رحلات إخبارية

03:40 صباحا
قراءة دقيقتين
شــرقاً، وفـــي اتجـــاه شرق آســـيا، زار الرحالة المسلمون بلاد الصين، من بينهم رحالة عربي اسمه سليمان، وصلنا وصف سياحته في الهند والصين، كتبه سنة (٢٣٧هـ/ ٨٥١م)، ومعه ذيل كتبه نحو سنة «٣٠٤هـ/ ٩١٦م» مؤلف اسمه أبو زيد حسن. وطُبعت هذه الرحلة سنة ١٨١١ وأحاط بها المستشرقون والنصوص الجغرافية العربية والفارسية والتركية الخاصة بالشرق الأقصى، التي ترجمت إلى الفرنسية خصيصاً.
وفي هذه الرحلة بيانات عن علاقة المسلمين بالصين في القرنين الثالث والرابع بعد الهجرة، أي التاسع والعاشر بعد الميلاد؛ منها أن مدينة خانفو التي كانت مجتمع التجار، كان فيها رجل مسلم يوليه صاحب الصين الحكم بين المسلمين الذين يقصدون إلى تلك الناحية، إذا كان في العيد صلى بالمسلمين وخطب ودعا لسلطان المسلمين.
كما أشار هذا الرحالة إلى أن أكثر السفن الصينية تحمل من سيراف، وأن المتاع يحمل من البصرة وعمان وغيرها إلى سيراف، فيعبَّى في السفن الصينية بسيراف؛ وذلك لكثرة الأمواج في هذا البحر، وقلة الماء في مواضع منه. ثم وصف بعد ذلك المحطات المختلفة التي تقف عندها السفن في طريقها إلى الصين، وتطرق إلى الكلام عن أخبار بلاد الهند والصين أيضاً، وملوكها. ومما كتبه أن أهل الهند والصين مجمعون على أن ملوك الدنيا المعدودين أربعة، فأول من يعدون منهم ملك العرب، وهو عندهم إجماع لا اختلاف بينهم فيه، أنه أعظم الملوك وأكثرهم مالًا وأبهاهم جمالًا، وأنه ملك الدنيا الكبير الذي ليس فوقه شيء، ويعد ملك الصين نفسه بعد ملك العرب.
وفي الذيل الذي كتبه أبو زيد أحاديث عن علاقة المسلمين بالصين، وبعضها بعيد الاحتمال، كحديث القرشي المسمى ابن وهب الذي زار بلاط ملك الصين، ورأى فيه صور الرسل، وهي القصة التي أشار إليها المسعودي في «مروج الذهب».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"