التطعيمات تنقذ حياة 5 .2 مليون شخص سنوياً

13:02 مساء
قراءة 7 دقائق

أظهرت إحصاءات منظمة الصحة العالمية، أن 2 .2% من السيدات في دولة الإمارات العربية المتحدة مصابات بفيروس الورم الحليمي البشري الذي يؤدي إلى سرطان عنق الرحم، وان ما يتراوح بين 50 و55 سيدة إماراتية يتم تشخيصها كل عام بهذا السرطان . من ناحية أخرى، تسبب فيروس الروتا في حدوث 111 مليون حالة التهاب معوي حاد على المستوى العالمي كل عام، وتشير التقديرات إلى أن 4 من كل 000 .100 طفل تحت سن الخامسة في الدولة يموتون كل عام بسبب هذا الفيروس .

تظهر الدراسات المحلية أنه تم تطعيم 92% من مواطني الإمارات العربية المتحدة ضد أمراض الدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي، كما حصل 92% من سكان الإمارات على التطعيم ضد الالتهاب الكبدي الفيروسي B، بعد أن كان 0% عام ،1992 كما بلغت نسبة التطعيم ضد الحصبة 92% بين الإماراتيين، بينما حصل 94% على تطعيم شلل الأطفال .

وأدى استخدام التطعيمات على نطاق واسع، إلى منع أكثر من 30 مرضاً معدياً شائعاً على مستوى العالم، مع تفادي الإصابة بحالات العجز الدائمة التي تصاحب المريض طوال حياته .

كما أظهرت الأبحاث أن زيادة الوعي سوف تؤدي إلى انخفاض معدلات انتشار الأمراض الخطرة، بالإضافة إلى منع العجز والإعاقة الجسدية التي قد تصاحب المريض مدى الحياة، مع إنقاذ حياة 5 .2 مليون شخص كل عام .

وقد تم الكشف عن هذه الارقام والنسب خلال الملتقى الصحفي الذي نُظم مؤخراً في دبي بالتعاون مع وزارة الصحة لمناقشة أهمية التطعيمات وتأثيرها في الصحة العامة، ورفع الوعي بخطورة فيروس الروتا وفيروس الورم الحُليمي البشري (HPV) وبالأمراض المنتشرة لتحسين الصحة العامة بين مواطني الدولة، وذلك في محاولة لدعم أسبوع العالمي للتطعيم الذي أطلقه المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية .

ووصف مازن التاروتي العضو المنتدب لشركة MSD الخليج المنظمة للمؤتمر أسبوع التطعيم الإقليمي بأنه من المبادرات المهمة للغاية، مشيراً إلى دور التطعيمات في إنقاذ الأرواح وتحسين نوعية الحياة، وقال نحن ندرك أهمية التركيز على الأمراض التي تؤثر في المجتمعات، وهذا العام قررنا أن نركز على فيروس الروتا وفيروس الورم الحليمي البشري، الذي يمكن تفادي الإصابة بهما وإنقاذ حياة مئات البشر في الإمارات، إذا تم تناول التطعيمات المضادة لهما .

فيروس الورم الحليمي وسرطان عنق الرحم

وعن خطورة فيروس الورم الحليمي ومعدلات انتشار سرطان عنق الرحم في الدولة قالت الدكتورة آن فيليب استشارية أمراض النساء والتوليد في مؤسسة كامبريدج شاير: إن فيروس الورم الحليمي البشري هو واحد من أكثر الفيروسات انتشارا التي تؤثر في النساء في جميع أنحاء العالم، حيث تصاب 8 سيدات من كل 10 بفيروس الورم الحليمي البشري على الأقل مرة واحدة في حياتهن، وفي كثير من الحالات أكثر من مرة، بعض سلالات فيروس الورم الحليمي البشري تعرض النساء لخطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، حيث وُجد أن 99% من جميع حالات سرطان عنق الرحم سببها هذه السلالات .

وأضافت: يعد سرطان عنق الرحم ثاني أنواع السرطان انتشارا بين الإناث بعد سرطان الثدي في دولة الإمارات بشكل عام، حيث يتم تشخيص ما بين 50 و55 امرأة بسرطان عُنق الرحم كل عام، وإذا استمر انتشار فيروس الورم الحليمي البشري بهذه الصورة، فإن تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن معدل انتشار سرطان عنق الرحم قد يصل لأكثر من 300% بحلول ،2025 مع تزايد الوفيات بنسبة تتجاوز 200% خلال الفترة نفسها، فسرطان عنق الرحم هو أحد أنواع السرطان التي يمكن الوقاية منها، ومن هنا تبرز أهمية زيادة الوعي بهذا التطعيم لمنع هذه الأرقام الخطرة من أن تصبح حقيقة واقعة .

ولفتت الدكتورة آن إلى خطورة الفيروس وقالت إنه معد للغاية ويصيب النساء والرجال، إلا أن خطورته تزداد عند إصابة المرأة الحامل به، حيث ينصح الأطباء الإناث فوق سن الثامنة عشرة بالكشف مرة كل عامين على الفيروس، كما يقوم بهذا الفحص في أمريكا مرة كل عام وفي الفلبين مرة كل 6 أشهر، ويجب أن يبدأ التطعيم عند عمر ،17 ويؤخذ على 3 جرعات .

وعن أعراض الفيروس قالت: معظم المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري لا يتعرضون لأي أعراض أو مشكلات صحية على الإطلاق، وفي معظم الحالات قد لا يعرفون أنهم مصابون بفيروس الورم الحليمي البشري، نظام المناعة في الجسم يزيل فيروس الورم الحليمي البشري في غضون سنتين، ومع ذلك ليس هناك طريقة لمعرفة ما إذا كان المصابون سوف تتطور لديهم الأعراض أو المضاعفات أم لا، حيث إن هناك سلالات معينة من فيروس الورم الحليمي البشري يمكن أن تسبب الثآليل التناسلية في الذكور والإناث، وفي بعض الحالات النادرة إذا لم تعالج يمكن أن يسبب ثآليل في الحلق .

وأضافت: يمكن لأنواع فيروس الورم الحليمي البشري أن تسبب تحوراً في الخلايا الطبيعية في الجسم مما يؤدي إلى السرطان، مثل سرطان عنق الرحم المرتبط بشكل شائع مع فيروس الورم الحليمي البشري، وقد يؤدي لسرطانات أخرى مثل سرطانات الفرج والمهبل والقضيب والشرج، والبلعوم، السرطان الذي يحدث في الحلق ويؤثر في اللسان واللوزتين .

وأوضحت الدكتورة آن انه لا يوجد حالياً أي عقار لعلاج تلك العدوى الفيروسية، إلا أن هناك العديد من التدابير الطبية التي يمكنها الحماية من الأمراض ذات الصلة بالفيروس منها، كالكشف المنتظم الذي يمكن تفادي الإصابة بسرطان عنق الرحم، إذا قامت السيدات بالكشف المنتظم والخضوع لاختبار Pap بأخذ مسحة من عنق الرحم وتحليلها، أيضاً الخضوع للتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي الذي يعد أسلوباً مبتكراً في مكافحة سرطان عنق الرحم الذي تسببه أنواع معينة من فيروس الورم الحليمي، إضافة إلى التدريب من خلال تحسين فهم الأطباء لسرطان عنق الرحم وعلاقته بفيروس الورم الحليمي يعد من الأمور الرئيسية لمواجهة تلك المشكلة الصحية .

فيروس الروتا

من جانبه، تحدث الدكتور كيثار سارافانان استشاري طب الأطفال بمستشفى مديكلينيك سيتي بدبي عن خطورة فيروس الروتا، وقال: فيروس الروتا هو أكثر أنواع الفيروسات المسببة للإسهال المعوي انتشارا بين الأطفال الرضع في جميع أنحاء العالم، حيث يصيب كل الأطفال في الشرق الأوسط تقريبا أكثر من مرة قبل سن الخامسة، وذلك لعدم وجود الوعي الكافي والتطعيم ضد هذا الفيروس، فمن خلال رفع الوعي بأهمية تطعيم الأطفال ضد هذا الفيروس يمكن الحد من انتشار هذا المرض بشكل كبير وحماية الأجيال القادمة من مواطني الدولة .

وأضاف: هناك اعتقاد شائع بأن هذا الفيروس ينتشر في الدول النامية فقط، وهذا غير صحيح فهو ينتشر في الدول المتقدمة أيضاً إلا أن الدول النامية تصاب به بكثرة، وهناك أكثر من 100 دولة لديها ترخيص بالتطعيم ضد هذا الفيروس، كما أن 63 دولة لديها جدول خاص بالتطعيمات، و111 مليون حالة من أمراض المعدة والتهاب الأمعاء تصيب الأطفال، وأعراض هذا الفيروس، تتضمن الحمى، القيء، الإسهال المائي الذي يستمر من 3 إلى 9 أيام، ويمكن لهذه الأعراض أن تتطور بسرعة لتؤدي إلى فقدان كبير في سوائل الجسم، مما ينتج عنه الجفاف وفي الحالات الحادة التي تصيب الرضع في المرحلة العمرية من 6 شهور حتى سنتين، يعاني الطفل من 20 حالة إسهال وقيء في اليوم الواحد مما قد يؤدي إلى الموت . وأشار الدكتور كيثار إلى توفر هذا التطعيم في الدولة، ضمن التطعيمات الخيارية التي تقترح للوالدين، وقال إنه يؤخذ على 3 جرعات فموية كل 6 أسابيع و14 أسبوعاً، والجرعة الأخيرة بعد 8 أشهر، حيث إن 98% من الأطفال تمت حمايتهم من التهاب المعدة والأمعاء في مستشفى ستي دبي .

عوامل التدخل الطبي

وعن العوامل الرئيسية للتدخل الطبي تحدث البروفيسور واصف محمود رئيس قسم الصحة العامة والسلامة بهيئة الصحة بدبي وقال: إن التطعيم هو أحد أهم الإنجازات الطبية، حيث حدث تراجع عدد الوفيات في الإمارات منذ 5 سنوات، وذلك نتيجة التطعيم والتغطية المحلية الكبيرة حول التطعيم وأهميته، كما يعد تطعيم الكبار من الضروريات، حيث تشير النسبة إلى أن 75% من الكبار لا يتم تطعيمهم، ويعد التطعيم للكبار وقاية من أمراض كثيرة وتوفر مناعة لمن حولهم .

وأشار البروفيسور إلى الدراسات التي تم إجراؤها، تفيد بانخفاض الإصابة بفيروس التيتانوس والروبيلا إلى 75% والكبد الوبائي فئة أ، ب إلى 95% إذا تم تطعيم الكبار، كما أن قطاع الخدمات في هيئة الصحة يقوم بمراقبة الأشخاص المواطنين أو المقيمين لمعرفة مشكلاتهم الصحية، ومدى خطورتها، وماهي التدخلات التي يجب القيام بها وغيرها من الإجراءات .

وعن الإرشادات الخاصة بالتطعيم، قال: هناك كتيب إرشادي متوفر في بعض المستشفيات والعيادات الخاصة، فيه جميع المعلومات الخاصة بالتطعيم وأنواعه، والتوصيات الخاصة بالتطعيم التي يجب اتباعها من قبل المستشفيات والعيادات، كما يتحدث عن التطعيم الخاص بالمدارس، وتطعيم الكبار، إضافة إلى توفر نظام تذكيري للأسر بإحضار أولادهم للتطعيم، حيث إن 41% من القطاع الخاص لا يتوفر لديه هذا الإنذار ولم يتمكن المرضى من الحضور، و48% من المستشفيات لا تمتلك هذا الإنذار، و64% من العيادات ليس لديها أي نوع من الاستطلاعات الخاص بالتطعيمات أو بالأعراض الجانبية، و41% من الأشخاص تم تطعيمها من قبل موظفين غير مختصين بالتطعيم .

وأضاف: على العيادات الخاصة أن تتوفر فيها الشروط اللازمة بالتطعيم، كتقديمات الخدمات الخاصة للأطفال، استخدام الكتيب واتباع الإرشادات الموجودة فيه، إضافة إلى الالتزام بكل المعايير، والعيادات التي لا تلتزم بالمعايير الخاصة بالتطعيم يسحب منها الترخيص، توافر جدول للتطعيم في جميع العيادات .

ولفت البروفيسور واصف إلى التوصيات التي تم وضعها منها، تحسين التقارير الخاصة بالتطعيمات، مراقبة المستشفيات والعيادات بمدى التزامها بالمعايير، التعاون بين الخدمات الخاصة بالتطعيم والهيئات الصحية، على العيادات الخاصة بالتطعيم أن تستوفي الشروط اللازمة للحصول على الترخيص بالتطعيم، أن تكون هناك معايير خاصة لتوحيد سياسات التطعيم، مراقبة العاملين .

تحديات التطعيم

ومن جانبه، تحدث الدكتور يعقوب حداد مدير الشؤون العامة والسياسات لشركة MSD بالشرق الأوسط، عن تحديات التطعيم، والدول التي لا يتوافر لديها التطعيم، قائلاً: الكثير من الأمراض الفيروسية التي ستنتشر اذا لم يتم تناول التطعيمات اللازمة، كمرض الحصباء، وشلل الأطفال، والتي أظهرت الدراسات بأن التطعيم بأن نحو مليون ونصف المليون من الأشخاص تم منع إصابتهم بالحصباء وشلل الأطفال نتيجة التطعيم، و95% من حالات شلل الأطفال في العالم تم وقفها .

وأضاف: يجب الالتزام بالتطعيمات للوقاية من الأمراض، والمعرفة بالتطعيمات الجديدة والبرامج الخاصة بالتطعيمات، حيث أظهرت الدراسات أن 58% من وفيات الأطفال بسبب الأمراض المعدية، وأكثر الأمراض انتشاراً بين الأطفال أمراض الأمعاء والبطن، والروبيلا، التي تزيد من الدخول للمستشفيات، والإصابة بالإعاقات، تقصير العمر، انتشار الأمراض، إضافة إلى تأثيرها في المجتمع والاقتصاد .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"