الحرف اليدوية أقوى من المتغيرات

أتقنها الأجداد وتوارثتها الأجيال
02:19 صباحا
قراءة 4 دقائق
أبوظبي: علي داوود

الإمارات في طليعة الدول الأكثر اهتماماً بالحرف والصناعات التقليدية الشعبية، حيث تمثل هذه الحرف والصناعات الجانب المنتج في المجتمع كونها تتداخل في مدلولها العام مع مفهوم الصناعات التقليدية وما يؤكد ذلك أن الدولة غنية بتراثها الحضاري الذي ورثته عبر مختلف مراحلها التاريخية والحضارية، ويظهر كل ذلك جلياً في تعدد الفنون الشعبية والحرف والمصنوعات التقليدية التي تعكس ذوقاً فنياً وتراثاً غنياً، وتمثل هذه الحرف مورد رزق للكثير من الناس.
يشير سالم محمد الفلاسي إلى أنه ظل يهتم بعمل الحرف اليدوية منذ أيام الصغر وخاصة القرقور التي تستخدم في صيد السمك فهي حرفة تعتبر جميلة وممتعة لدى مجتمعنا والتي ورثناها عن الآباء والأجداد بمختلف مراحلها التاريخية والحضارية، ويظهر ذلك بوضوح في الحب الكبير لتلك الحرفة لدى أجيالنا فهي تعكس ذوقاً فنياً وتراثاً غنياً بالموروث الأصيل.
وأكد أن الحرف اليدوية كثيرة، حيث جميعها تمارس في المناسبات والمهرجانات التراثية المعروفة، ويشير الفلاسي إلى أن الصناعات البحرية خاصة المتعلقة بصيد الأسماك كانت تصدر إلى عدد من الأسواق كصناعة المالح في الساحل الشرقي وصناعة «العومة» التي شكلت مصدراً غذائياً واقتصادياً أساسياً لشعب الإمارات.

مداخيل مجزية

ويقول محمد عبد الله الحمادي إن الاهتمام بهذه الحرف يرسخ وجود واستمرارية هذه الصناعات والحرف التي ورثناها من آبائنا وأجدادنا منذ فترة طويلة غير أنها تراث قديم فهي كانت تدر مداخيل مجزية قديماً، مؤكداً أن الاهتمام بها وتعليمها للأجيال الحالية والقادمة يحميها من الإهمال والاندثار ويؤمن للمشتغلين بها مصدراً ثابتاً للرزق، كونها تراث الآباء والأجداد العظيم.
ويؤكد الحمادي أن القيادة الرشيدة اهتمت كثيراً بقطاع الصناعات والحرف التقليدية خاصة جيل اليوم، مشيراً إلى أن هذه الاهتمامات بجانب التراث والحرص على إشراك المرأة ووضع الخطط الثرية لإحياء التراث والمحافظة عليه عمل جميل يؤكد رغبة الأجيال في الحفاظ على هذا الموروث واهتمام القيادة به حتى لا تندثر هذه الأشياء الجميلة.

التراث البحري

محمد عبد الله المرزوقي أكد لنا اهتماماته الكبيرة بالحرف اليدوية منذ أن كان عمره في ال12 مضيفاً أنه يهتم جداً بهذه الحرف التي تمثل تراث الآباء والأجداد ومصدر رزق لهم خاصة في الوقت الماضي، ويشير إلى أنه يهتم كثيراً بالحرف اليدوية التي تستخدم في صيد الأسماك وكل ما يتعلق بجانب البحر والحبارى أيضاً.
ويؤكد المرزوقي أنه شارك في كثير من المناسبات والمهرجانات التي ظلت تقيمها الدولة إحياء للتراث وافتخاراً به وعرضه على الزوار والأجيال حتى يتعرفوا إلى تراثنا الأصيل الذي نتباهى به في كل المناسبات ونفتخر به لدى جميع المجتمعات، مشيراً إلى أن الكثير من الزوار ينبهرون بهذه الأشياء الجميلة التي ورثناها عن أجدادنا وسنظل نحافظ عليها كثيراً مهما طرأت المستجدات والمتغيرات التي ربما قد تحدث.
ويرى حسن صالح الحمادي أن الاهتمام بالحرف اليدوية وعرضها في المناسبات والمهرجانات مهم جداً، إضافة إلى ذلك يأتي دور الشباب في التعريف بهذا الجانب التاريخي الذي نفتخر ونعتز به جميعاً، مؤكداً أنه يهتم بكل الحرف خاصة المتعلقة بالتراث البحري. ويؤكد الحمادي أن هذه الحرف مكتفية بحظها في الظهور الموسمي في معارض التراث والأصالة التي ظلت تقيمها الدولة وتهتم بها قيادتنا الرشيدة في جميع المناسبات.

سروج الإبل

عفراء سعيد المنصوري التي وجدناها تقوم بعمل السدو أكدت لنا أنها ظلت تمارس هذا الجميل منذ مرحلة مبكرة من عمرها، حيث توضح هذه الحرفة البيئية الفترة التي عاشها أجدادنا زمان وما وجدوه من معاناة في حياة الصحراء.
تقول المنصوري إنها تقوم بعمل أشكال تصنيع وحياكة السدو، وفي أنماط زخرفته بنقوش جميلة برموز ومعان مختلفة، مؤكدة أنها تأتي تعبيراً عن أحد أشكال مكونات هوية البيئة الصحراوية، وتضيف هذه الأعمال كثيرة مثل نقوش دلال القهوة، وسروج الإبل والأقمشة التي تكسى بها الصقور. وكذلك في أنواع أخرى تحاكي دلالات ضاربة جذورها في عمق تاريخ المنطقة.
وتؤكد المنصوري أن صناعة السدو تمثل إحدى أبرز الحرف التقليدية التي تعكس مضمون التراث الإماراتي الغني، وتشير إلى أنها اكتسبت هذه العملية الصنعية من خلال احتكاكها بوالدتها وجداتها منذ مرحلة مبكرة، مؤكدة أنها مهنة قديمة عمل فيها الإنسان البدوي منذ زمن بعيد.

موروث جميل

حمدة القبيسي التي وجدناها مهتمة بعمل الكثير من الجانب التراثي تؤكد أنها تتقن عمل الهريس الذي يعتبر من التراث الإماراتي الأصيل، وتشير إلى أنها ورثت هذا الجانب من فترة طويلة من خلال احتكاكها بالنساء الأوائل اللاتي كن يتقن الحرف اليدوية ويعملن بحرفية عالية وعناء وهن يعملن بصبر طويل دون كلل أو ملل. مؤكدة أنها شاركت في الكثير من المهرجانات حتى تعكس للزوار والجمهور مدى اهتمامنا بتراثنا الأصيل وتعريف الآخرين به خاصة الأجيال الحالية والقادمة لكي يكونوا أكثر معرفة ودراية كيف كانت حياة الأجداد من قبل والمعاناة التي عاشوها في تلك الفترة، كونه تراثاً قديماً ويجب الحفاظ على موروثنا الجميل الأصيل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"