كثفت إسرائيل، أمس الجمعة، قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة، بينما واصل الجيش الإسرائيلي اجتياحه لأحياء في مدينتي خان يونس ورفح، وسط اشتباكات ومعارك ضارية مع المقاتلين الفلسطينيين، فيما أكدت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة أن 9 من كل 10 أشخاص في غزة نزحوا قسراً، في وقت قلص برنامج الأغذية العالمي حصص الأُسر الفلسطينية لضمان تغطية أوسع للنازحين الجدد، في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها سترسل أكثر من مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال إلى غزة.
وواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، لليوم ال294 على التوالي، وشن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار، ومنع دخول المساعدات إلى القطاع. واستمرّت الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية في غاراتها وقصفها، أمس الجمعة، على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة مجمعات سكنية ومراكز إيواء النازحين وشوارع وساحات عدة، ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة آخرين، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي، إثر إصابته بصاروخ مضاد للدروع، استهدف جرافة عسكرية، جنوبي قطاع غزة.
وواصل الجيش الإسرائيلي اجتياحه البري لأحياء واسعة في مدينة رفح، منذ 7 أيار/مايو 2024، وكذلك توغله في مدينة خان يونس لليوم الخامس على التوالي، وسط قصف جوي ومدفعي عنيف وارتكاب مجازر. وبلغت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، 39175 قتيلاً و90403 مصابين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
من جهة أخرى، قالت وكالة «الأونروا»، في منشور عبر منصة «إكس»، أمس الجمعة، إن 9 من كل 10 فلسطينيين، نزحوا قسراً في قطاع غزة، الذي يبلغ عدد سكانه نحو 2.3 مليون نسمة، والذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة. وأضافت أن العائلات النازحة تبحث عن مأوى أينما تستطيع، سواء في المدارس المكتظة أو المباني المدمرة أو الخيام المتواضعة على الرمال أو وسط أكوام القمامة.
ومن جهته، أعلن برنامج الأغذية العالمي، أمس الجمعة، أنه اضطر لتقليص الحصص للأُسر في غزة لضمان تغطية أوسع للنازحين الجدد. وأضاف في منشور على منصة إكس «مخزونات الغذاء والإمدادات الإنسانية في وسط وجنوب غزة محدودة للغاية ولا تدخل أي إمدادات تجارية تقريباً».
في غضون ذلك، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس الجمعة، إن المنظمة سترسل أكثر من مليون جرعة من لقاح ضد شلل الأطفال إلى غزة، وسيتم توزيعه على مدى الأسابيع المقبلة لمنع إصابة الأطفال بالعدوى، بعد رصد الفيروس في عينات من مياه الصرف الصحي بالقطاع. وذكر غيبريسوس في مقال رأي بصحيفة الغارديان البريطانية «رغم عدم تسجيل أي حالة إصابة بشلل الأطفال حتى الآن، ومن دون اتخاذ إجراءات فورية سيكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل إصابة آلاف الأطفال الذين أصبحوا بلا حماية». وكتب غيبريسوس أن الأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا الفيروس، وخاصة الرضع دون سن الثانية بسبب تعطل حملات التطعيم العادية نتيجة الصراع المستمر منذ تسعة أشهر.
(وكالات)
