الإعلاميون يبحثون عن جوانب الإصلاح

بمشاركة 20 دولة عربية
14:41 مساء
قراءة 4 دقائق

بحضور قرابة 600 شخص من المفكرين والمثقفين والإعلاميين في مصر والعالم العربي، يمثلون 20 دولة عربية، حاول المشاركون في مؤتمر الإعلام العربي والديمقراطية والمسؤولية المجتمعية الذي عقد بمكتبة الإسكندرية مؤخراً، البحث عن جوانب الإصلاح في الإعلام العربي، في إطار من الحوارات والمناقشات الساخنة حول قضايا الإصلاح العربي.

ناقش المؤتمر عدة تقارير، تضمنت خمسة محاور تناولتها فعاليات المؤتمر، على مدى ثلاثة أيام، وهي الإعلام بين الحرية والمسؤولية، الإعلام العربي بين الاحتراف والتوجهات السياسية، دور الإعلام والمجتمع المدني في تحقيق الممارسات الديمقراطية، الإعلام من أجل المواطنة وحقوق المجتمع، الإعلام الإلكتروني والفضائيات والسماوات المفتوحة.

المؤتمر جاء استمرارا لجهود مكتبة الاسكندرية في نشر الوعي بأهم قضايا حدود حرية الكلمة وما يتبع ذلك من حماية الفرد والمعتقدات، وكذلك تأكيد العلاقة بين الديمقراطية وحرية الصحافة وحق المواطن من كل هذه القضايا بقصد تسليط الضوء على دور المجتمع المدني والجهود المبذولة لتحسين أحوال الأجيال الشابة.

يؤكد د. إسماعيل سراج الدين، مدير المكتبة، أن رفع شعار الإصلاح السياسي والإعلامي، جاء منبثقا عن وثيقة الإسكندرية التي انفردت بهذه النظرة الشاملة لافتا إلى أن الإصلاح ينبغي أن تتم المطالبة به بتقوية المجتمع المدني والسماح له بأن يلعب دورا كاملا في المجتمع مع وضع أولويات في تنفيذ المبادرات والبدء من أسفل إلى أعلى.

ويشدد سراج على ضرورة إتاحة المعلومات وزيادتها، لأنه من دونها لن تتحقق الشفافية.

وحرص المشاركون في محور الإعلام بين الحرية والمسؤولية، التأكيد على أهمية تدعيم ثقافة الديمقراطية، بكسر ثقافة الخوف، خاصة أن الديمقراطية تنشأ في بيئة مواتية لإعلام حر، وعلى خلفية أن الحرية تعني الكثير بالنسبة للإعلام ومرتكز أساسي للإعلامي في سعيه من أجل الوصول إلى المحتوى الذي يسعى لصياغته.

وأكد المشاركون في هذا المحور أن الحرية الإعلامية هي ضمانة الديمقراطية ومؤشر موثوق به للحكم على مدى النضج الديمقراطي، داعين إلى أن يكون للمؤسسات الإعلامية الحق في الانتفاع بمصادر المعلومات وحرية التعبير في النشر.

وفيما يتعلق بمحور الإعلام العربي بين الاحتراف والتوجهات السياسية، فقد عرضت مقررة المحور، داليا عاصم، مناقشات حضور المحور، حيث أكدوا أن حرية الكلمة تقود إلى الخطاب الإعلامي بكل مكوناته من صياغة الخبر وتحليله والتعليق عليه، وإلى الخطاب الفكري الذي يعد مقياسا للوضع الديمقراطي في المجتمع؛ لافتة إلى أن الإعلام العربي يشهد ظاهرة دخول رأس المال ورجال الأعمال بامتلاكهم الصحف والقنوات الفضائية الأمر الذي يعكس دور الإعلام في تحسين الأداء السياسي.

وعن المحور الثالث، وهو دور الإعلام والمجتمع المدني في تحقيق الممارسات الديمقراطية، شدد المشاركون على أن الديمقراطية هي اختيار بين الكفاءات بما لدى كل منها من مقومات إدارية وقيادية لتحقيق مصالح الشعب.

وتناول المحور الرابع الإعلام من أجل المواطنة وحقوق المجتمع، وطالب خلاله المشاركون بضرورة أن يحقق الإعلام حق المواطنة، وأن يشارك المجتمع كله بمختلف فئاته وتوجهات أفراده في تعزيز هذا الحق، بمختلف وسائله، لما له أهمية بالغة في تعزيز الهوية الوطنية، فضلا عن المطالبة بأن يغير الإعلام العربي ممارسته لتبرير سلوكيات قد تنال من حقوق مشاهديه.

أما المحور الخامس فتناول الإعلام الالكتروني والفضائيات والسماوات المفتوحة، ودعا المشاركون فيه إلى ضرورة وجود مادة إعلامية تتصف بالديمقراطية والموضوعية في الإعلام الالكتروني، مطالبين بالتعجيل بتطوير محركات بحث بالعربية للاستفادة القصوى من تقنيات الإعلام، وبث برامج تهدف إلى بث قيم الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر.

ومن جانبها اعتبرت الكاتبة الكويتية، سهام الفريح، أن الحرية شرط أساسي للتنمية البشرية، كما أن الإعلام هو الوسيلة الوحيدة لحماية الحرية والتي تتمثل في منح الشعوب حرية الحصول على المعلومة وإبداء الرأي والنقد، في هذه الحالة فقط نستطيع أن نقول إن الإعلام العربي قائم بدوره على الوجه الأمثل.

وتساءلت الفريح عن دور الصحافة العربية في كشف الفساد، ودور وسائل الإعلام في توعية الشباب بالقضايا الاساسية المتصلة بهم وبمجتمعاتهم.

أما الكاتب الليبي أحمد إبراهيم الفقيه، فتناول مفهوم الإعلام الفضائي بإيجابياته وسلبياته وكيفية التعامل مع المعلومات والثقافات الواردة من الخارج. وعن قضية امتلاك الإعلام، ذكر الفقيه أن السوق الحر في الغرب هو من يملك الإعلام، من يعجز عن إطلاق محطة تلفزيونية له أن يطلق محطة إذاعية على الإف. إم، كما أنه رغم من احتكار بعض المؤسسات لمساحة كبيرة من الإعلام الأمريكي، فإن ذلك لم يمنع الحضور القوي للآراء والتوجهات المختلفة.

وأعطى مثالا المفكر والأكاديمي نعوم تشومسكي الذي يعارض السياسات الأمريكية العسكرية منذ حرب فيتنام وحتى الآن. وأعرب عن تأييده لزيادة عدد الفضائيات الخاصة في المنطقة العربية معلنا أنها خير وبركة للشعوب العربية لمجابهة السياسات الفوقية التي تأتي من السلطات.

ومن الجلسات الساخنة في المؤتمر، تلك التي ناقشت الإعلام وحق التعبير عن المصالح الخاصة، والتي طالب خلالها الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بضرورة إطلاق حرية التنقل وحرية إرسال واستقبال المعلومات وحرية الاعتقاد وحرية إقامة الشعائر الدينية وغيرها من الحريات.

أما الكاتب الصحافي المخضرم جهاد الخازن فقال: يفترض أن تكون حرية الكلام مسلّمة، إلا أننا لا نزال نبحث عنها في العالم العربي، ومنها حرية التعبير، التي ينبغي أن تتوقف عن احترام الآخر، وأن تكون المعلومة صحيحة.

وزير الإعلام المصري الأسبق، محمد فائق، أكد أهمية دور الإعلام في التوجيه والمشاركة وتعزيز الديمقراطية، إلا أن هذا الدور قد تضاءل، حسب قوله، بسبب القفزة الكبرى في هذا المجال. ولن يستطيع الإعلام أداء دوره إلا من خلال مناخ من الحرية، بعيدا عن هيمنة الحكومات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"