحظة ازدياد حالات الوفاة بسبب الاختناق داخل السيارات، والمركبات، وازدياد حالات الفَقد، وعدم العودة إلى المنزل عند كبار السن المصابين بأمراض مزمنة، كالزهايمر، والمشروع عبارة عن جهاز مرتبط بتطبيق يتم تحميله على الأجهزة اللوحية الذكية، والهواتف المتحركة، وعلى ساعات آبل الذكية، ويبدأ عمله بعد إيقاف السيارة بخمس دقائق في حال وجود شخص بداخلها، حيث تعمل الحساسات المبرمجة على وجود حركة ووزن إضافي داخل المركبة، والمرتبطة بجهاز إنذار، بإرسال إشارات إلى جهاز الإنذار ليقوم تلقائياً بفتح النوافذ بشكل بسيط لتمرير الهواء، وإرسال رسالة نصية لصاحب السيارة، وإلى خدمة الدفاع المدني، توضح أنّ شخصاً ما داخل السيارة، إضافة إلى تحديد موقع السيارة لتسهيل الوصول إليه سريعاً.
وفي مسابقة «المفكر الناشئ» حصل مشروع المحفظة الإلكترونية، الذي صممته الطالبة ديما مبارك الأحبابي، من مدرسة أكاديمية المستقبل الدولية في العين، على المركز الأول، تتحدث ديما على فكرة مشروعها، قائلة: هو عبارة عن تطبيق ذكي يتيح للأهل المشاركة في عملية الشراء التي يقوم بها الأبناء عن بعد، حيث يقوم المستخدم بمعمل مسح لكود المنتج الذي يود شراءه، فيصل إلى الأهل إشعار بطلب الشراء، يوضح الإشعار موقع الابن، ومواصفات المنتج، ولا يمكن إتمام عملية الشراء باستخدام هذا التطبيق من دون الحصول على موافقة الجهة التي تلقت الإشعار المرسل، وهنا يستطيع الأهل مشاركة أبنائهم في اتخاذ قرار الشراء، وفي حال تمت الموافقة، يتم سحب المبلغ باستخدام التطبيق، من دون اللجوء إلى بطاقات الفيزا أو الدفع الفوري.
وحصل الطالب يوسف يعقوب من مدرسة ثانوية أبوظبي، على المركز الأول في مسابقة أصحاب الهمم، ولم تمنعه إصابته بمرض التوحد من تطوير مهاراته في تصميم الروبوتات عبر برنامج التصميم الرقمي من ليجو LEGO Digital Design، وقام بتصميم ربوت «دليل الكفيف»، مهمته مساعدة فاقدي البصر على الاستدلال على الأماكن، والتعريف بها، ويقوم بتنبيه مرافقه لوجود أجسام تعترض طريقه على مسافة نصف متر فأكثر، يقول يوسف: أحب تصميم الروبوتات كثيراً، و هذه ليست مشاركتي الأولى في ماراثون تقنية المعلومات، وفي العام الماضي حصلت على المركز الثاني.
و كان المركز الثاني في مسابقة عرض المشاريع الطلابية من نصيب مشروع (المدينة الآمنة) الذي قدمه طلبة مدرسة النشء الصالح الخاصة بالعين، وهم محمد وسام، محمد محمود، لورا عبد المقصود، ويتحدث محمد وسام عن أهمية مشروعهم، قائلاً: تخيل نفسك تقود مركبتك بسرعة عالية، وفجأة تصطدم بك سيارة أخرى، هل يمكن أن تتخيل مقدار خطورة هذا الحادث؟ وفي حالة أخرى لا تقل خطورة عن هذا الحادث تقوم سيارات الشرطة خلال ملاحقتها للمجرمين باستخدام عدة وسائل لإيقافهم كالأسلاك، الشائكة، وضرب زجاج المركبة الأمامي بالكرات الملونة حتى لا يتمكن السائق من إكمال طريقه أو الهرب، وجميع الطرق المذكورة قد تتسبب بحدوث خطر على حياة السائق والمحيطين به أيضاً، ومن هنا جاءت فكرة ابتكار آلية جديدة لإيقاف المركبات بطريقة آمنة، وتعتمد فكرة مشروعنا على استخدام بطاقة (RFID)، وحساسات الألوان (colors sensor) للقيام بهذه المهمة، فبمجرد مرور المركبة المطلوبة فوق هذه الحساسات، تقوم تلقائياً بقراءة معلومات السيارة عبر البطاقة التي تم تركيبها أسفل المركبة، ما يسهل إمكانية الوصول إلى السيارة وإيقافها بآليات آمنة.
وحصد طلاب مدرسة ثانوية التكنولوجيا التطبيقية بعجمان، وهم راشد الشامسي ومحمد العلي وعمار عمران وأحمد النعيمي، المركز الثالث في مسابقة عرض المشاريع الطلابية، ويتحدث راشد الشامسي عن فكرة مشروعهم، قائلاً: يعتمد المشروع على استعمال التكنولوجيا في المجال البيئي، ويوفر طريقة جديدة لدراسة تركيب ومكونات الهواء، وكمية تلوثه في أماكن مختلفة، وتساعد هذه المعلومات على تعريف وتوعية أفراد المجتمع بهذه المكونات، ومدى تلوثه في ظروف وأوقات مختلفة، أيضاً يستطيع المشروع تحسس وجود أي مركبات عضوية متطايرة، ويسجل نسبة تواجدها، ويتم تخزين جميع النتائج سابقة الذكر في قاعدة معلومات، وتعرض على خريطة «جوجل» التفاعلية.
ويوضح محمد العلي مراحل تصميم المشروع، قائلاً: قام فريق العمل في البداية بتحديد أماكن بعض المركبات الملوثة للهواء ودراسة تركيزها، ومن ثم تحديد المستويات الآمنة والخطرة في الجو، والاستعانة بلوحة تحكم رقمية من نوع (Arduino Uno) لقراءة مستوى تركيز المركبات، وتخزينها في الحاسب الآلي، وبعدها قمنا بتوصيل اللوحة الرقمية بالإنترنت، لكي يتم تخزين القراءات بشكل تلقائي في قاعدة بيانات سحابية، مع تحديد المكان والوقت الذي تم تسجيل مستوى التركيز فيه، وفي المرحلة الأخيرة من المشروع قمنا بتطوير البرنامج ليستطيع عرض البيانات على شكل تخطيط زمني، إضافة إلى استخدام خريطة «جوجل» للمدينة، لإظهار البيانات كنقاط معلومات» أو طيف لوني لمستوى التلوث.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"