تطوير مواد كيماوية طاردة للبعوض

تعطل قدرته على شم رائحة الإنسان
18:27 مساء
قراءة 5 دقائق

قال باحثون أمريكيون إنهم طوروا مواد كيماوية تعطل قدرة البعوض على شم رائحة الإنسان، ويأمل هؤلاء الباحثون في استخدام تلك المواد كطارد للبعوض . وقال خبير بريطاني في هذا المجال إن الاكتشاف يمكن أن يكون خطوة كبرى للأمام إذا كانت تلك المواد الكيماوية آمنة ورخيصة . وتعتمد إناث البعوض على ثاني أكسيد الكربون في زفير البشر للوصول إلى فريستها التالية والحصول على وجبة .

يمكن للبعوضة استشعار التغيرات الطفيفة في تركيز الغاز وتتبعه حتى تتعرف إلى التنفس البشري .

وتستخدم هذه الخاصية في مصايد البعوض التي تعتمد على ثاني أكسيد الكربون، لكنها تتطلب الثلج المجفف أو أسطوانات الغاز، ما يعني أنها من النادر استخدامها في الدول النامية .

وعمل الباحثون على البحث الذي نُشر في مجلة نيتشر العلمية عن المواد الكيماوية التي يمكن أن تعطل حواس البعوض التي تستشعر ثاني أكسيد الكربون .

وقام الباحثون في جامعة كاليفورنيا باختبار مواد كيماوية ذات رائحة على ثلاثة أنواع من البعوض هي الأنوفيلس الغامبية التي تنقل الملاريا وكيولكس كينكوفاشياتس التي تنقل الفلاريا وفيروس غرب النيل والبعوضة المصرية التي تنقل الحمى الصفراء .

ويعتقد أن الأنواع الثلاثة تنقل الأمراض لنحو نصف مليار شخص سنوياً وتسبب ملايين الوفيات .

وحدد الباحثون ثلاث مجموعات من الكيماويات تعطل مراكز استشعار ثاني أكسيد الكربون لدى البعوض وهي مجموعة تحاكي ثاني أكسيد الكربون وتستخدم كطعم في مصايد البعوض وأخرى تمنع البعوض من استشعار ثاني أكسيد الكربون والثالثة توهم مخ البعوضة بأنها محاطة بكمية هائلة من الغاز فلا تعرف إلى أي اتجاه تذهب .

وقال البروفيسور أنانداسانكار راي من جامعة كاليفورنيا: توفر هذه الكيماويات إمكانات هائلة كأدوات تقلل تعرض البشر للبعوض، ويمكن أن تؤدي إلى تطوير أجيال جديدة من طاردات البعوض .

وأضاف: إن تحديد جزيئات الرائحة تلك، والتي يمكن أن تؤدي مهمتها بأقل تركيز لها ما يعني أنها اقتصادية، يمكن أن يكون فعالاً في تعطيل قدرة البعوضة على الوصول للبشر ومن ثم تقليل انتشار الأمراض التي ينقلها البعوض .

ولا يعتمد البعوض على ثاني أكسيد الكربون وحده لتحديد موقع فريسته البشرية، إذ يستخدم كذلك رائحة العرق البشري ورائحة الجلد .

وقال الدكتور جيمس لوغان من كلية الطب الاستوائي في لندن: مع أن هذه دراسة مثيرة إلا أن على الباحثين أن يثبتوا أن تلك الكيماويات يمكن أن تحمي البشر من لسع البعوض .

وأضاف: مع أن ثاني أكسيد الكربون مؤشر مهم للبعوض إلا أننا نعرف أن البعوض يستجيب بطريقة مختلفة للغاز من المصايد عن الغاز من تنفس البشر، إذ إن الأخير يشمل مزيجاً من الكيماويات الجاذبة والحرارة والمؤشرات البصرية . والسؤال الأساسي هو: هل تحمي تلك الروائح البشر؟ .

ويتطلب الأمر استخدام تلك المواد الكيماوية بتركيزات عالية ما قد يضر بصحة البشر . ويقول الباحثون إن خطوتهم التالية هي تطوير مواد كيماوية أكثر أماناً .

يذكر أن البروفيسور وولتر ليل والباحث زيان في علم الحشرات بجامعة كاليفورنيا كانا قد اكتشفا من قبل أن مواد كيميائية معينة تفرزها البعوضة تحفز حاسة الشم لديها لرائحة الجسم البشري وتقودها إلى حيث تكون وجبة الدم البشري بانتظارها .

وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج التي توصلوا إليها ربما تفسر السبب الذي يجعل البعوض يفضل لسع البشر أكثر من الطيور، ما قد يمهد الطريق أمام صنع أدوية فعالة لمكافحة هذه الحشرة .

وأكد جيري بتلر الأستاذ في علم الحشرات بجامعة فلوريدا، أن البعوض يستخدم الروائح في اختيار الضحية الأشهى، مشيراً إلى أن البعوض يقبل بدرجة أكبر على الأجسام الغنية بالكوليسترول وفيتامينات ب التي تحتاج إليها الحشرة للبقاء ولا تفرزها بنفسها .

وتوصل بتلر إلى طريقة مؤكدة لوقف لسع البعوض وهي أن تتوقف فترة عن التنفس، مؤكداً أن البعوضة يمكنها أن تشم رائحة وجبة بشرية مغرية على بعد 40 ميلاً (3,64 كيلومتر) .

وأوضح بتلر أنه عندما يزفر الإنسان فإنه يخرج قدراً من ثاني أكسيد الكربون وروائح أخرى تنطلق إلى الهواء وتصل إلى البعوض وتعلمه بوجود وجبة شهية في مكان قريب .

وعندما تطادر البعوضة فريستها فإنها تطير بشكل متعرج حول الروائح التي أخرجا الهدف مع تنفسه حتى تهبط بسلام على جلده وتبدأ في اختيار النقطة الملائمة، ثم تستغرق في وجبة تستمر ما بين ثماني وعشر ثوان، كما أن العرق الذي نادراً ما يتمكن الإنسان من تجنبه يعدّ من عوامل جذب البعوض، ولكن فقط إذا تملح العرق وبدأ في تكوين البكتيريا .

ويقول العلماء إن واحداً من كل عشرة أشخاص عالي الجاذبية للبعوض، مشيرين إلى أن للعوامل الجينية دوراً في أكثر من 85 في المئة من قابلية البعض دون غيرهم للإصابة بلسع البعوض .

وأشار الدكتور جو كونلون المستشار بالرابطة الأمريكية للسيطرة على البعوض، إلى أن البعوض ينجذب إلى جلد الأشخاص الذين ينتجون كميات زائدة من بعض أنواع الأحماض، مثل حمض اليوريك، ووجود هذه الأحماض على الجلد يثير حاسّة الشم لدى البعوض، ويغريه للهبوط على سطح الجلد .

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن البعوض يتسبب في وفاة أكثر من مليون شخص سنوياً، عبر الأمراض الميكروبية التي يقوم بنقلها إلى الإنسان، فهناك أكثر من ألفي نوع من البعوض، القليل منها يتسبب في الملاريا وحمى الضنك وحمى غرب النيل والوادي المتصدع وغيرها من الأمراض التي تنتشر في المناطق الحارة والباردة والمعتدلة من العالم .

حقائق عن البعوض

* إناث البعوض حينما تنال وجبة من الدم تنشط جهازها التناسلي وتصبح قادرة خلال بضعة أيام على وضع مئات البيضات، الذي يفقس خلال بضعة أسابيع بعوضاً جديداً .

* للبعوضة قدرة على قطع مسافة 3 كيلومترات في الساعة الواحدة، أي أنها لو شاءت لقطعت 72 كيلومتراً في اليوم .

* للبعوضة مئة عين في رأسها بحيث تستطيع الرؤية من جميع الجهات وكل عين يطلق عليها عوينة تصغير عين وبذلك تكون الصورة مركبة تجميعية الصغير في فم البعوضة .

* في فم البعوضة الصغير 48 سناً .

* لها ست سكاكين في خرطومها لكل وظيفتها الخاصة بها .

* مزودة بثلاثة أرجل في كل طرف من جسمها .

* مزودة بنظام يعمل مثل نظام الأشعة تحت الحمراء، حيث يعمل على عكس لون الجلد في الظلام إلى اللون البنفسجي حتى تستطيع رؤيته .

* مزودة بمادة تخدر موقع اللسع، حيث لا يشعر الشخص بالألم، إلا بعد أن تسحب خرطومها وما يحدث من أعراض الألم والتحسس ينجم بعد أن تنهي البعوضة من سحب الدم .

* البعوضة لا تستسيغ أي دم لذا فهي تحلل الدم فإذا كان مقبولاً لديها مصته .

* حتى تستطيع البعوضة سحب الدم من دون أن يتجلط تفرز مادة مميعة للدم شبيهة بالهيبارين تعمل على تمييع الدم وبقائه في الميوعة حتى تستطيع سحب ما تحتاج إليه من الدم وغالباً ما يزداد وزنها إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف .

* تستطيع البعوضة شم رائحة عرق الإنسان من مسافة بعيدة تصل إلى ستين قدماً .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"