الألعاب الإلكترونية.. متعة تنتهي بعزلة

مراحلها الطويلة تصعّب الاستغناء عنها
02:38 صباحا
قراءة دقيقتين
العين: هديل عادل

أجرت ست طالبات من قسم الاتصال الجماهيري بجامعة الإمارات، دراسة بحثية حول الألعاب الإلكترونية بتقنية الواقع الافتراضي، التي انتشرت مؤخراً بين أوساط الشباب والمراهقين. وتجيب الدراسة عن سؤال مهم حول سبب إقبال الناس عليها، ومدى تأثيرها في حياتهم، وتعد «ببجي» و«فورت نايت» من أكثر ألعاب الفيديو التي انتشرت، وتعتمد على الاتصال بالإنترنت، وتتيح للاعب فرصة اللعب مع أصدقائه.
تقول سارة جامع، رئيسة الفريق البحثي: من خلال ملاحظتنا لأوساط الشباب والمراهقين من الإناث والذكور، وجدنا أن صيف 2018 تميز بإقبال كبير من قبل هذه الفئة على هذه النوعية من الألعاب، مما جعل من الصعب الاستغناء عنها مع بداية العام الدراسي الجديد، وهذا ما دفعنا للبحث عن سبب إقبال الناس عليها، وتأثيرها في حياتهم الشخصية والاجتماعية. واستخدمت الدراسة التي شاركت فيها بالتعاون مع زميلاتي عليا المولا ومريم الحمادي وسارة البريكي وشيخة الشامسي وواعلة الأحبابي، منهجية البحث الاستقصائي، وشملت الفئة العمرية من 16 إلى 24 سنة، بمشاركة 115 شخصاً، حصلنا على آرائهم عبر الاستبيانات والمقابلات الشخصية.
وتقول عليا المولا: طرحنا ست فرضيات تتناول هذا الموضوع من عدة جوانب، هي الوقت الذي يقضيه اللاعبون في اللعب الاجتماعي كل يوم، ومقارنته بالمدة التي يقضونها مع أسرهم، تأثير هذه الألعاب في نشاطهم اليومي، ومهارات الاتصال لديهم، وتفاعلهم مع أصدقائهم في الألعاب الواقعية، ومقارنة الزمن الذي يقضيه اللاعبون من الذكور الإناث في اللعب.
وتقول مريم الحمادي: أظهرت الدراسة أن السبب الرئيسي لإقبال الشباب والأطفال على هذه الألعاب، البحث عن المتعة الجماعية، والتخلص من الشعور بالقلق والضغوط، سواء كانت عائلية أو دراسية أو وظيفية. وأكدت الدراسة أنه من الصعب تقنين وقت هذه الألعاب، لأن مجريات اللعبة تفرض ممارستها لأوقات طويلة، وإذا لم يكن مستوى اللاعب جيداً، تنخفض درجته تلقائياً، ما يدفعه للعب وقتاً أطول حتى يرتقي بمستواه، وهذا ما يفسر طول الفترة التي يقضيها اللاعبون في اللعب، مما ينعكس على نشاطاتهم اليومية ومهاراتهم في الاتصال، وتفاعلهم مع أصدقائهم في الواقع، كما أظهرت أن الذكور يقضون وقتاً أكثر في هذه الألعاب من الإناث، حيث يقضي اللاعبون أكثر من ست ساعات يومياً، أما اللاعبات فيقضين أقل من ساعتين.
وتشير شيخة الشامسي إلى أن الإفراط في هذه الألعاب يؤثر بشكل سلبي في الحياة اليومية للشباب والمراهقين، وتجعلهم في عزلة اجتماعية، وتدفعهم للإهمال في واجباتهم العائلية، والعيش ‏في عالم افتراضي من خلال الصداقات التي تتم عبر تكوين الفرق المشاركة، والتي ينخرط فيها الشباب من دول العالم كلها، مما يسبب نوعاً من الإدمان، ويؤثر في مستوى التفكير والتركيز والانتباه، مما يتطلب وجود رقابة من قبل الأهل للتوعية بهذه الأضرار، ومعرفة نوعية الألعاب التي يمارسها أبناؤهم، وعدد ساعات اللعب، مع التوجيه لاهتمامات مفيدة مثل القراءة والرياضة وغيرها من الأنشطة التي تعود بالفائدة النفسية والاجتماعية على الشخص بعيداً عن مخاطر الألعاب الإلكترونية وإدمانها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"