أعلنت هيئات للصحة أن بإمكانها تخليص العالم من شلل الأطفال بحلول عام 2018 من خلال خطة للتطعيم والمتابعة تتكلف 5 .5 مليار دولار لمنع المرض من الانتشار مرة أخرى، حيث يوجد الآن عدد قليل جداً من الحالات في أنحاء العالم . ويقول خبراء إن الخطة تقدم أفضل فرصة حتى الآن للقضاء على المرض الذي كان يصيب حتى خمسينات القرن الماضي آلاف الأطفال كل عام، لكنه أوشك على الاندثار بفضل حملات تطعيم فعالة .
في عام 1988 أصيب أكثر من 350 ألف طفل بشلل الأطفال وكان المرض متوطناً في أكثر من 125 دولة . وفي العام الماضي انخفضت حالات الإصابة بشلل الأطفال حول العالم من 650 حالة في 2011 إلى 223 حالة وهو أكبر انخفاض في عشر سنوات .
وفي عام 2013 تم الإبلاغ حتى الآن عن 19 حالة إصابة بشلل الأطفال ولايزال المرض متوطناً في ثلاث دول فقط هي باكستان وأفغانستان ونيجيريا، بعدما احتفلت الهند بخلوها من شلل الأطفال للعام الثاني .
وقالت خبيرة الصحة العالمية آن شوشات من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في بيان اليوم لدينا أقل عدد من الحالات في أقل عدد من الأماكن، ما يجعل من الأهمية بمكان اغتنام أفضل فرصة أتيحت للعالم لوضع حد لهذا المرض الرهيب الذي يمكن الوقاية منه .
ويهاجم الفيروس الجهاز العصبي ويمكن أن يسبب شللاً لا يمكن للمرء أن يشفى منه في غضون ساعات من الإصابة بالعدوى . وغالباً ما ينتشر في المناطق التي تفتقر إلى الصحة العامة، والأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة للإصابة به، لكن يمكن القضاء عليه كما حدث في كثير من الدول المتقدمة عن طريق برامج تطعيم شاملة .
وتتضمن ميزانية خطة القضاء على شلل الأطفال البالغة 5 .5 مليار دولار تكاليف الوصول إلى أكثر من 250 مليون طفل وتطعيمهم مرات عدة كل عام والرصد والمراقبة في أكثر من 70 دولة وتأمين البنية التحتية التي يأمل دعاة الحملات الصحية بأن تساعد برامج صحية أخرى .
وفي بيان أصدرته منظمة الصحة العالمية دعم زعماء العالم ومتبرعون من الأفراد خطة المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال بالتعهد بتقديم نحو 75 في المئة من الأموال مقدماً .
وقالت مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية بعد أكثر من ألف سنة في مكافحة شلل الأطفال، فإن هذه الخطة تجعلنا على مرأى من الهدف النهائي، لدينا معارف جديدة عن فيروسات شلل الأطفال وتكنولوجيات جديدة وخطط جديدة للوصول إلى المجتمعات الأكثر عرضة للخطر .
وتضم المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال التي أطلقت في 1988 حكومات ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الروتاري الدولية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وتدعمها هيئات خيرية مثل مؤسسة غيتس .
وقد تمكنت هذه المبادرة منذ إطلاقها من خفض عدد حالات الإصابة بهذا المرض بنسبة 99%، حيث انخفض عدد الحالات المسجلة خلال العام الماضي إلى (103) حالات في 4 دول فقط مقارنة بتسجيل (303) حالات في (12) دولة خلال العام 2011 .
وتتصدر النيجر قائمة الدول المسجلة لحالات الإصابة بشلل الأطفال بنسبة 58%، تليها باكستان بنسبة 22%، ثم أفغانستان بنسبة 15% . فيما تم تسجيل حالتين فقط في تشاد ولم تسجل أي حالة إصابة في الكونغو منذ شهر يناير/كانون الثاني 2011 .
وخلال القمة التي عقدت في أبوظبي، مؤخراً، بشأن التطعيمات، قال بيل غيتس إن مؤسسته ستقدم 8 .1 مليار دولار أو ثلث التكلفة الإجمالية لميزانية المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال ومدتها ست سنوات .
وأعلن في الرياض أن الصندوق السعودي للتنمية وقّع بالوكالة عن الحكومة السعودية، مذكرة تفاهم مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تتبرع بموجبها المملكة بمبلغ (5 .7) مليون دولار، بإطار مشاركتها في المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال .
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، مؤخراً، أن نائب الرئيس والعضو المنتدب للصندوق السعودي للتنمية يوسف البسام، وقع المذكرة بمقر الصندوق السعودي للتنمية بالرياض وممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لدول الخليج العربية إبراهيم الزيق .
وتهدف مذكرة التفاهم إلى دعم نشاطات المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال في كل من اليمن والسودان وأفغانستان ومالي والنيجر وتشاد وساحل العاج، بحيث يتوقع أن يتم تطعيم وتحصين ما يزيد على (45) مليون طفل بنهاية المشروع .
وأوضح البسام أن الكثير من الأمراض المتفشية خاصة التي تستهدف الأطفال يمكن مكافحتها والقضاء عليها من خلال توحيد جهود جميع أطراف المجتمع الدولي وتوفير الدعم المالي اللازم لشراء اللقاحات وزيادة الوعي الأسري والمجتمعي عن هذه الأوبئة .
وأشار إلى أن المملكة تسعى دوماً إلى تعزيز دورها في مجال المسؤولية المجتمعية من خلال الوفاء بالتزاماتها تجاه مجتمعها المحلي والمجتمع الدولي في نفس الوقت، وستواصل القيام بهذا الدور في المستقبل .
