الأفلام بتقنية الأبعاد الثلاثية مضيعة للوقت والمال

02:56 صباحا
قراءة 4 دقائق

لاشك أن الكثيرين منا أنفقوا الكثير من المال لمشاهدة الأفلام ذات الأبعاد الثلاثية في صالات السينما، ولتحقيق متعة المشاهدة كان لابد من وضع نظارة كبيرة الحجم، قد يكون البعض قد حولها إلى طرفة تثير الضحك نظراً لمنظرها المثير الذي يذكرنا بقصة ليلى والذئب .

البعض لم تحقق له تلك الوليمة البصرية الممتعة المنشودة، بل وشكى الكثيرون منهم بعدم الرضا والاستياء الشديد لأنهم شعروا بأنهم أضاعوا وقتهم وجهدهم على شيء من دون قيمة . وفي الواقع أن الكثير من الأفلام الحديثة بالكاد تتمتع بمؤثرات ثلاثية الأبعاد، وبعضها الآخر تصبح جودتها أقل عندما يتم تحويلها إلى نظام ثري دي .

إذا كنت قد حضرت فلمي بروميثيوس وأمايزينغ سبايدرمان بتقنية ثري دي، فإنك ستنصح أصدقائك حتماً بتوفير أموالهم ومشاهدتها بالصورة العادية، حيث إن الخدع البصرية ثلاثية الأبعاد لا تعزز من متعة المشاهدة بل تزيدها سوءاً .

سلطنا الضوء على هذين الفيلمين لأنهما يستخدمان نوعاً جديداً من كاميرات بتقنية الثري دي التي تنتجها شركة 3litiy ، التي سرعان ما أصبحت معياراً لصناع السينما الذين يتطلعون إلى الخوض بعوالم ثلاثية الأبعاد . حيث إن معالج الصور المجسمة في الكاميرا الذي يعرف باسم SIP يمنح شركات الإنتاج والاستوديوهات القدرة على تصوير مشاهد ثلاثية الأبعاد بكل سهولة، وبالطريقة ذاتها التي تستخدم لتصوير مشاهد بالأبعاد الثنائية، ما يمنح هذه الجهات خيارات متعددة لإعطاء أفضل المشاهد .

تكمن المشكلة بأن الاستوديوهات نمطية جداً في عملها ومترددة عندما يتعلق الأمر بتصوير مشاهد ثري دي عميقة بتأثير كامل، وهذا الأمر ينعكس على المشاهد في دور العرض والذي سيشعر بعدم الرضا عن هذه التأثيرات البصرية .

يقول ستيف سيكلير الرئيس التنفيذي لشركة 3litiy، إن الأفلام ثلاثية الأبعاد يمكنها استخدام نحو 4 في المئة من عرض الشاشة لتعزيز التأثيرات البصرية، لكن معظم الأفلام التي تعرض في دور السينما تستخدم نصف في المئة من عرض الشاشة، وهي بالكاد تمتع المشاهدين .

يعود سبب استخدام شركات الإنتاج لمؤثرات ثري دي ضعيفة، إلى أنهم يخشون من أن يشتكي الجمهور من عدم الارتياح وهم يشاهدون الفيلم، حيث إن الأفلام بتقنية الأبعاد الثلاثية القديمة كانت أكثر دراماتيكية وأكثر عمقاً، لكنها تؤذي العينين . ويشير سيكلير إلى أن التقنية الجديدة في الكاميرات لا تعاني المشاكل ذاتها، ويمكن تعميق المؤثرات إلى ثلاث أضعاف ما هي عليه من دون إحداث تأثير في جودة الصورة أو المشاهدة .

ويؤكد سيكلر أن خيار مشاهدة الأفلام بأبعاد ثنائية سيبقى هو الأفضل لأولئك الذين يتحسسون من مشاهدة الأفلام ثلاثية الأبعاد .

ويقول سيكلير إن دور عرض السينما غايتها ربحية وهي تريد حشد أكبر عدد ممكن من المشاهدين في صالة العرض، حيث إن الاستمتاع بتأثير ثري دي أعمق يتطلب من الشخص الجلوس في المقاعد الخلفية لمشاهدة أفضل، ما يعني أن دور العرض يجب ألا تبيع تذاكر للمقاعد الأمامية، لكنها بهذه الطريقة ستخسر الكثير من الأموال .

وقد كان سيكلير صريحاً تماماً عند تقييمه لأفلام الثري دي، مشيراً إلى أنه لن يدفع مالاً لحضور فيلم بتقنية الأبعاد الثلاثية لا يختلف كثيراً عن مشاهدته بأبعاد ثنائية، ويضيف: عندما أدفع مالاً كثيراً مقابل مشاهدة فيلم، فأنا أريد تجربة أفضل وليس العكس .

وانتقد سيكلير فيلم سبايدر مان لأن شركة الإنتاج كانت نمطية عند استخدام المؤثرات ثلاثية الأبعاد، حيث كانت تعتمد على نماذج التحويل التقليدية والتي يأتي دورها بعد الإنتاج لتغيير الفيلم إلى ثلاثي الأبعاد .

يذكر أن خيار الثري دي كان ومازال يمثل نعمة مالية ضخمة لصناعة السينما، ما سمح لدور السينما تبرير ارتفاع أسعار التذاكر، حيث إن سعر التذكرة لمشاهدة فيلم عادي تكلف 14 دولاراً في مدينة نيويورك، في حين أن تذكرة فيلم ثري دي قد يتجاوز عن 18 إلى 28 دولاراً .

وبطبيعة الحال هنالك بعض الأفلام يحبذ مشاهدتها بتقنية ثري دي، خصوصاً تلك المعدة للأطفال ورسوم الكارتون ثلاثية الأبعاد .

بالنسبة لكثير من الأفلام الضخمة مثل سبايدر مان وبروميثيوس، فإن العديد من رواد السينما بدأوا يدركون أن التقنيات الثلاثية الأبعاد ما هي إلا أداة تستخدمها شركات الإنتاج لانتزاع الأموال عنوة من المشاهدين مقابل جودة رديئة، خصوصاً عندما نذكر الإصدار ثلاثي الأبعاد من فيلم صراع الجبابرة أو Clash of the Titians والذي أصبح مثلاً على المؤثرات البصرية الضعيفة، ومع عدم وجود وليمة بصرية مذهلة في الأفلام، لن نفاجأ أبداً في حال عزوف الجمهور عن رؤيتها بتقنية الثري دي .

إنه من غير المعقول أن تستمر تقنية ثري دي على ما هي عليه، إذ يمكن لهذه التقنية أن تعزز المؤثرات البصرية في الفيلم في حال استخدامها على الوجه الصحيح، إذ يمكن من خلال كاميرا TS-5 التي تتضمن معالجاً دقيقاً للصور، تصوير مشاهد ثلاثية الأبعاد وبتأثير أكبر وأفضل، حيث تستطيع محاذاة الصور بشكل صحيح .

في الماضي كان المخرجون يصورن مشهداً، ثم يوقفون التصوير لتغيير عدسة الكاميرا بشكل متكرر لالتقاط المشهد ذاته من أبعاد مختلفة، ما يتطلب وقتاً أطول لإنهاء التصوير، أما من خلال كاميرات بتقنيةSIP يمكن تصوير المشاهد ثلاثية الأبعاد بوقت أقل ومن دون تغيير العدسة، وهذا يوفر الملايين من الدولارات عند الإنتاج، كما أن هذه التقنية سهلة الاستخدام، ولا تتطلب من المخرجين تعلم طرق أخرى للتصوير .

يقول ستيف سيكلير إنه لا يزال هنالك أمل في تحسن مستوى الخدع البصرية ثلاثية الأبعاد، حيث إن فيلم هوبيت يعد أول فيلم يتبنى تكنولوجياSIP ويستفيد من قدرات الكاميرا بشكل كامل لتصوير مشاهد ثلاثية أبعاد أفضل، كما أن فيلم غاتسبي العظيم من بطولة ليوناردو ديكابريو سيستخدم التقنية ذاتها .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"