المهرجانات العربية احتفاء بالنجوم أم ارتقاء بالسينما؟

كثرتها رغم قلة الإنتاج تثير التساؤلات
18:33 مساء
قراءة 5 دقائق
تنتشر المهرجانات السينمائية على امتداد وطننا العربي عارضة لأبرز الأفلام العالمية والعربية ومستضيفة لنخبة من نجوم الفن السابع العرب والعالميين في مشاهد احتفائية ضحمة تتناقلها وسائل الاعلام الاجنبية، فهل تعدى دور تلك المهرجانات مجرد الاحتفاء وتوزيع الجوائز الى أن تسهم في النهوض والارتقاء بالفيلم العربي والتأسيس لسينما خليجية وصناعة سينما عربية متميزة أم لا؟ هذا ما نحاول التعرف اليه عبر استطلاع رأي عدد من الفنانين والمخرجين والنقاد العرب. تقول الفنانة ليلى علوي: المهرجانات السينمائية العربية تتطور عاماً بعد الآخر حيث تضم العديد من أبرز نجوم السينما العربية والعالمية كما تعرض لأهم الانتاجات الفنية وهو ما يخلق نوعاً من التنافسية بين الجميع مما يجعل كل فنان وسينمائي يتعرف الى احدث الأساليب الفنية وآخر الإنجازات السينمائية مما يدفعه لتطوير أدواته المختلفة مما يخلق سينما عربية أكثر نجاحاً وتميزاً.وتضيف: كل هذه المهرجانات تأخذ على عاتقها افساح المجال أمام الفيلم العربي ليشاهد وينتشر وينال الجوائز التي تساعد صناعه خاصة من الشباب على اكمال المسيرة وإنتاج افلام متميزة تصب في النهاية في صالح النهوض بالسينما العربية.أما الفنان الكويتي ابراهيم الصلال فيقول: المهرجانات السينمائية العربية وفي مقدمتها مهرجانا دبي والقاهرة لروعة تنظيمهما واحترافهما الفني يعملان على المساعدة في النهوض بالسينما العربية والخليجية وايجاد صناعة لها تستوعب كل هؤلاء المبدعين خاصة ان الأمر لا يحتاج في الخليج إلا لرؤوس أموال ضخمة سواء أكانت حكومية أو من القطاع الخاص تؤمن صناعة سينما خليجية على مدار العام.ويضيف: تلك المهرجانات سواء عبر الفرصة التي تمنحها للفنان من خلال الاحتكاك برموز الفن السابع العالمي والعربي تثري من ثقافته السينمائية مما يزيد من مساحة تنافسه الفني سواء مع ذاته أو الآخرين لإنتاج سينما متميزة ويساعد في ذلك بعض صناديق التمويل التي تبنتها تلك المهرجانات والتي ستعمل على إنتاج أعمال سينمائية جيدة تنهض بهذا الفن عربياً وخليجياً خاصة في ظل وجود الكوادر البشرية المبدعة التي لا ينقصها سوى التمويل والتبني وأن يأخذ الكبار بأيديهم نحو فن ملتزم وهادف.وترى الفنانة البحرينية فاطمة عبدالرحيم أن المهرجانات السينمائية العربية ليست سوى مناسبة للاحتفاء والاحتفال وتكريم النجوم من دون أن تسهم بشكل واضح في النهوض أو الارتقاء بالسينما العربية والخليجية عبر ايجاد أطر معينة للتعاون بين مختلف صناع السينما العرب. وتبرر هذا الرأي بقولها: نلتقي سنوياً في تلك المهرجانات ومن ثم يذهب كل منا لعمله من دون محاولة مواصلة اللقاء وإيجاد فكرة وعمل سينمائي يجمعنا ويتيح لنا مناقشة قضايانا وهمومنا التي لا نستطيع تسليط الضوء عليها ومعالجتها تلفزيونيا. وتضيف: كما أننا كخليجيين في أمس الحاجة لأن يمد لنا الفنانون العرب من العاملين بالسينما ايديهم كي نصنع سينما خليجية مستمرة وجيدة خاصة في ظل احترافنا الفني وطاقاتنا السينمائية الكبيرة التي تحتاج لمن يحتضنها ويتبناها ويثق فيها وبخاصة المنتج والجمهور الخليجي الذي هو الأولى بذلك كي نصنع سينما ثرية تعبر عن همومه وقضاياه.وعلى عكس ما تذهب اليه الفنانة فاطمة عبدالرحيم يشدد الفنان الكويتي داوود حسين على أن مهرجاناتنا السينمائية تحولت من مجرد مناسبة للاحتفال والتكريم فيما سبق الى لاعب أساسي يعمل على النهوض بالفيلم العربي ويؤسس لسينما خليجية متميزة حيث تعرض نخبة من أفضل الافلام العالمية الى جانب العربية مما يخلق نوعاً من التنافسية التي تشجع الصناع العرب على اخراج افضل ما عندهم كما تعد فرصة للالتقاء بكبار صناع الفن السابع عبر الورش والندوات المختلفة مما يثري من ثقافة الفنان السينمائية التي تساعد في الارتقاء بالفيلم العربي والتأسيس لسينما خليجية لا تنقصها الكوادر البشرية المؤهلة في كل المجالات المتعلقة بالسينما بقدر ما تحتاج الى منتج ومسؤول جريء لا يبخل بالدعم المادي لأجل قيام سينما خليجية ترفد السينما العربية بكل ما هو ثري ومتميز.وعما اذا كانت المهرجانات السينمائية العربية تصنع سينما عربية يقول الفنان القطري غانم السليطي: لا تصنع سينما بشكل مباشر لأنها ليست منتجاً أو موزعاً ولكنها تتيح لك الفرصة لمتابعة احدث التجارب الفنية في الفن السابع كما تشكل نقطة التقاء بين صناع السينما العرب والعالميين والتعرف الى آرائهم كما أن مشاهدة الأعمال السينمائية تجعلك على تواصل مع آخر ما ابدع السينمائيون كل في تخصصه مما يرتقي بأدواتنا وأساليبنا كفنانين خليجيين متعطشين لسينما تجمعنا ولا نحتاج لقيامها سوى لمنتج يتبنى كوادرنا المختلفة مما يساعد على صناعة سينما خليجية.ويضيف: هذه المهرجانات تلعب دوراً في النهوض بالسينما العربية والخليجية عبر الجوائز التي تمنحها للمبدعين الشباب مما يمكنهم والى حد ما من مواصلة مشوارهم الفني وإن كان ذلك لا يمنع حاجتهم لمنتج واع وجاد يتبنى أعمالهم السينمائية الجيدة كما أن المهرجانات تتيح الفرصة لفتح اسواق جديدة للأعمال السينمائية مما يرتقي بأعمالهم الفنية.وتؤكد الفنانة البحرينية شيماء سبت أن المهرجانات السينمائية العربية تمثل فرصة للتعرف الى آخر الانتاجات والمدارس والأساليب الفنية التي تنعكس على أداء الفنان وهو ما يرتقي بأدواته كما تتيح له الالتقاء بكبار الفنانين وصناع السينما العالميين والعرب مما يفتح بابا للتعاون معهم في أي من أعمالهم السينمائية.وتقول: مهرجاناتنا السينمائية العربية تمنح فرصة أمام السينمائيين الخليجيين والعرب لعرض أعمالهم بها مما ينهض بصناعها وبها ويتيح لهم فرصة للالتقاء بمنتجين وموزعين يفتحون أمامهم فرصاً أكبر لتبني أعمالهم السينمائية وانتاجها وهو يعني النهوض بالسينما العربية والارتقاء بها خاصة وأن مهرجاناتنا تعدى دورها مجرد الاحتفال وتكريم النجوم حيث باتت تمنح جوائز مضاعفة وتخصص صناديق تمويل تأخذ على عاتقها دعم الفليم الخليجي والعربي.ويؤكد المخرج المصري عمرو بيومي أن المهرجانات السينمائية العربية ليس من مهمتها صناعة سينما مثلها في ذلك مثل كل المهرجانات السينمائية في العالم، مشيراً الى أن المهرجانات العربية معنية بأمرين يصبان في النهاية في مصلحة خدمة النهوض بالفيلم العربي أولهما عرض وتسليط الضوء على الأعمال السينمائية المتميزة وثانيهما فتح اسواق جديدة لتلك الافلام عبر التوزيع أو ايجاد فرص للإنتاج المشترك وهو جل ما يتمناه أي سينمائي كي تصل افلامه لأكبر عدد من الناس. ويشير الى وجود مهرجانات سينمائية عربية قادرة على لعب هذا الدور في مقدمتها مهرجان دبي بفضل الرؤية والأسلوب الاحترافي الذي يعمل من خلاله، ويرى أنه سيلعب مستقبلاً دوراً رئيسياً في تسويق الافلام العربية لأوروبا وآسيا وأمريكا مما يعزز من نجاحها وينهض بها وبصناعها.أما المخرج المغربي نبيل عيوش فيقول: لا تقوم مهرجانات السينما العربية بصناعة سينما بشكل مباشر حالها في ذلك حال المهرجانات العالمية لكنها تتيح الفرصة كي يتعرف الجميع الى آخر الانجازات السينمائية العالمية والعربية مما يخلق نوعاً من الحوار بين صناع السينما وهو ما يثري من رؤاهم السينمائية كما تتيح الفرصة للقاء منتجين وموزعين مما يفتح للسينمائي اسواقاً جديدة يحتاجها في مشواره للتعريف بنفسه وبفيلمه. كما تعد المهرجانات نافذة للسينما العربية الجديدة لتطل على العالم وفرصة للمخرجين لعرض افلامهم على جمهور متنوع وهو ما يصحح من مسارنا كسينمائيين ويجعلك تأخذ ردود أفعال الجميع في الاعتبار. ونحن ننتج سينما من شأنها أن تضيف الى السينما العربية والعالمية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"