خرائط السعادة

01:39 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إسماعيل زاهر

بات معرض الشارقة الدولي للكتاب مؤسسة ثقافية متكاملة الأركان، ربما نتحدث عنه بمحبة من يشعر أن الكتاب يتربع في قلبه، أو نتذكر دهشتنا بأول كتاب فتح أعيننا على عالم مختلف، ربما يحدونا الحنين للاسترسال في حدوتة المخطوطات أو ملمس الورق ورائحته، ربما نكون من المهمومين بقضايا النشر، أو المشاركين بصورة أو أخرى في صناعة الكتاب، ربما نسرد بشاعرية هذه القصة أو تلك عن كبار الشغوفين بالكتب في العالم..«ربما»..«ربما»، كلمة بسيطة تؤشر إلى تعدد أسباب شغفنا بالكتب والمكتبات والمعارض، كلمة سحرية نضعها في أذهاننا ونحن مقبلون على اختيار زاوية تمكننا من كتابة شيء جديد عن معرض الشارقة للكتاب.
يجمع معرض الشارقة للكتاب الأسباب السابقة كافة، فكلما فكرت في مدخل جديد للكتابة عنه، ستجد القائمين على المعرض أسبق إلى هذا المدخل منك. من هنا وصف المعرض بالمؤسسة، عمل منتظم على مدار العام، من خلال جهد دؤوب لهيئة الشارقة للكتاب في الداخل والخارج، يتكثف العمل ويصل إلى الذروة خلال أحد عشر يوماً.
نشاط الهيئة أصبح يحتاج إلى خريطة توضيحية بفعالياتها وأنشطتها في داخل الإمارات، وخريطة اجتماعية حيث هناك حرص بالغ على الوصول إلى مختلف فئات المجتمع، وخريطة زمنية لكي لا نلهث نحن الكتاب والصحفيين وراء متابعة تلك الفعاليات المتلاحقة، وخريطة جغرافية تمتد على قارات العالم..موسكو..باريس..لندن..ساوباولو..الخ، وخريطة ثقافية، وهي الأهم، فمن خلالها تتضح لنا استراتيجية، تأخذ في الاعتبار أن جميع الأبعاد الأخرى لعمل الهيئة تصب في النهاية في صالح الثقافة، فمن دعم مادي ومعنوي إلى النجاح في الوصول بالمنتج الثقافي الإماراتي والعربي إلى العالم، إلى ندوات يتحدث فيها الجميع عن قضايا الأدب والمعرفة، تكتمل المنظومة الناجحة للهيئة وفي القلب منها المعرض، أو تتكامل تلك الخرائط على وجه الدقة، لتصنع في النهاية مؤسسة تؤكد وعي الهيئة بما تحتاج إليه ثقافتنا، مؤسسة نتمنى استنساخها في كل بلد عربي من الماء إلى الماء.
لنحتفل بالمعرض ولنقتني الكتب ولنحضر الندوات، ولنتجول في أروقة إكسبو الشارقة، ولنتطلع في الوجوه، ولنتأمل الشغف في ملامح عشاق الكتب، ولنبحث عن الدهشة في قسمات الصغار، هنا سنعثر على حزمة أهم من الخرائط..خرائط السعادة، حيث البشر من 200 جنسية يعيشون لحظات لا تنسى من الفرح..لحظات منحها لهم ذلك الفاتن والخلاب المسمى معرض الشارقة للكتاب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"