العين تحتضن ورشة عن تسجيل الأفلاج في اليونيسكو

بمشاركة العديد من الجهات الحكومية وعدد ممن عاصروا حفرها
02:46 صباحا
قراءة 4 دقائق
احتضنت مدينة العين يومي الأربعاء والخميس 9 و10 مارس ورشة عمل نظمتها إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، لإعداد ملفي تسجيل الأفلاج وفن العازي، في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة «اليونيسكو»، بمشاركة العديد من الجهات الحكومية، وعدد ممن عاصروا حفر الأفلاج، وخبرائها، والمستفيدين منها، والمسؤولين عنها في بلدية العين والمؤسسات الحكومية والمجتمعية، إضافة لعدد من المهتمين والباحثين، والخبراء في التراث، كما شارك في الورشة، بعض الفرق الشعبيّة التي تؤدي فن العازي، وعدد من الرواة والمؤدين، والباحثين، وممثلي الأندية، والمؤسسات التراثية.
انطلقت أعمال ورشة العمل بكلمة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ألقاها الدكتور ناصر علي الحميري، مدير إدارة التراث المعنوي في الهيئة، والمنسق الدولي لملفات الترشيح لدى اليونيسكو، جاء فيها: «في كل مرة نلتقي فيها في مثل هذه المناسبة، نجدد خالص شكرنا لكم على تعاونكم المستمر مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ووقوفكم معها لتحقيق رسالتها، وتنفيذ استراتيجيتها، في حفظ تراثنا الوطني الأصيل وصونه، بالأمس كانت لقاءاتنا بكم لإعداد ملفات ترشيح الصقارة والسدو والتغرودة والعيالة والمجالس والقهوة والرزفة، واليوم نجلس على البساط ذاته لنعمل على إعداد ملفي الأفلاج والعازي، وترشيحهما لمنظمة اليونيسكو، هذه المنظمة التي باتت تشدنا إليها المكانة المميزة التي تحظى بها من بين وسائط الحفظ والترويج لتراث الشعوب، وهي الأهداف التي نشأت من أجلها بعد الحرب العالمية الثانية، والتي حظيت فيها دولة الإمارات العربية المتحدة منذ الانضمام إليها عام 2005، بمكانة مميزة، انطلاقاً من دعم قيادتنا الرشيدة، حفظها الله ورعاها، لبرامجها وخططها في المحافظة على التنوع الثقافي للشعوب، والتعريف بتراثها الإنساني الأصيل».
وأضاف الحميري: «كم هو جميل أن نعمل معاً من خلال هذه اللقاء، لإعداد ملف ترشيح الأفلاج التي كانت ولا تزال رمزاً من رموز العين الخالدة، لأنها تلخص فترة تاريخية مهمة من تاريخ هذه المدينة، فترة تلاحمت فيها معاول أصحاب الخبرة في حفر الأفلاج وإراداتهم، مع التوجيهات والرأي السديد لمؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في حفرها وصيانتها وتوزيع مياهها وطرق استثمارها، بالإضافة إلى الملف الثاني المرتبط بأحد فنون الأداء التي نعتز بها، وهو فن العازي، هذا الفن الذي بقي على الدوام وسيلة للتعبير عن مدى حبنا لأرض الإمارات، وولائنا لقيادتنا الرشيدة، وعن مدى اعتزازنا بقيمنا الراسخة، ومستقبلنا المشرق، وهي سمات تصدح بها دائماً حناجر الرجال، وهي تؤدي هذا الفن، وترسخها صفوفهم المتراصة، وتسمو بها سيوفهم المشرعة».
وفي الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور سعيد الحداد، تناول المشاركون التعريف بالأفلاج وتاريخها، وتعزيز التوعية بأهمية التراث الثقافي غير المادي المرتبط بها، وقد تضمنت هذه الجلسة أيضاً مداخلات عديدة تحدثت عن الذكريات المرتبطة بحفر وصيانة الأفلاج، والعمق التاريخي لها والذي يمتد إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، ولا تزال حتى اليوم تحافظ على وجودها الجمالي والتراثي، كما تناولت الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور إسماعيل الفحيل، إجراءات الصون السابقة والحالية للأفلاج، أما الجلسة الثالثة فقد أدارتها الدكتورة ميثاء الهاملي لاستيفاء المعايير المعتمدة من اليونيسكو بالمعلومات اللازمة لإعداد ملف الترشيح.
وعرضت الجهات المشاركة في الورشة خبراتها، ومقترحاتها لتفعيل دور مؤسسات المجتمع المحلي في عملية التسجيل، بناءً على المعايير والمتطلبات التي تقترحها اليونيسكو بهذا الخصوص. كما انصب اهتمام المشاركين على الجوانب الإجرائية والتطبيقية لعمليات جمع عناصر التراث من الرواة والإخباريين والممارسين للتراث، والقواعد التي تتيح للباحث الوصول إلى المعلومات بصورة تفاعلية مع الراوي، وكيفية توثيق اللقاء بين الباحث والراوي على مستوى الكلمة والصورة والصوت، كما عرض المشاركون في الورشة جملة من المقترحات لصون الأفلاج في دولة الإمارات العربية المتحدة، من منطلق الإيمان بأن الجميع يدرك مكانة الأفلاج، ودورها في الحياة الاقتصادية، والتاريخية، والثقافية، والاجتماعية في الكثير من مناطق دولة الإمارات العربية المتحدة، وبخاصة في مدينة العين، لا سيما أنها أسست لنظام اقتصادي واجتماعي قائم عليها، نظام يسوده التعاون والعمل المُشترك، والعدالة، والتضامن، والهدف الواحد.

فن العازي

في اليوم الثاني للورشة تناول المشاركون «فن العازي»، من حيث التعريف به، وأهميته ضمن قائمة فنون الأداء التي عرفها مجتمع الإمارات منذ القدم، وخصائصه المميزة التي تسهم في حضوره حتى الآن في العديد من المناسبات، علماً بأنه فن يؤديه الرجال، ويقوم على إلقاء الشعر الشفاهي من دون مرافقة الأدوات الموسيقيّة، حيث يتغنى الشاعر بأمجاد قبيلته، ومآثر حكامه، وقيم مجتمعه، وبطولاته، ويبدأ عادة قصيدته باسم الله، وينتهي بالصلاة والسلام على رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، وفي كل مرّة يقول فيها بيتاً، يرد عليه المشاركون الذين يصطفون خلفه: والملك لله يدوم، أو كلمة (سلمت)، وهكذا إلى أن ينتهي من القصيدة، كل ذلك بصوت مرتفع، وأداء مُتقن، شاهراً سيفه بكل عزٍ وأنفة. وفي المساء استكمل المشاركون في الورشة الجوانب النظرية للعازي من حيث المناسبات التي يؤدى بها، والأشعار التي تقال فيه، وأدوار المؤدين، بتقديم إحدى فرق الفنون الشعبية بمدينة العين عروضها في هذا الفن في سوق القطارة التراثي، وبحضور عدد كبير المشاهدين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"