يعتبر الملتقى الثاني للحرف والصناعات الشعبية الذي نظمته دائرة الثقافة والاعلام في الشارقة خطوة جادة لإحياء تراث الآباء والأجداد، وتعريف الأجيال الجديدة بالتراث والتوعية بضرورة التمسك به.وقال عبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية إن الملتقى الذي أقيم في قصر ثقافة الشارقة تضمن معرضاً لصور الحرفيين والحرفيات والمهن الشعبية، وعرضاً حياً لبعض المهن في دول أخرى، مشيراً الى ان الحدث جاء غنياً بالحرف والمهن واستهدف القاء الضوء على الثقافة والتراث في الإمارات.ورداً على سؤال حول أهمية انعقاد مثل هذه الملتقيات قال المسلم: لا بد من الاهتمام بمثل هذه الحرف كونها موروثاً ثقافياً خاصة أن معظم الصناعات الشعبية أصبحت مهددة بالاندثار خاصة الحرف الرجالية التي تتطلب مجهوداً عضلياً وتعتمد في كثير من خصائصها على القوة والقدرة على التحمل، اضافة للدقة والإبداع وتتطلب مواد أولية متنوعة مثل حرفة الصياغة التي تختص بصهر وتشكيل الحلي الفضية والذهبية للرجل والمرأة، وتخصصت في هذه المهنة عائلات لفترة طويلة حتى انتهاء مواسم الغوص والسفر ودخول العمالة الأجنبية هذه المهنة.أما الحرف والصناعات النسائية فمازالت موجودة مثل صناعة التلي وغيره من الصناعات، مشيراً الى أهمية دعم الحرفيين وايجاد أسواق لمنتجاتهم لإحياء الحرف والصناعات الشعبية، اضافة الى تنمية الشعور بالاعتزاز لدى الحرفيين لأن كثيراً من هذه الحرف تقع في دائرة الاستصغار عند البعض، فيسعون الى التقليل من أهمية هذه الحرف، فلا بد من إبراز اهمية هذه الحرف ودورها في الحفاظ على البيئة.ويرى أن علاقة الأجيال الجديدة بالحرف والصناعات الشعبية شبه معدومة، لأن أغلب شرائح المجتمع تنبهر بالمنتج الحديث ذات التقنية والجودة العالية والابتعاد عن المنتجات التراثية القديمة، فتغير نمط الحياة يتطلب ابتعاد الشباب عن هذه الصناعات والحرف.وأشار الى ان تدخل الدولة بات ضرورياً لمنع تقليد المنتج التراثي، وتشجيع المؤسسات الحكومية والأهلية والاقتصادية بأن يكون المنتج المحلي التراثي من ضمن أولوياتها باهداء السياح قطعاً تراثية وغيرها من الأمور لإحياء التراث.وأوضح أنه يوجد إقبال كبير من الأوروبيين على اقتناء منتجات هذه الصناعات والتعرف إلى بعض الحرف، في المقابل يوجد إقبال عليها من الشباب خاصة الذين يدرسون في الخارج رغبة منهم في امتلاك مثل هذه المقتنيات لأنها تذكرهم بتراث وطنهم. لافتاً الى أهمية الدور الذي يجب ان يقوم به لإبراز وترسيخ هذه المفاهيم، وإلقاء الضوء على أهمية الحرفيين والصناعات الشعبية، إضافة الى إلقاء الضوء على أوجه القصور التي تواجهه لتكشف مواضع الخلل.
المزيد من الأخبار
