الفنان عبدالقادر الريس

من أسبوع لأسبوع
12:55 مساء
قراءة 3 دقائق

قبل أيام شهدت ندوة الثقافة والعلوم بمقرها في منطقة الممزر بدبي، حفل توقيع لكتاب أصدره الفنان والرسام التشكيلي عبدالقادر الريس.

وحفل التوقيع الذي شهده عدد كبير من محبي هذا الفن، افتتحه الاديب محمد المر رئيس مجلس دبي الثقافي، بحضور مدير وأعضاء الندوة ومحبي الثقافة والفن.

الكتاب الذي وقعه الفنان عبدالقادر الريس بعنوان ألوان حياتي يتألف من 159 صفحة من الحجم الكبير، ويتضمن معظم لوحات الريس الفنية القيمة، بما فيها لوحاته الأولى كالتي وضعها على غلاف الكتاب من اليسار، وقد قال عنها إنها انطلاقته الأولى عندما كان في دولة الكويت طالباً، وقد ظهر وهو طفل صغير يرسم صورة لأحد شيوخ الكويت.

الفنان عبدالقادر الريس من مواليد دبي، لكنه رحل الى الكويت بحكم الدراسة، ليعود اليها بعد فترة، ويعبر عن أحاسيسه تجاهها بريشة فنان احب الفن والرسم، واحب الأصالة والعراقة الطبيعية.

من أجل ذلك فإنه وقف على اطلالة منطقة البستكية والشندغة، يتذكرهما بعد أن محا الزمن كثيراً من روعتهما الفنية، واستطاع ان يعبر عنها أروع تعبير.

ولو لم يكن للريس أي عمل فني سوى لوحة الباب الكبير الذي افتتح به كتابه، لكفاه شاهداً على تمكنه من الفن والتعبير بدقة، فهو لا يختلط عليه الظل والشمس، ويكاد يكون الخيال عنده حقيقة.

عبدالقادر الريس فنان عصامي، فهو لم يتعلم الرسم في مدارس الرسم، لكنه أدرك أسراره باجتهاداته، وكان يقف كثيراً أمام اعمال الفنانين الآخرين، فيعجب بهم وبفنهم.

وكانت الاحداث المؤلمة الدائرة في الساحة في تلك الأيام، وكذلك المشاهد الطبيعية، هي مصدر إلهامه بعد توفيق الله عز وجل له، ويلاحظ أنه منذ بداياته أصر على أن لا يرسم ذوات الأرواح، خوفاً من أن يقع في المحظور الديني.

وقد لفت الريس نظري بإصراره هذا، حيث إنه لم يرسم لذي روح، ومع ذلك صار من أمهر الرسامين في العالم العربي والاسلامي، مما يدل دلالة قوية على أن النجاح الفني لا يرتبط برسم صور النساء العاريات كما يحلو لبعض ضعفاء النفوس.

فالإنسان يمكن أن ينال العبقرية، ويتربع على عرش الشهرة، من غير أن يخسر دينه أو عرضه أو يدنس سمعته، والحلال الطيب يمكن ان يفتح باب الرزق على الانسان، متى استطاع الثبات على مبدئه، وما اعتوره الشك وضعف الإرادة.

إن أعمال عبدالقادر الريس اليوم تحتل جزءاً من قصور الملوك والسلاطين والأمراء والرؤساء في الخليج والوطن العربي والعالم بشكل عام.

وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان لوحاته مفخرة عالمية، وإلا لم تتلهف عليها المعارض لتشتريها أو لتبيعها بالملايين أو بمئات الآلاف.

لقد قام مجلس دبي الثقافي مشكوراً بطبع هذا الكتاب، تقديراً للفنان الاماراتي المبدع عبدالقادر الريس، ولم يكن المجلس يتحمل تكاليف طباعته، لو لم يكن الاديب محمد المر رئيس المجلس واثقاً من ان الريس يستحق الاشادة بفنه، وقد قال المر في تقديمه للكتاب: ان الريس من أبرز وأهم المواهب، وتجربته الفنية تجربة ابداعية رائدة في المشهد التشكيلي المعاصر في دولة الامارات.

وبالمناسبة فإن المر أشهد له أنا بذوقه الفني وحبه للتراث العربي الاسلامي، ولعل ما يظهر على جدران مقر ندوة الثقافة والعلوم من الداخل والخارج، هو أحد مساعيه في مجال تخليد روعة الفن الأصيل وجماليات الخط العربي.

على كل حال فالشكر مرفوع الى مجلس دبي الثقافي الذي خلد آثار صديق عزيز لي، والشكر موصول ايضاً الى الصديق عبدالقادر الريس الذي وصل الى القمة من غير ان يتكبد خسائر دينية، فإلى مثل عمله فليتنافس المتنافسون.

www.arefonline.com
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"