الكوليرا . .عادات أدت إلى توطنها

مع بداية القرن العشرين كانت تضرب في كل مكان
12:53 مساء
قراءة 10 دقائق

في العام ،1967 كتب الباحث الهندي عارف حسن دراسة عن كيفية انتشار الأمراض الوبائية في الهند من خلال قيامه بدراسة العادات الفردية في إحدى القرى الواقعة في شمال الهند وتسمى تشينورا، وتبين للباحث أن رجال ونساء القرية يخرجون في الصباح الباكر للحقول القريبة من منازلهم لقضاء حاجتهم، وحيثما تكون هناك ترعة أو بركة أو مصدر آخر للماء متاح، فإنهم يجلسون القرفصاء قريباً من هذا المصدر، بعد أن يكونوا قد تزودوا بحاجتهم من الماء للغسل بعد قضاء الحاجة، وعندما ينتهون، يقومون بإلقاء الماء الملوث في الترعة أو البركة القريبة، وتلك الأوعية نفسها التي اغتسلوا بها، كانت تستخدم في الوقت نفسه لشرب الماء أو تنظيف الأسنان من الترعة ذاتها بعد عملية تنظيف بسيطة بالطين .

هذا النموذج من السلوكيات كان من أهم أسباب انتشار الكوليرا في الهند، وتقول دراسة أخرى أقدم تاريخاً تعود للعام 1880-1881 كتبها طبيب بنغالي يدعى سريناث غوز إن أغلب الأسر الهندية كانت لها آبار خاصة في منازلها، وكانت المياه المستخدمة لقضاء الحاجة من تلك الآبار، تفرغ في مزاريب بالشوارع أثناء المطر الغزير، وكان معظم الترع بلا خنادق لتصريف المياه الفائضة، وبعلاقة مباشرة بالكوليرا، كانت الحقيقة الجارية، أنه في غياب شبكة خنادق الصرف، كانت مياه الترع تغمر مساحات واسعة من الأرض المحيطة، فإذا كانت هذه المياه الفائضة ملوثة بعدوى على أحد شواطئها من جراء فضلات أحد حاملي الكوليرا، فإنه سرعان ما تنتشر العدوى بفعل الرياح والأمواج فوق مساحة واسعة (1)

هذه العادات السيئة لدى معظم سكان القرى في الهند، إضافة إلى عدم وجود وسائل الصرف الصحي، والفقر والجهل، أسهمت كلها في توطن الكوليرا، وظهورها من حين لآخر، وأسوأ ما في الأمر، انتقالها عبر البحار إلى مختلف دول العالم، ونالت منطقة الخليج كما رأينا سابقاً، حظاً وفيراً من انتشار هذا الوباء خلال القرن التاسع عشر، واستمر هذا الوضع خلال القرن العشرين، وكلما انتشرت الكوليرا من جديد في الهند، تنال منطقة الخليج نصيبها من ذلك الداء .

وعلى الرغم من السنوات الطويلة منذ دخول الكوليرا منطقة الخليج في بداية القرن التاسع، نجد أن الأمور لم تتغير كثيراً في بداية القرن العشرين، فالآن عرف مصدر الداء وأسبابه وعقدت المؤتمرات الدولية، وأقيمت مراكز الحجر الصحي في أماكن كثيرة، وكان من المفترض أن الوضع برمته قد تغير، ولكن الكوليرا عادت من جديد تضرب موانئ منطقة الخليج في بداية القرن العشرين، ففي صيف عام ،1904 اجتاح الوباء الأراضي العمانية قادماً مع السفن الشراعية القادمة من الهند، وبدأ بالانتشار من مدينة لأخرى، ومن مقاطعة إلى مقاطعة أخرى، ويقول التقرير السنوي للوكالة السياسية البريطانية في مسقط لعام 1904- 1905 إن الوباء أخذ ينتشر بسرعة مذهلة، وتعذر الحصول على إحصاءات دقيقة عن المرض في أماكن عديدة من الأراضي العمانية، إلا أن التقديرات تشير إلى أن 14 ألف شخص لقوا حتفهم في وادي الرستان وسمايل وما فال وساحل الباطنة وفي المناطق المجاورة لمسقط وكانت حالات الإصابة في مسقط ومطرح قليلة، حيث سجلت 43 حالة إصابة في مسقط و12 حالة في مطرح، ويعلل التقرير أسباب إفلات هاتين المدينتين من الهلاك، كما حدث لمناطق الداخل العماني إلى السرعة التي تصرف بها طبيب الوكالة البريطانية الذي أقام مراكز للحجر الصحي، وكان هناك اهتمام كبير من سلطان مسقط الذي قدم كل المساعدة الممكنة للطبيب، ويبدو أن التجارب السابقة لسكان مسقط مع هذا الوباء، زادت من توعيتهم بخطورة وضرورة الالتزام بالاجراءات الصحية، ويشير التقرير إلى أن أغلبية السكان كانت متقيدة بالكامل بإجراءات الحجر الصحي من احتجاز للأشخاص عند الضرورة والاشتباه . (2) وفي عام 1907 اتخذت اجراءات صحية كبيرة في منطقة الحجاز بعد انتشار الكوليرا بشكل كبير، ويقول تقرير الوكالة البريطانية العام 1907-1908 إن بوادر الخطر كانت تلوح في الأفق بسبب الانتشار الهائل للوباء في الحجاز أثناء موسم الحج، لذلك تقررت ضرورة التعامل مع جميع السفن التي تغادر جدة قاصدة موانئ الخليج الأخرى وفقاً لما جاء في المادة 150 بمعاهدة باريس لعام ،1903 كذلك صدر الأمر من السلطات الحجازية بأن جميع السفن المصابة بالعدوى أو المشتبه في إصابتها تمضي في البداية قدماً إلى بوشهر لإتمام اجراءات التطهير الضرورية قبل السماح لها بإنزال الحجاج في الموانئ الأخرى في الخليج، أما السفن الخالية من العدوى والتي لم تطبق عليها نصوص المادة (150) في جدة، فتم التعامل معها على أنها مشتبه فيها ونجحت هذه الاجراءات في القضاء على انتشار الوباء، حيث لم ترد تقارير بحدوث أي شيء غير عادي لدى عودة الحجاج . (3)

وعادت الكوليرا لتضرب من جديد عام ،1910 ويبدو أنها انتشرت على نطاق واسع في موانئ الخليج والحجاز وانتقلت إلى الأراضي الفارسية، ويقول الكولونيل تي . دبليو . هيج القنصل البريطاني في منطقة كيرمان إنه في منتصف عام 1910 انتشرت الكوليرا في منطقة مشهد، ورجح أسباب انتشار الوباء إلى الحجاج العائدين من الأراضي المقدسة، وتمت إقامة حجر صحي هناك، إلا أن المرض نجح في الانتشار والوصول إلى كيرمان في شهر نوفمبر/تشرين الثاني ،1910 ويعلق هيج قائلاً: لحسن الحظ كان من النوعية غير الخطيرة، وأسهمت حرارة الطقس في تحجيم انتشاره، وسارعت السلطات المحلية بإتخاذ اجراءات وقائية لمنع انتشار المرض، ولكن في شهر ديسمبر ،1910 اختفى المرض بع أن حصد 50 شخصاً، وأصيب به 150 آخرون، وترتب على انتشار الوباء حدوث نزوح عام من منطقة كيرمان، إلا أن السكان عادوا إلى المدينة بعد اختفاء المرض . (4) في العام 1910 أيضاً انتشرت الكوليرا مرة أخرى في سلطنة عمان وكتب الكابتن ماكيفين جراح الوكالة البريطانية في مسقط تقريراً يقول فيه: اندلعت الكوليرا في مسقط قرب نهاية سبتمبر/أيلول، واستمرت حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، وأثناء هذه الفترة، كانت هناك مسافة زمنية من الأول حتى 19 أكتوبر/تشرين الأول لم نسمع خلالها عن أية حالة كوليرا، واللافت أن حالات الإصابة حدثت جميعها تقريباً في أوساط فئات السكان من البلوش والسيدي، وهي أفقر الفئات التي تعيش في العراء في الأكواخ البائسة حيث الظروف المعيشية سيئة للغاية، وحيث لا يوجد شبر خال من البشر، فالزحام خانق، وكانت هناك قرابة 10 حالات إصابة داخل مسقط، حيث الظروف الصحية أفضل كثيراً، وبلغ عدد الحالات التي رفعت تقارير بها 93 حالة مات منها 81 حالة، إلا أن معظم الحالات لم يتم الإبلاغ عنها إلا بعد موتها لذلك يصح أن نفترض أن حالات كثيرة شفيت، ولذلك لم يتم الإبلاغ عنها، مع ذلك فالأوضاع الحياتية والصحة العامة لهذه الطبقة التي ضربها الوباء صعبة للغاية، الأمر الذي يفسر نسبة الوفيات العالية وكانت أعداد الإصابات بين الذكور والاناث بنسب متساوية، وحوالي 20% من الحالات لأطفال، والحالات التي تم رصدها تجسد الأعراض المعتادة للإصابة بالكوليرا، وقليلة للغاية هي الحالات التي تقدمت للحصول على الأدوية، وحتى لو فعلت، فقد كان طلب الحصول على الدواء يتم بعد أن يكون المرض قد وصل إلى حالات متقدمة وخطيرة، وقد نصحنا أقارب المصابين والموتى بضرورة القيام بحرق ملابسهم وأدواتهم الملوثة، أو على الأقل القيام بغمر هذه الحاجيات في مواد مطهرة، وهي مواد قدمناها مجاناً لأجل هذا الغرض، وقد تم تنفيذ هذه المقترحات في كل حالة تقريباً، ويبدو أنها كانت ناجحة للغاية، حيث لم تظهر سوى حالة واحدة فيما بعد، وعلى الأرجح قدمت العدوى من المراكب الشراعية التي تصل إلى موانئ عمان أعداد كبيرة منها، وأول حالات سمعنا عنها، كانت في اوساط أشخاص يعيشون في مسقط لفترة من الزمن، وانتشرت الكوليرا أيضاً في أماكن أخرى من سلطنة عمان في الفترة نفسها . (5)

وفي يوليو/تموز ،1911 ظهرت الكوليرا في مدينة البصرة العراقية بعدما شقت طريقها من جهة مدينة العمارة، ونلاحظ هنا أن الوباء يبدو كما لو أنه سائح يتخفى بعض الوقت ويظهر في مكان ما ليردي مجموعة من ضحاياه، ثم يختفي ليظهر من جديد في مكان آخر، فالوباء الذي ظهر في السنة السابقة 1910 في مناطق من فارس وبعض مناطق عمان سرعان ما اختفى، وها هو يظهر من جديد في مدينة البصرة التي تعتبر ميناءً مهماً في الخليج في تلك الفترة وحلقة وصل للسلع القادمة عبر السفن الشراعية ومتجهة إلى بلاد الشام، وكونها ميناء كان لا بد من تعرضها لموجات الوباء التي تضرب في كل مكان، ويشير تقرير الوكالة البريطانية في البصرة إلى أن هذه النوعية من الأوبئة كما يتردد على ألسنة العامة من المفروض أن تحدث كل سبعة أعوام، حيث ظهرت أول مرة في مدينة العمارة أو بين قبائل المنتفق، وفي 16 يوليو/تموز 1911 ظهرت حالتان على متن زورق فارسي مسلح في منطقة المحمرة وكلتا الحالتين وفدتا من البصرة، وتم تطهير السفينة بنجاح، ولم تظهر حالات جديدة، ولكن بعد ذلك بفترة قصيرة تم اكتشاف حالات أخرى في أوساط الأفراد الذين هربوا من البصرة، وسرعان ما بدأ المرض يشتد ساعده في المحمرة وبشكل خطير للغاية حيث مات معظم من انتقلت إليهم العدوى خلال ساعات قليلة من ظهور الاعراض الأولية، الأمر الذي جعل العلاج مهمة شبه مستحيلة، وعلى الفور انتقل المرض إلى الأهواز غير عابئ بالحجر الصحي، وقد مات الجمدار (وردت كلمة الجمدار دون تعريف بها، ويبدو أن الجمدار تسمية لمنصب حكومي) ومات معه ثلاثة من مرافقيه الذين كانوا في سفر من المحمرة إلى الأهواز، ومعهم أحد الأدلاء من القنصلية البريطانية بعد إصابتهم بالمرض بصورة فورية، وسرعان ما وصل المرض إلى ذروته في منتصف شهر أغسطس/آب ثم خفت حدته تدريجياً، وفي النهاية اختفى بمقدم شهر أكتوبر/تشرين الأول، وفي شهر أغسطس/آب ،1911 ثم إيفاد الليفتانت جيمس ليعمل كمساعد ضابط الحجر الصحي من مومباي إلى المحمرة، وتقلد مسؤولية الحجر الصحي وشؤون مكافحة الكوليرا، وقام بعدها بزيارة الأهواز مرتين، ولم ترد تقارير عن إصابات بين الأوروبيين إلا يوم 28 سبتمبر/أيلول حيث توفي اثنان، أحدهما من القادمين من الخارج، وحدثت حالة ثالثة في منطقة عبدان، وتم نقل المصاب وهو سويدي إلى الحجر الصحي في المحمرة، وفي البصرة ماتت مسز برايس وهي زوجة الطبيب هناك، وتوفي أيضاً مستر بلانتوم الذي يعمل في شركة البحارة للتجارة، وفي شهر ديسمبر/كانون الأول من السنة نفسها، لقي مستر رودرز من شركة مسرزلينش مصرعه بسبب المرض، كذلك توفي واحد أو اثنان من طاقم السفن الأوروبية الراسية في الميناء خلال فصل الصيف، وبلغ العدد الرسمي للضحايا 240 شخصاً، إلا أنه من غير المعلوم إن كان هذا الرقم قابلاً للتضاعف لو أضفنا أعداد الضحايا في القرى المجاورة للمحمرة، وبشكل عام، هذا هو أسوأ وباء حدث طوال سنوات عديدة وقد جربنا طرقاً علاجية متنوعة دون أي نجاح يذكر، واعتقد انه بالنسبة للطرق الأخيرة التي تعتبر ممتازة دون شك يجب الاستمرار بها شريطة أن يتم تنفيذها في أحد المستشفيات على أيدي أطقم تمريض مدربة بعناية، من ناحية أخرى، فإن الطرق الوقائية المتمثلة بالمياه المغلية والنظافة العامة في الطعام لها دور كبير في الحد من انتشار الوباء، وقد جرى تعليق الإرشادات العامة في المدينة، وتبع ذلك وضع الإرشادات في أماكن وجود الطبقات الفنية، والنقطة المهمة هي أن جميع الأوروبيين ممن طالتهم الإصابة بالوباء، كانوا يعانون أمراضاً أخرى وقت الإصابة أو خرجوا لتوهم من أمراض سابقة، والمستوصف الموجود حالياً تمت فيه إجراءات الحجر الصحي، ويعهد بهذه الاجراءات إلى مساعد الجراح، والترتيبات الحالية التي يقوم بها هذا المسؤول غير مرضية بسبب قلة الاعتمادات المالية وبلغ عدد المرضى الذين تم علاجهم 242 شخصاً . (6)

وفي كل زمان ومكان يوجد مسؤولون فاسدون يستغلون مناصبهم في تحقيق الثروات دون الاهتمام بعواقب تصرفاتهم، وهذا ما يفسر انتشار المخدرات والممنوعات في كثير من دول العالم رغم الإجراءات الصارمة، وتشير الوثائق البريطانية إلى أن من أهم أسباب تفشي الوباء في منطقة فارس فساد بعض المسؤولين الذين سمحوا للسفن المقبلة لبعض الموانئ الفارسية بالرسو دون الخضوع للفحوصات واجراءات الحجر الصحي ما أدى إلى انتشار المرض من خلال بعض ركاب تلك السفن، لنقرأ معاً ما يقوله التقرير في شهر اكتوبر 1917 أدى ازدياد تدفق الناس خلال شهر محرم في مناطق خراسان وكيان إلى اندلاع وتفشي الكوليرا في منطقة روار، وبسبب عدم صلاحية مركز الحجر الصحي الفارسية في دارباند، قامت السلطات الطبية في جنوب فارس وبمعاونة من الحكومة المحلية بإنشاء مركز للحجر الصحي في منطقة راوار مع توفير أجهزة حديثة لمكافحة الكوليرا، ولكن بسبب فساد المسؤول الطبي وتلقيه رشى من السفن المقبلة، إضافة إلى إخفاق السلطات المحلية في توفير الإمدادات اللازمة لمن يجري احتجازهم في الحجر الصحي انتشر وباء الكوليرا، الأمر الذي جعل منطقتي كوبانين وزاراند منطقتين موبوءتين، وقد تراوحت أعداد الحالات المصابة بين 20 و25 حالة، والوفيات من 10-12 يومياً، وقد جرى إخفاء هذه الأوضاع عن السلطات الطبية في كيرمان . (7)

وفي العام 1928 انتشرت الكوليرا في بعض موانئ الخليج والعراق ، ونتيجة لانتشار الوباء، تم فرض اجراءات صحية صارمة، ووضعت قيود للحجر الصحي بصرامة من بداية يوليو/تموز حتى نهاية نوفمبر ،1928 وكان انتشار الوباء كبيراً وسريعاً، واستطاعت السلطة البريطانية فرض قيود على حركة الدخول إلى الكويت وخاصة السيارات المقبلة من مدينة الزبير في جنوب العراق إلى الكويت لحماية المدينة من انتشار المرض، ويشير التقرير البريطاني إلى أن جميع السيارات المقبلة كان لزاماً عليها الاتجاه مباشرة إلى مركز الحجر الصحي، ولم يكن مسموحاً لأي شخص الدخول إلى مدينة الكويت إلا بعد الحصول على تصريح بذلك من المسؤول الطبي للحجر الصحي، وتم تطعيم 250 شخصاً ضد الكوليرا، ولهذا استطاعت الكويت النجاة من الوباء الذي ضرب المنطقة خلال تلك الفترة . (8)

الهوامش

(1) شلدون واتس، الأوبئة والتاريخ، المرض والقوة والامبريالية، ترجمة أحمد محمود عبدالجواد، المركز القومي للترجمة، القاهرة، ط،1 ،2010 ص 458 - 460

(2) Annual Administration Report Of The Maskat Political Agency For The Year 1904-1905, Part2, The Persian Gulf Administration Report, Vol . P .17

(3) Annual Administration Report Of Maskat For The Year1907-1908, The Persion Gulf Administration Report, Vol . P .18

(4) T . W . Haig, His Britannic Consul, Kerman, Administration Report, For The Persian Mekran Coast, For The Year 1910, The Persion Gulf Administration Report, Vol . P .34

(5) Note On The Choleva EpidemicIn Maskat In The Autumn Of 1910, BY Captain N .N .G .C .Mevean, Politicat Residency In Maskat 1910, The Persian Gulf Administration

Report, Vol . P .P .76-77

.The Persian Gulf Administration Report, Vol . ,P .P 66-671911 (6) Administration Report, .FOR The Aadbistan Consulate For The Year

(7) G . .P . Skrine, .21 .SL march 1918, Annual Report Of The Persian Gulf Political Regency For The Year 1917,The Persian Gulf A R Administration Report, Vol . ,P .P27

(8) From F .W . Johuston, Bushire 16 TH April 1929, Administration Report, For The Year 1928, The Rersian Gulf Administration Report, Vol . ,P .41

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"