خريجة علاقات عامة

22:56 مساء
قراءة دقيقتين
متابعة: إيمان عبدالله آل علي

حلمت منذ الطفولة أن ترد جميل الوطن، وتعمل بإخلاص في وظيفتها، وتجتهد وتتميز وتقدم أفضل ما لديها، وتضع بصمتها في مقر عملها، لكن بقى هذا الحلم مجرد حلم ولم يتحول إلى حقيقة، ولم يتجسد على أرض الواقع، فمازالت "أ.م" خريجة جامعية تخصص العلاقات العامة تبحث عن عمل، ولم تجد شاغرا لها رغم أنها تخرجت في عام ٢٠١٥ بتقدير جيد جدا.
حرصت منذ اليوم الأول من تخرجها التسجيل في دائرة الموارد البشرية، وتأملت خيرا، ووجدت الكلمات المرحبة من المسؤولين، وتوقعت أن تحقيق الحلم بات قريبا، ولم تكتف بذلك، بل حضرت معارض التوظيف التي تعقد في إمارات الدولة، وقدمت أوراقها وسجلت في معظم الجهات المشاركة، وأيضا تفاءلت ولم يتسلل اليأس إلى قلبها، لتمر السنوات وتمضي الأيام، ولم تجد مؤسسة حكومية أو جهة خاصة تفتح لها أبوابها لتعمل وترد جميل هذا الوطن.
بنت الإمارات ظلت أسيرة المنزل من دون عمل تجتهد فيه وتثبت فيه ذاتها وتخدم الوطن، رغم أن هذا التخصص مازال مطلوبا، وكافة المؤسسات الحكومية الاتحادية أوالمحلية والقطاع الخاص لديهم قسم معني بهذا التخصص، فهل فعليا تلك الوظائف يشغلها مواطنون وليس هناك شاغر للخريجة الإماراتية؟
استطاعت من الحصول على الدبلوم المهني لبرنامج الخدمة الحكومية المتكاملة، وتتقن العربية والانجليزية، وتمتلك العديد من المهارات التي تؤهلها لشغل وظيفة تعطي فيها بلا حدود، فلها القدرة على التعامل مع العملاء، والقدرة على العمل تحت الضغوط، والعمل ضمن مجموعات، وهي حريصة على الالتزام بالوقت.
للأسف، ما قيل لها من قبل المعنين في دائرة الموارد البشرية جعلها تشعر بالاحباط، فقد قيل لها أن الأولوية للذين تقدموا بالتسجيل في عام ٢٠١٣، والجهات الحكومية الأخرى لا توظف إلا عن طريق الموارد البشرية، ومرت سنة كاملة منذ شهر ٢ في عام ٢٠١٧ لم يتصل عليها أي شخص من دائرة الموارد البشرية، وقيل لها في إحدى المرات أنها لا تلتزم بالحضور في المقابلات، وقد أنكرت بدورها أي اتصال من المؤسسة أو حتى "مسج" لإعلامها بموعد المقابلة، وأجرت قبل ذلك ٣ مقابلات عن طريق الموارد البشرية ولكن لم يتم قبولها.
فهل يلتفت المسؤولون في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والجهات الخاصة للباحثة "أ.م" عن عمل، ويوفرون لها وظيفة تتناسب مع مؤهلاتها عبر هذا المنبر. فشباب الوطن قادرون على التميز في وظائفهم، ومؤسساتنا قادرة على استيعاب العاطلين عن العمل، ليختفي من قاموس دولتنا كلمة بطالة وعاطل.. فهل من مجيب؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"