الصقارة موروث الأجداد ..حرفة وهواية

تتطلب صبراً وحكمة ومثابرة
01:50 صباحا
قراءة 3 دقائق
أبوظبي: علي داوود

تعد مهنة الصقارة من أهم ملامح التراث الثقافي والتاريخي لدولة الإمارات، فهي مهنة قديمة ظل يمارسها الناس منذ زمن قديم ويورثونها لأولادهم جيلاً بعد جيل، كونها كانت وسيلة لتوفير لحوم الطير والحيوانات البرية من الحبارى والأرانب وغيرها.
ولا تزال المهنة إلى يومنا تحظى بشعبية كبيرة بين شريحة كبيرة من المجتمع، خاصة الإماراتيين الذين يمتلكون نسبة كبيرة من صقاري العالم، حتى أصبحت تمثل تراثاً وطنياً حقيقياً في العديد من الرموز الوطنية لدولة الإمارات.
أكد حمد بن سالم الكتبي أن الصيد بالصقور يعتبر شيئاً تراثياً قديماً، فهو موروث منذ القدم من الآباء والأجداد، مشيراً إلى أنه يمتك عدداً كبيراً من أنواع من الصقور المعروفة لدى المجتمع الخليجي والإماراتي، مؤكداً أن الصيد بالصقور ممتع، يحبه الجميع، والهدف منه إحياء تراثنا الإماراتي وتعضيد قيم مجتمعنا على وجه الخصوص، ويقول عندما يتجمع الصقارون مع بعضهم بعضاً، خاصة من دول الخليج في المناسبات يكون الحدث كأنه عرس خليجي، خاصة في شهر سبتمبر/‏ أيلول، الذي يعتبر بداية القنص لدى مجتمعنا، مؤكداً أنه تعلم الكثير من الصفات من هذه الهواية وخاصة عملية الصبر، كونه يواجه بعض الصعاب أثناء الخروج إلى الصيد، لكن يكون لديه الأمل الكبير والمتجدد دائماً عندما يخرج في الحصول على فريسته.
هواية جميلة
ويقول سعيد الفلاسي هذه الهواية تعتبر جزءاً من تراثنا الأصيل الذي ورثناه من أجدادنا وأهلنا، خاصة الذين عاشوا وعاصروا حياة البداوة، ويؤكد أن القنص بالصقور ورثته من آبائي وأجدادي وعندما أخرج مع أخوتي للصيد ينتابني الكثير من الفرح وأشعر بحياة البداوة كأنها أمامي، ويضيف منذ مرحلة الطفولة أرى مدى الاعتزاز بهذه الهواية القديمة الجميلة، وأشار إلى أنه تعلم الكثير من الأخطاء عندما كان يخرج للصيد مع والده، ويضيف الطير مثل الإبل لا يقبل الخطأ، لكن إذا أخطأنا نتعلم من الخطأ.
ويقول الفلاسي قمت بتدريب أول طير وكنت صغير السن، ومن ثم بدأت في تدريب جميع الأنواع، مؤكداً أنه يمتلك الآن نحو عشرة من الصقور تختلف أنواعها كالشاهين والحر والجير.
وحول كيفية الاهتمام بالصقر وطرق علاجه، يؤكد الفلاسي أنه يذهب به للعيادة البيطرية، للاطمئنان على صحته والتأكد من خلوه من أي نوع من الأمراض، حيث الاهتمام مهم فيما يتعلق بالنظافة للحفاظ على الصقر وسلامته والتأكد من صحته شيء مهم جدا.
يؤكد عبيد بن سالم الكتبي أنه ظل يمارس هذه المهنة منذ فترة طويلة جدا، فهو صار على النهج الذي صار عليه والده، مؤكداً أنه يملك عدداً من الصقور مثل شاهين اشمنيت وغيره.
ويؤكد الكتبي أن عملية الصيد صعبة جداً، لكنها تعلم الشخص الصبر ومواجهة المصاعب التي قد تحدث أثناء الرحلة والبحث عن الصيد، مشيراً إلى أن الصقارة يعتبر تراثاً شعبياً أصيلاً، فهو تاريخ عريق لمجتمعنا الإماراتي، ولا بد من دعم موروثنا الأصيل، والتمسك بعادات وتقاليد وثقافة آبائنا وأجدادنا، ويضيف هذه المهنة عشقتها منذ الطفولة وسأظل أمارسها بكل نشاط وحب ولم أتخلّ عنها مهما تغيرت الأحوال.
وأكد أنه ظل يصطاد ويسافر مع الأصدقاء في رحلات صيد، ويضيف قد تستغرق الرحلة عدة أيام بحثاً عن الهدف، لاصطياد طيور الحبارى التي تعتبر من أشهر الفرائس التي يتغذى عليها الصياد.
غرف العرايش
يقول راشد عبد الله الدرمكي إنه يعشق الصيد بالصقور منذ مرحلة مبكرة جدا، كوني أملك عدداً كبيراً من الطيور حتى نحافظ على تراث الآباء والأجداد، مشيراً إلى أنه يقوم برعاية الصقور من أجل الحفاظ عليها ومتابعتها صحياً حتى لا تصاب بأي نوع من الأمراض. فهي تعتبر شيئاً تراثياً مهماً ومتعة للشخص، وليس الغرض من ذلك تحقيق الربح.
ويقول: كان أجدادنا في الماضي يقومون بوضع الصقور في أماكن معروفة في العرايش، وهي نوع من غرف من سعف النخيل مجهزة بأحدث التجهيزات لتربيتها بصورة سليمة، لكن الآن الوضع قد اختلف وتبدل كل شيء من خلال التطور الذي يشهده العالم.
ويؤكد الدرمكي أن الصيد بالصقور هواية، فهي تحتاج لصبر طويل ودقة في كيفية التعامل مع الصقر حتى يصطاد فريسته بكل يسر، ويشير في بعض الأوقات تواجهنا الكثير من الصعوبات أثناء عملية الصيد، خاصة عندما لم يتجاوب الصقر معك بسبب الأحوال الجوية أو عندما يشاهد الصقر أحد الجوارح الكبيرة، مؤكداً أن الخبرة في التعامل مع الصقور شيء مهم جداً حتى لا يتعرض الصقر للتعب والمعاناة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"