البشاعة الجذّابة دعوة للتأمل والتفكر

تنتشر بين الحيوانات
12:31 مساء
قراءة دقيقتين

ليس الجمال دائماً عنواناً للتأمل، بل يمكن أن تكون البشاعة مادة للتفكر والتدبر في عالم المخلوقات.

فكما توجد مخلوقات جميلة وجذابة توجد كائنات شنيعة المنظر ومنفرة، وإذا كانت بعض الحيوانات تتصف بشيء من الجمال والحنان، فإن البعض الآخر لم يؤت شطر الحسن على الاطلاق لكنه قادر على التخفي والمواجهة، فعلى سبيل المثال نجد ان سمكة العلجوم التي تشبه قطعة مرجان نالت اسماً هو شيطان البحار، وتعيش في كل قارات العالم، ويبلغ طولها حوالي 30 سم تقريباً، وتكثر في غرب القارة الاسترالية، ومن ينظر إلى الزوائد التي تنبت على رأسها يظن أنها شجيرة صحراوية، علماً بأن السمكة نفسها لا تكترث كثيراً لهذا الأمر، بل كل ما يهمها هو القدرة على التخفي أو الذوبان في الوسط الذي تعيش فيه، فعندما تربض على الأرض الرملية تحت البحر فإنها تشبه إلى حد بعيد صخرة مغطاة بالمرجان، أما اعداؤها الذين يتربصون بها، فلا يرون في المكان إلا النيران.

أما الخفاش ذو الأنف الانبوبي، الذي يعيش في المحيط الهادي، وبالتحديد في الفلبين، فهو أشد شبهاً بدراكولا أو بجولام صاحب الشخصية الشنيعة البشعة في فيلم ملك الخواتم.

ولكن اذا كان هذا الخفاش المسكين يمتلك رأساً وحشياً، فطوله يتعدى بالكاد 15 سم، فمن الذي قال إن كل ما هو صغير يجب ان يكون جميل المحيا؟

واذا انتقلنا إلى نوع آخر من الحيوانات البشعة، فسنقع على فيل بحر الجنوب البالغ طوله 5 أمتار. والشيء الغريب في شكل هذا الحيوان، هو خرطومه شديد الارتخاء الذي يشغل حيزاً مهماً من وجهه، ويعتبر هذا الخرطوم سلاح فيل البحر الفتاك، الذي يوقع به بإناث هذا النوع من الحيوانات، حيث يخرج به امامهن، وكأنه فارس شاهر سيفه، فيكفكف به غرور الذكور من جنسه، ويدهش به تمنع الاناث.

والآن إلى حيوان بحري آخر يشتهر ببشاعة وجهه، وهو شفينن البحر الفهد، الذي يتراوح طوله بين 2 - 3 امتار، ويعيش هذا الحيوان في المياه الاستوائية، وتحت الاستوائية، وما يميزه حقاً هو عيناه، وفمه المتهدلة في شكلها، ومثل غالبية هذا النوع، يمتلك شفينن البحر شوكة عند مستوى الذيل، يمكنها نقل السم الزعاف لمن يلمسها، حيث تبدو مؤلمة جداً للانسان. اذا ما لمسها، وربما تودي به إلى حتفه.

وأخيراً وليس آخراً إلى البشع الجذاب، أو ما يسمى الاوكاري الاصلع الذي يعيش في غابات امريكا الجنوبية.

وعند النظر اليه، يظن المراقب ان هذا القرد خطر أو يحمر خجلاً، علماً بأنه حيوان مسالم جداً، لدرجة ان بعض القبائل الهندية، جعلت من الاوكاري رفيقاً مؤانساً يصطحبونه في حلهم وترحالهم.

ويعد الاوكاري من الحيوانات المهددة بالانقراض، وفق ما اعلنه الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، وسبب ذلك هو التدمير المنظم للغابات الامازونية، التي تعد المأوى الأخير للأوكاري.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"