داليا صبري: أهزم المعاناة بالموسيقى

تحدت إعاقتها البصرية ومرض السرطان
03:23 صباحا
قراءة دقيقتين
عمّان: «الخليج»

تمسّكت الشابة الثلاثينية داليا صبري بحلم صقل هواية العزف في صغرها وتحويلها إلى دراسة أكاديمية متخصصة حتى بعد معايشتها صعوبات تفاقم معاناتها ضعف البصر ومواجهتها مرض السرطان واستطاعت أخيراً الحصول على درجة الدكتوراه في الموسيقى وأصبحت ضمن أعضاء هيئة التدريس في كلية الفنون بالجامعة الأردنية.
حول مشوار تحقيق حلمها وتجاوزها العراقيل وتشكيل فرقة موسيقية خاصة بالمكفوفين وضعاف البصر،التقينا داليا صبري المولودة عام 1985 في هذا الحوار.

متى بدأت رحلتك مع المتاعب الصحيّة؟

عند الولادة أبلغ الأطباء أسرتي معاناتي نقصاً في الأكسجين ووضعوني في حجرة «الخدج» ونتيجة خطأ علاجي واجهت مشكلة صحيّة أخرى أدت إلى انفصال جزئي في شبكية العين وتراجع البصر مع مرور الوقت.

لماذا اخترت دراسة العلوم الموسيقية؟

ارتبطت منذ الصغر بالعزف على آلة البيانو وكانت في البداية من باب الهواية وكنت أقلّد مقطوعات معروفة ووجدت تشجيعاً من والديّ.

ما الصعوبات التي واجهتها خلال مرحلة التعليم؟

على صعيد المدرسة كنت أسمع تعليقات لها علاقة بارتدائي نظّارة طبية ثقيلة وعدم قدرتي على تمييز الأشياء عند خلعها لكن هذا لم يحبطني على الإطلاق وواصلت تفوقي الدراسي فضلاً عن التحاقي بقسم النشاط الموسيقي.

ماذا عن مرحلة الجامعة؟

عندما ذهبت للتسجيل في كلية الفنون بالجامعة الأردنية عدّ أحد الأكاديميين ذلك غريباً وذكر أمامي أنه من الصعوبة نجاح المبصرين أساساً في هذا التخصص ونصحني بتغييره وهذا حفّزني أكثر فتخرّجت الأولى على دفعتي.

لماذا قررتِ إكمال دراستك العليا؟

أخبرت زميلتي بأنني سأعود يوماً لأكون أستاذة في الكلية نفسها، بعدما دفعني حديث الأكاديمي بشأن صعوبة نجاحي كطالبة، لذلك حصلت على الماجستير، ثم الدكتوراه في لبنان، وكانت أطروحتي حول استعمال مقطوعات عازفي العود المعاصرين، وعدت فعلاً إلى حيث طمحت.

كيف تجاوزت صعوبات ضعف البصر في العزف؟

أمتلك حاسة سمع مضاعفة ساعدتني كثيراً على التعامل مع الآلات الموسيقية وأقربها لي العود لأنها تنطوي على شعور مرهف وتمتاز بأوتارها الشرقية.

ماذا عن اكتشاف إصابتك بالسرطان؟

كان ذلك في مرحلة لاحقة حيث أصبت بمتاعب صحيّة وتسلمت في اليوم ذاته الذي ارتديت فيه ثوب هيئة التدريس تقريراً طبياً يفيد إصابتي بورم.

كيف مضت رحلتك العلاجية الجديدة؟

كانت صعبة وكنت أتنقّل بين مركز الحسين للسرطان للخضوع لجلسات العلاج والجامعة على الشارع المحاذي للتدريس فيها.

ما أصعب موقف خلال تلك المرحلة؟

لم أتوقع دخولي مركز الحسين للسرطان بقصد العلاج بعدما كنت أزور الأطفال للعزف لهم لكنني اليوم وفق تقرير أخير قهرت المرض.

ماذا عن تجمع فني شبابي تتطلعين إليه؟

هناك مشروع لتشكيل فرقة موسيقية خاصة بالمكفوفين وضعاف البصر يهدف إلى تسخير الموسيقى في دعم ذوي الإعاقة يشارك فيها عدد منهم.

ما رسالتك للشباب أبناء جيلك؟

عدم الاستسلام للصعوبات إطلاقاً وعلى الأهل دعم المواهب والثقة في قدرات الأبناء كما فعلت أسرتي التي كانت إلى جواري دائماً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"