تقلا شمعون: أحب أدواراً تحرمني النوم

03:42 صباحا
قراءة 3 دقائق
بيروت:هدى الأسير

لقبها الفنان المصري أحمد خليل ب«أمينة رزق لبنان»، تشبيهاً بالفنانة المصرية المميزة، ترى نفسها «ملكة» حين تقف على خشبة المسرح. هي تقلا شمعون.. المتلّونة في أدوار وشخصيات تحرص على انتقائها بعناية فائقة، تدقق في تفاصيلها الصغيرة والكبيرة؛ لتكتشف ما يميز تلك الشخصيات، وما يضيف إلى رصيدها الفني الكثير. صحيح أنها خجولة لا تجيد التسويق لنفسها؛ لكنها إن دخلت في مشهدية ما، تبرز وتتألق ويبدو ذلك واضحاً في كل أعمالها، وآخرها مسلسل «عروس بيروت» الذي بدأ منه الحوار.
*هل شكّل اقتباس «عروس بيروت» عن «عروس إسطنبول» التركي أي عائق لكِ في النسخة اللبنانية؟
- المقارنة غالباً ما تؤذي أصحاب النسخة الثانية.. ولكن بعد تحليل ودراسة الحالة بشفافية وتجرّد، راهنت على عوامل عدة، أبرزها أن قسماً كبيراً من المشاهدين لم يشاهدوا «عروس إسطنبول»، ولا يعرفون شخصياته الأساسية، وفي الوقت نفسه تعمّدت ألاّ أُشاهد أي حلقة من النسخة التركية. واكتفيت بقراءة النص الذي وردني، واعتمدت على مخيلتي ووضع الشخصية في إطارها اللبناني ومجتمعنا وتقالدينا، وانطلاقاً من هذه القناعة راهنت على نجاح العمل، وأعتقد أن الرهان كان في مكانه، أقلّه من ردود الفعل الإيجابية التي بدأنا نتلقاها منذ بدء عرض المسلسل.
*ما سر تميزك في الأدوار المركبة والمعقدة؟
- تستفزني هذه الأدوار جداً. وأحب الأدوار التي تقلقني وتحرمني النوم.
*هل تدور في ذهنك أدوار لم تعرض عليكِ بعد؟
- بالتأكيد. وفي جعبتي نصين مكتوبين لي، أحدهما بدور محامية مناضلة، في قصة رابعة. كذلك أحب أداء شخصيات تاريخية مناضلة للمرأة اللبنانية التي لا يعرفها الوطن العربي بعد.
* تحرصين على تنوّع الأدوار، فهل يتعبكِ هذا الأمر؟
- في البداية هناك عامل مساعد من عند الله. أذكر عندما كنت طالبة تمثيل وإخراج في الجامعة، كان أساتذتي ينبهرون من تغيير شكلي بحسب تسريحتي مثلاً. هذا أمر لا يد لي فيه، ولطالما سمعت من أساتذتي أن قدرتي على التحول ستساعدني كثيراً في العمل، وهذا ما حصل بالفعل. إضافة إلى الشكل الخارجي، هناك اجتهاد شخصي، وإضافات تفاجئ المخرج أحياناً، تمكننا من سبر أغوار الشخصية وإعطائها ما يلائمها جسدياً ونفسياً.
*وهل يعوزك الاستعانة باختصاصيين في علم النفس؟
- في بعض المحطات.. وأحياناً عندما أجد لها مرجعاً حقيقياً في الحياة ألجأ له؛ لأني أتأثر بالناس عموماً. متعتي بتجسيد الشخصية تبدأ عادة في الأسبوع الثاني من العمل، بعدما أقوم باختبار ما قرأت واقعاً خلال التصوير.
*هل التفاعل مع الآخرين والتأثر بهم، كان العامل الذي نبّهكِ لموهبتك؟
- لم أكن يوماً مدركة لموهبة التمثيل التي كانت تسكنني، خصوصاً وأني كنت خجولة ومنطوية، ولم أكن أفكر يوماً بخوض المجال، إلاّ من باب الصدفة التي أخذتني إلى المسرح، فشعرت بأن التمثيل عوضني النقص الذي كنت أشعر به في شخصيتي، زادت ثقتي بنفسي وانتصرت على الخجل. شاركت في مباراة الدخول إلى معهد التمثيل في الجامعة، فنجحت بامتياز. وما زلت أذكر نصيحة أستاذي المخرج أنطوان ملتقى: «فتشي عن الخصوصية المغايرة.. ليس هناك أي شخص يشبه الآخر في الحياة». ومن حينها صرت أبحث عن التفاصيل والخصوصية لكل شخصية. أرى من الضروري أن يضيف الممثل خصوصية ما لكل شخصية يؤديها، حتى يشعر بلذة العطاء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"